ملف الصباح

“الفار” لمنع تسلل الوسطاء

25 كاميرا للمراقبة و16 حارس أمن خاص لضبط “رحبة” “القصبة” أكبر أسواق إقليم مديونة

يبدو معرض القصبة للأضاحي، للوافدين على تراب جماعة مديونة على المدخل الجنوبي للبيضاء، وكأنه موسم للتبوريدة يقام في غير موعده، لكن أوجه الشبه بين موسم “العود” وموسم “الحولي” لا تقتصر على المكان الذي يتوسطه المحرك، بل كذلك من حيث حجم الوافدين من “كسابة” وزبناء هاربين من غلاء “المكازات” التي تشعل بورصة الأثمان في كل عيد.
كل الوجوه المعتادة في موسم “التبوريدة” حاضرة في المعرض، أصحاب المقاهي والمطاعم الشعبية، التي تغري الحاضرين بكؤوس الشاي و”الشفنج” للاستراحة بين جولات البحث عن أضحية بين عشرات الأروقة التي تنوع فيها العرض من “البلدي” إلى “النصراني” المعروض في مكان غير بعيد من من قاعة الصلاة ومكتب السلطات المحلية.
لكن هناك سبب آخر في ارتفاع إقبال العارضين على معرض “القصبة” هو المنسوب المرتفع من إجراءات الحراسة، إذ تنتشر كاميرات الحراسة في كل مكان بدءا من الطريق المتفرعة عن الطريق الرئيسية، إلى أروقة العرض، مرورا بموقف السيارات والخيام الخلفية المخصصة لمبيت العارضين و تخزين الأعلاف. ويبرر المشرفون على المعرض هذا الحرص بارتفاع الأثمان وترجيح إمكانية حدوث فوضي وتهافت، كما حدث سابقا بالحي الحسني.

سوق بقانون داخلي

للوقاية من حدوث أي انفلات في استتباب الأمن أو في الأثمان، منع قانون داخلي علقه المنظمون على بوابة المعرض، دخول “الشناقة” و أصحاب الدراجات النارية و العادية، إضافة إلى منع بيع الأكباش غير المرقمة من قبل وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، مساهمة من أصحاب المعرض في عمل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) لتحصين الأغنام والماعز المعدة لعيد الأضحى والسهر عن قرب على تتبع الحالة الصحية للقطيع الوطني بمجموع التراب الوطني، عبر تجنيد مختلف المصالح البيطرية الإقليمية ، والأطباء البياطرة الخواص، بتعاون مع السلطات المحلية.
ويفرض المشرفون على الرحبة أن يكون البائع فلاحا (كسابا) وأن تبدأ عملية البيع بتسليم وصل أداء للزبون مع الاحتفاظ بنسخة منه مكتوب عليها رقم هاتف الزبون لربط الاتصال به عند الحاجة، وفي حال نشوب أي مشكل بين البائع والمشتري يجب المثول أمام الإدارة للحسم في أي نزاع يمكن أن يقع منذ تسليم الوصل إلى حين نقل الأضحية إلى خارج الرحبة.

60 في المائة من “الصردي”

يتوقع أصحاب معرض القصبة أن يكون عرضه وافرا ومتنوعا يشمل كل أنواع السلالات وخاصة تلك التي تنتمي إلى جهة البيضاء سطات التي أعلنت المديرية الجهوية للفلاحة بها عن ترقيم أزيد من 850 ألف رأس من الأغنام والماعز في أفق الوصول إلى مليون رأس، مع الإشارة إلى توفر الجهة على مليون رأس من الأغنام والماعز موجهة للذبح لمناسبة عيد الأضحى، وذلك من أصل حوالي 2 مليون رأس متوفرة بمختلف مناطق هذه الجهة.
وأوضحت المديرية أن الجهة تتوفر على قطيع يتميز بالجودة، وتوجد هذه الأغنام في صحة جيدة، إذ تعتبر مهدا لأجود السلالات، حيث تشكل منها فصيلة “الصردي” 60 في المائة، خاصة بإقليمي سطات وبرشيد، وتعرف إقبالا كبيرا من قبل الأسر المغربية، وأن المصلحة البيطرية تتابع عن قرب القطيع من حيث مراقبة الأعلاف والماء والأدوية، حرصا على صحة القطيع.
ولن تخلو الرحبة من الأكباش الأجنبية بعد الترخيص باستيراد حوالي 100 ألف رأس من الأغنام، مع اقتراح ثمن يتراوح ما بين 60 درهما و65، في حين أن سعر الأغنام المحلية، يتراوح ما بين 70 درهما و83، حسب الصنف والجنس والسلالة والجودة، مع مواصلة عملية توزيع الشعير المدعم إلى يوم العيد، إذ خصصت المديرية 872 ألف قنطار تم توزيع حوالي 90 في المائة سنة 2023، وبرمجة 777 ألف قنطار لسنة 2024.

بين 2500 درهم و9000
اتضح لـ”الصباح” أن معدل ثمن الأضحية في أروقة معرض قصبة مديونة يتراوح بين 2500 درهم و 9000، دون الحديث عن الأكباش التي يتجاوز ثمنها المليون، على اعتبار أن ذلك يدخل حسب بعض الباعة في صنف الحالات الاستثنائية، وأنه سجلت زيادات في الثمن مقارنة مع السنة الماضية في حدود 1500 درهم، لأن كل ما تأكله المواشي يشتريه الفلاح، حسب تعبير عارض يملك ضيعة في ضواحي برشيد، في إشارة إلى استحالة الاعتماد على المراعي لتربية المواشي، إذ سجل الموسم الفلاحي الحالي نقصا بنسبة 54 في المائة مقارنة مع سنة عادية وبنسبة 41 في المائة مقارنة مع الموسم ما قبل الماضي(2022-2023). وتتسم وضعية حقينة الحوض المائي، إلى غاية أبريل 2024 بضعف نسبة ملء السدود بكل من سد المسيرة وسد الحنصالي وتدني مستوى الفرشة المائية.

ياسين قُطيب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.