وظف منتسبون إلى جماعة العدل والإحسان بطنجة، مساء أول أمس (الاثنين)، شرفة منزل بحي "مستيرخوش" بالمدينة، منصة لعرض فقرات فنية لمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، في تحد للمصالح الأمنية، التي منعت الجماعة من نصب منصة داخل الحي لدواع أمنية.وتجمع عشرات المنتمين والمقربين من الجماعة، من بينهم نساء وأطفال، أمام الشرفة لمتابعة فقرات الحفل، الذي تضمن فقرات من المديح والسماع والأناشيد الدينية، تخللتها كلمات تجنب أصحابها الشعارات السياسية، إلا أنها وجهت سيلا من الانتقادات للسلطات الأمنية، التي تدخلت لمناسبات سابقة لمنع هذه الاحتفالات.ولم تلجأ القوات الأمنية، التي كانت تتكون من عناصر الشرطة وأفراد القوات المساعدة وعدد من أعوان السلطة، في تدخلها لأي شكل من أشكال العنف الجسدي أو اللفظي ضد المحتفين، واكتفت بمراقبة الفعاليات الاحتفالية عن بعد، دون القيام بمنعها، كما حصل خلال السنوات الماضية.وعاشت عدة أحياء شعبية بطنجة، خلال اليومين الماضيين، على إيقاع مسيرات ومواكب احتفالية شعبية، انطلق أغلبها بعد صلاة المغرب، وشارك فيها مئات المحتفين بذكرى المولد النبوي، ،الذين جابوا دروبا وأزقة، وهم يحملون لافتات وشموعا وسط جو من التنظيم المحكم من قبل أعضاء لجماعة العدل والإحسان "المحظورة"، الذين كان حضورهم واضحا عدديا ولوجيستيا. ومرت الاحتفالات بذكرى المولد النبوي لهذه السنة، في هدوء نسبي، بعدما فضلت السلطات عدم تكرار سيناريو المنع بالقوة، كما كان عليه الأمر في السنوات الماضية، رغم بعض الاحتكاكات البسيطة مع عناصر من السلطة المحلية، كما حصل في حي "درادب"، حين حاولت عناصر الأمن منع الاحتفال دون سبب واضح.ومن المنتظر أن تشهد المدينة، الأحد المقبل، "كرنفالا" روحانيا يصنف ضمن التقاليد العريقة لمدينة البوغاز، وتعمل السلطات المحلية على دعمه بقوة ليبقى ضمن الموروث الثقافي للمدينة، إذ تسطر له برنامجا حافلا طيلة الاسبوع، ويتضمن أمسيات دينية وأنشطة ثقافية متنوعة بمختلف المؤسسات التعليمية بالمدينة، ليختتم في اليوم السابع بموكب احتفالي فخم للشموع يمر عبر أهم شوارع المدينة.المختار الرمشي (طنجة)