يستعد شيعة المغرب لخوض معركة حاسمة لانتزاع الاعتراف الرسمي بوجودهم، وإصدار جرائد وطنية تنطق بلسان حالهم. ودعت رسالة زعيم الشيعة المغاربة خاصة في مدن الشمال، كمال لغزالي، إلى الاهتمام بالتكليف الشرعي لدعم المسيرة الحسينية، وعدم النأي بالنفس عن قضايا الوطن، والاهتمام بقضايا حقوق الإنسان وبحقهم في الوجود. وكشفت الرسالة، التي وجهها لغزالي إلى من أسماهم "كل من شايعوا الصحابي علي ابن أبي طالب"، في المغرب، والتي تزامنت مع استعداد المغرب لفتح سفارته بطهران، أن السلطات المغربية منعتهم من إصدار جريدة وطنية ذات طابع إخباري سياسي فكري، وأنهم توجهوا إلى وزير العدل والحريات عبر رسالة للمطالبة بحق النشر، إلا أن مطالبهم لم تتحقق. وقال زعيم الشيعة المغاربة في الرسالة التي تداولوها بينهم، أن مسألة وجودهم من عدمه وصلت إلى مرحلة الحسم، فإما أن تنحو "منحى السلب وتكون وجودا اعتباريا"، أو "قد يكون إرادة تصلنا إلى الكمال حيث وجودنا آنذاك يكون واقعا لا يزول ولا يمكن أن يزول"، في إشارة إلى خوض معركة الاعتراف الرسمي بشيعة المغرب.وساءل زعيم الشيعة المغاربة المستقرين بكثرة في مدن شمال المغرب، والذين سبق أن تواجهوا مع سلفيين جهاديين، من أتباع "داعش" و"القاعدة"، أتباع الحسينيين بالمغرب، عن حراكهم وتنفيذ التكليفات الشرعية لدعم المسيرة الحسينية، وعن حقهم في الوجود. واستعرض لغزالي مسيرة الشيعة في المغرب، بدءا من مرحلة الثمانينات، مؤكدا أنه في منتصف الثمانينات كانت الحالة الشيعية في المغرب تتسم بالكتمان والتقية بحسب الأوضاع الأمنية لكل شخص موال. مشيرا إلى أن الحركة الإسلامية المغربية والحالة الثقافية المغربية لم تكنا تعترضان على الحالة الفكرية الشيعية، وأن جماعة العدل والإحسان تعترف بوجودهم، مشيرا كذلك إلى أن "الجماعة الإسلامية" التي كان يقودها عبد الإله بنكيران كانت تنتصر لفكر الشيعة. وعرج لغزالي على مرحلة التسعينات، ليقر بالدور الكبير الذي لعبه الملتقى الوطني للكتاب في البيضاء لتشييع المغاربة، بتوفيره الكتب الفكرية لأعلام شيعة والمفكرين الشيعة والاطلاع على آراء كثيرة حول الفلسفة وعلم الكلام والاقتصاد والاجتماع والدين، مضيفا في سده لمرحلة تشكل الشيعة بالمغرب، أن النقاش بلغ أشده بداية التسعينات في الجامعات المغربية، خصوصا مع اليسار وظهور تيار طلابي انفتح على النقاش الإيديولوجي والعلمي، بعيدا عن الخطاب الديني المباشر.وقال لغزالي إن الحالة السلفية بدأت تتوسع داخل الأحياء وعبر جمعيات تحت اسم الإمام مالك وغيرها وحتى من داخل الحركات الإسلامية بدأت تبرز وجوه سلفية تحث على مواجهة المد الشيعي المتصاعد التي واكبتها أحداث "أطلس آسني" وخلط الأوراق من خلال اعتقال بعض الرموز الشيعية، قبل أن تبدأ الاعتقالات والاستنطاقات في مكناس ووجدة. وكانت مرحلة الألفية الجديدة، ليحصد حزب الله في لبنان إعجاب جميع الفصائل والجماعات الإسلامية، إلى درجة رفع فيها حزب العدالة والتنمية أعلامه في مسيرات، وهو ما دعا إلى تحول كبير ورسم خطة لإيقاف تقدم الحالة الشيعية في العالم وظهرت فتاوى سعودية تكفر حزب الله وتدعو الى الدعاء عليه وعدم مناصرته وتكفر الشيعة، إلا أن ذلك لم يمنع الشيعة المغاربة من الانخراط في العمل عبر ثلاث جمعيات، أولها جمعية الغدير بمكناس وجمعية اللقاء الإنساني بوجدة وجمعية المودة في طنجة. ثم، تقول رسالة لغزالي، "جاءت 2009 التي عرفت حملة اعتقالات على المستوى الوطني اعتقل فيها المفكر والباحث والموظف والطالب من خلال استنطاقات، انكشف من خلالها، يقول لغزالي "ضعف المؤسسة الأمنية في فهم الحالة الشيعية والفكر الشيعي".وأثار لغزالي أيضا مرحلة 20 فبراير 2011، التي احتشد فيها شيعة المغرب عبر انخراطهم في جمعيات حقوقية، بل إن شيعة مغاربة قادوا تظاهرات إلى جانب فعاليات أخرى من خلال التنظيم وترتيب الشعارات.وقال زعيم الشيعة المغاربة إن زيارتهم سنة 2013 لضريح المولى إدريس، مؤسس الدولة الإدريسية في المغرب، تشير إلى تبني شيعة المغرب نوعا من المغربة في التشيع. ضحى زين الدين