بيسطارة عميد اتحاد طنجة قال إن فريقه ضيع عدة نقاط بسبب 30 ألف متفرجقال محمد بيسطارة، حارس وعميد اتحاد طنجة لكرة القدم، إنه يريد تحقيق إنجازات سبقها إليه حراس آخرون، بعد أن تمكن من الحفاظ على نظافة شباكه منذ الدورة السادسة من بطولة القسم الثاني. وأكد بيسطارة في حوار مع ”الصباح الرياضي” أنه وفريقه يعيشان موسما استثنائيا، حطم فيه الفريق العديد من الأرقام، وأحرز بطولة الخريف، بعدما كان طموحه في المواسم الأخيرة لا يتعدى البحث عن سبل الانعتاق من النزول. وتحدث بيسطارة عن أسباب وعوامل تألق اتحاد طنجة هذا الموسم، وإصراره على تحقيق حلم جمهوره بالعودة إلى القسم الأول. وقال بيسطارة إنه كاد يعتزل مبكرا بعد أزمته مع المغرب التطواني، حين فرض عليه رفقة بعض زملائه غرامات خيالية. وفي ما يلي نص الحوار: كيف كانت بداية مسيرتك مع كرة القدم؟ ككل لاعب كانت الانطلاقة من الأحياء، أبرزها فريق التحدي تحت قيادة المؤطر عبد الرحمان أسويق، بعد ذلك التحقت بفريق رجاء بني مكادة الذي تدرجت عبر جميع فئاته إلى أن التحقت بكباره، وحققت معه الصعود من القسم الثالث إلى الثاني هواة، فالأول هواة. والتحقت بعد ذلك باتحاد طنجة سنة 2001، وكنت الحارس الاحتياطي الخامس، لكن السنة الموالية كانت استثنائية بالنسبة إلي، أتذكر فيها الإطار الوطني الكفؤ عبد الهادي السكتيوي الذي كان يقود الفريق، ووضع ثقته في إمكانياتي، ومنحني أول فرصة بالقسم الأول في مباراة اتحاد الخميسات. وكان مردودي رائعا جدا بشهادة المتتبعين، ومن تم كانت انطلاقتي. والتحقت في 2007 بالمغرب التطواني، ثم عدت إلى اتحاد طنجة على سبيل الإعارة، والتحقت بعد ذلك من جديد بالمغرب التطواني الذي قضيت فيه موسمين، ثم عدت بعد ذلك إلى اتحاد طنجة للمرة الثانية، ولعبت موسما واحدا، والتحقت بعده بالنادي القنيطري على سبيل الإعارة، وعدت منذ الموسم الماضي إلى اتحاد طنجة. ما هي العوامل التي ساهمت في تحقيق مسيرة موفقة لاتحاد طنجة هذا الموسم؟ فريقنا يعيش موسما استثنائيا. وأجزم أن لا أحد كان يحلم أو يراهن على ظهور اتحاد طنجة بالوجه المشرف الذي ظهر به حتى اللحظة، سيما أن الجميع في طنجة سكنه اليأس وتعود على ظهور الفريق بمستوى غير لائق.والفريق حطم هذا الموسم كل الأرقام على مستوى النتائج، وعدد النقط إلى حدود الدورة قبل الأخيرة من مرحلة الذهاب. وضمان بطولة الخريف مبكرا. وبدون شك أن أسباب التألق تعود إلى استفادة المكتب المسير من أخطاء سلفه، ويوفر حتى اللحظة الظروف الملائمة وملتزم مع جميع اللاعبين والأطر. وبدون شك أن النتائج بدورها ساعدت المكتب على الاشتغال بارتياح، وكذلك لوجود طاقم تقني منسجم وديناميكي، وفي مقدمتهم المدرب أمين بنهاشم الذي استطاع بناء فريق متجانس ومتلاحم شبيه بأسرة. بالإضافة إلى المعد البدني ومحمد الجباري، مدرب حراس المرمى. دون أن ننسى الجمهور الكبير الذي يبقى السند الأول والأساسي لاتحاد طنجة. هل يمكننا القول إن اتحاد طنجة وضع قدمه الأولى في القسم الأول؟ حتى نكون موضوعيين، نحن لم نضمن لحد الساعة أكثر من ضمان البقاء بالقسم الثاني. وتنتظرنا مرحلة إياب طويلة وشاقة، إن لم أقل حارقة بحكم أن جميع الفرق التي سنواجهها ستحسب لنا ألف حساب، وهذا ما يصعب مهمتنا. لذا أوجه ندائي إلى جميع اللاعبين بتوخي الحذر. ما هي في نظرك، المشاكل التي كانت تحول دون صعود الفريق في المواسم السابقة؟