ضمد نشطاء حركة "تاوادا ن إيمازيغن" (مسيرة الأمازيغ) الجراح التي أصيبوا بها عقب التدخل الأمني في حقهم قبل أسبوعين، وعادوا مساء الأحد الماضي، إلى ساحة الحمام بالبيضاء، في وقفة تضامنية مع ضحايا الفيضانات الأخيرة بالجنوب، وللتعبير عن مطالب سياسية وثقافية واقتصادية.وتميزت الوقفة بمشاركة عددية أكبر، مقارنة مع نظيرتها التي منعت قبل أسبوعين، والتحف فيها المشاركون أعلام الحركة الأمازيغية، ورددوا فيها شعارات، كان أبرزها تلك التي نادت بإقرار نظام فدرالي، تتوزع فيه الثروات بعدالة، ويقر بالأمازيغية هوية للمغرب. ومقابل تحية المشاركين لقوى المجتمع المدني على جهودها في إغاثة ضحايا الفيضانات، هاجموا في شعاراتهم الحكومة والسلطات المحلية، لأنها في نظرهم "تلكأت في إغاثة المتضررين من مخلفات الأمطار الأخيرة رغم تلقيها لمساعدات دولية". وذهب النشطاء الأمازيغيون أبعد من ذلك، فقالوا إن ذلك "التلكؤ"، متعمد، ومؤشر على عدم القطع مع سياسة "تهميشية وتمييزية"، تنهجها الحكومات ضد المناطق الموجودة في "المحور الممتد من وادي تانسيفت شمالا إلى وادي نون جنوبا"، والتي تعتبر في نظر الحكومات، حسب قولهم، "بلاد السيبة". وفيما ردد المشاركون في الوقفة شعارهم الشهير "خطوة خطوة.. طريقنا مازالت طويلة"، أكدوا في بيان موزع للمناسبة، استمرارهم "في النضال إلى غاية انتزاع كافة الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية".المحتجون الذين اشتكوا من "إهانات وتجريح لفظي وتمييزي"، لحقهم إبان فض القوات العمومية لوقفة مماثلة قبل أسبوعين، نددوا "بالتعدي السافر" الذي لحق الصحفيين"، وبحجز الأغراض الشخصية والمعدات اللوجستكية للمحتجين، منذ ذلك الحين. وعبر نشطاء تنسيقية البيضاء لـ"مسيرة الأمازيغيين"، عن رفضهم للمس بالقدرات الشرائية للمغاربة وتحميلهم "تبعات التستر على ناهبي المال العام"، كما طالبوا بإنهاء سياسة نزع الأراضي من السكان الأصليين ببعض بوادي الجنوب.امحمد خيي