مشاكل متعددة، بداية بعد استقرار الطاقم التقني، حيث إن الفريق كان يقدم على تغيير المدربين بكثرة في موسم واحد، وقيامه بانتدابات في غير محلها، وبلغ في بعض المواسم تغييره لتركيبة بكاملها في منتصف الموسم. بالإضافة إلى المشاكل المادية بسبب كثرة الديون العالقة من مستحقات اللاعبين والأطر وكل العاملين بالفريق، والتي يتركها كل مكتب تعاقب على تسيير الفريق لمكتب آخر، وما خفي كان أعظم. كيف تفسر إهدار اتحاد طنجة للنقط في مباريات داخل ملعبه؟ هناك عامل أساسي يتجلى في الضغط النفسي الذي عاشه اللاعبون. سيما النقص في الخبرة لدى بعض اللاعبين في اللعب أمام جمهور غفير يفوق 20 أو 30 ألف متفرج، وهي الميزة التي تتميز بها مدرجات ملعب طنجة في مباريات الاتحاد. وفريقنا كما يعلم الجميع يضم تركيبة جديدة بنسبة 70 في المائة تقريبا. لكن بوادر استعادة الثقة في المباريات المحلية بدأت تظهر، وهذا ما أثبته اللاعبون في المباراة الأخيرة بطنجة التي تابعها أكثر من 30 ألف متفرج أمام شباب قصبة تادلة، والتي فزنا خلالها بهدف لصفر، ووسعنا فارق النقط مع المطارد المباشر إلى عشر نقط. ومتفائل جدا للمباريات المحلية المقبلة، والتي ستكون بدون ضغط على اللاعبين إن شاء الله. ورغم ذلك فإن الهزيمة والتعادل داخل الميدان أمر عاد في كرة القدم، وحتى الفرق الكبرى تعيش كبوات داخل ميادينها، وأمام فرق مغمورة. ماذا ينقص الفريق حاليا؟ الفعالية الهجومية. لأننا على مستوى التهديف نحتل المركز الخامس أو السادس بين الفرق الأخرى. ولولا هذه المشكلة لكان وضعنا أفضل ومريحا. وهذا لا ينقص من قيمة المهاجمين الذين يتوفر عليهم الفريق، لأننا نملك عناصر في المستوى، وربما أن عامل الضغط النفسي، كما أشرت سلفا، يؤثر علينا في بعض الأحيان. دون أن ننسى الأسلوب الدفاعي لمنافسينا باعتبار فريقنا متزعما من الواجب الحذر منه. وبدون شك أن المدرب أمين بنهاشم واع بهذه النقطة، وسيعمل على سد الفراغ، وإصلاح مكامن النقص، حتى نكون أكثر فاعلية وجاهزية في المباريات المقبلة. كما أذكر بالنقطة السوداء التي تواجهنا كذلك في بعض الملاعب ذات الأرضية السيئة. ما هي أحسن وأسوء ذكرى في مسيرتك الرياضية؟ أقول عن أحسن ذكرى أنتظرها هذا الموسم، وهي تحقيق الصعود مع اتحاد طنجة إلى القسم الأول، وهو الحلم الذي يراود الجماهير الطنجاوية، وأطمح لأكون من صانعيه. أما أسوأ ذكرى، ففي ميدان كرة القدم كبوات كثيرة يمر منها أي لاعب. لكن تبقى المشاكل التي لحقتني إلى جانب مجموعة من اللاعبين خلال الأزمة الشهيرة رفقة المغرب التطواني، في موسم أصدر فيه المكتب المسير غرامات مالية خيالية في حقنا، كدت جراءها أعتزل كرة القدم مبكرا، لولا تدخل مسؤولين من اتحاد طنجة، استطاعوا حل المشكلة، وانتدابي من جديد لأحمل قميص فريقي الأصلي. لعبت لعدة أندية، ما هي أحسن محطة ضمن هذه الأندية؟ جميع الأندية التي حملت قميصها تركت وسطها صدى طيبا، سواء في طنجة منذ انطلاقتي الأولى، ومع النادي القنيطري الذي لعبت له موسما واحدا على سبيل الإعارة، ولعبنا على إنقاذ الفريق من النزول، وفي المغرب التطواني تركت صدى طيبا رغم المشكل الذي عانيته. لم تتلق أي هدف منذ الدورة السادسة ماذا يعني لك هذا؟ أي حارس مرمى يكون هاجسه الأول هو الحفاظ على نظافة شباكه. وما حققته لحد الساعة ليس إنجازا فرديا، بل هو عمل ومجهود فريق بكامله. لأن هناك لاعبين يساعدونني، خاصة خط الدفاع الذي يعود له الفضل الكبير في عدم استقبالنا لأهداف كثيرة. دون أن أنسى الدور الكبير للمدرب. وأنا مدين للجميع بالتألق الاستثنائي هذا الموسم، وأطمح إلى تحقيق أرقام قياسية بالحفاظ على نظافة شباكي، وتجاوز أرقام حققها حراس مرمى متميزون في البطولة أمثال مصطفى الشادلي. كيف ترى مستوى بطولة القسم الثاني ومن ترشح لمنافسة فريقك على الصعود؟ منافسات بطولة القسم الوطني الثاني تمر لحد الساعة في أجواء تنافسية تسودها الشفافية منذ الدورات الأولى وإلى حدود نهاية مرحلة الذهاب التي تفصلنا عنها دورة واحدة. وهناك عدد كبير من الأندية التي لا يستهان بمستواها، وقادرة على منافسة فريقنا على الصعود، نظير، مولودية وجدة وشباب المسيرة واتحاد اتمارة، وشباب قصبة تادلة. بطولة القسم الثاني ارتقت إلى مستوى كبير، نظرا إلى قوة الفرق ووجود لاعبين ذوي خبرة بالقسم الأول، بالإضافة إلى أسماء وازنة من المدربين. وتبقى النقطة السوداء كما ذكرت هي الحالة السيئة لأرضية مجموعة من الملاعب التي تعيق الممارسة السليمة. هل لديك فكرة عن مرحلة ما بعد الاعتزال؟لا أريد أن أكون بعيدا عن ملاعب كرة القدم. ومن الآن أهتم بالتكوين في مجال تدريب حراس المرمى. وهذا التخصص يناسبني كثيرا. ما دفعني إلى حضور العديد من الدورات التكوينية والاختبارات للحصول على شواهد تجعلني مؤهلا للعمل في المجال مباشرة بعد اعتزال اللعب. شاركت في تدريب نظمته اللجنة التقنية لعصبة الشمال لكرة القدم تحت إشراف الإدارة التقنية الوطنية، ساهم في تأطيره المدير التقني الجهوي عمر الرايس، والحارسان السابقان خالد فوهامي ونجيب لعرج.أجرى الحوار: محمد السعيدي (طنجة) بورتري:بـيـسـطـارة... الـحـارس الـهـادئعندما اشتعلت الأزمة مع المغرب التطواني قبل أربعة مواسم، حافظ محمد بيسطارة على هدوئه، رغم أن الحادث الذي تفجر إثر توقيف 14 لاعبا دفعة واحدة لمطالبتهم بمستحقاتهم المالية، أثار جدلا كبيرا في الساحة الكروية آنذاك.ما قام به بيسطارة حينها، هو أنه غادر الفريق التطواني في صمت، عائدا إلى فريقه الأصلي اتحاد طنجة، الذي كان هو الآخر يعيش مشاكل أكبر وصراعات أكبر، لكن الحارس المسالم لم يتغير، وحافظ على هدوئه وصمته، وكذلك بقي حين لعب للنادي القنيطري قبل موسمين.ففي النادي القنيطري مر محمد بيسطارة من مرحة فراغ في بعض الدورات، وتلقى بعض الانتقادات من محيط الفريق ومن بعض زملائه، لكنه لم يرد يوما على أحد، إلى أن استعاد إمكانياته.ولد محمد بيسطارة في 1985 بطنجة، ولعب لرجاء بني مكادة في بداية مساره الكروي، ومنه انتقل إلى اتحاد طنجة، ثم إلى المغرب التطواني فالنادي القنيطري، قبل العودة إلى اتحاد طنجة، الذي يدافع اليوم عن عرينه في مرحلة جديدة ومختلفة تماما عن كل المراحل السابقة.في هذه المرحلة يأمل محمد بيسطارة تحقيق إنجاز يحدث ثورة في تاريخ الفريق، الذي ينافس على تحقيق الصعود، بعدما اعتاد على مواجهة خطر النزول في كل موسم.في سطور:الاسم الكامل: محمد بيسطارةتاريخ ومكان الميلاد:1985 بطنجة الحالة العائلية: أب لياسر (4 سنوات) ويوسف (أسبوعان)الأندية التي لعب لها: رجاء بني مكادة واتحاد طنجة والمغرب التطواني والنادي القنيطري