اختاروا سجن قارا بمكناس واستعملوا مسدسات مزيفة والسلطة المحلية أبلغت عنهم أخلت النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية مكناس، الأربعاء الماضي، سبيل شباب، أوقفوا، الاثنين الماضي، بعد ضبطهم وهم بصدد تصوير فيلم خارج الضوابط القانونية، وحيازتهم أدوات التصوير دون ترخيص من المركز السينمائي المغربي.وكانت فرقة الشرطة القضائية التابعة لأمن مكناس، أوقفت 12 شابا، ووضعتهم رهن الحراسة النظرية، بعد ضبطهم في فضاء سجن قارا التاريخي، وهم بصدد تصوير لقطات لفيلم من صنعهم وتأليفهم. وعلمت «الصباح» أن الممثلين الهواة، وجدوا أنفسهم تحت مساءلة الشرطة القضائية بسبب آلات التصوير التي كانوا يحملونها ساعة الإيقاف وأيضا الأغراض التي من أجلها اختاروا الموقع التاريخي سالف الذكر للقيام بأنشطتهم وأهدافهم من ذلك.وكان ممثل السلطة المحلية شاهد في اليوم ذاته الشباب وهم في حركة دؤوبة وبعضهم يقتفي آثار البعض كما يشهرون مسدسات شبيهة بتلك التي تتوفر عليها عناصر الشرطة ما دفعه إلى إبلاغ مسؤولي السلطة المحلية، الذين أشعروا بدورهم مصالح الأمن لينتقل الجميع إلى الموقع، حيث ضبطوا الشباب منهمكين في تصوير لقطات يؤدون أدوارها. وعلمت «الصباح» أن مساءلة الموقوفين انصبت أساسا على مدى توفرهم على الأهلية للقيام بالأعمال الفنية، واستفسروهم أيضا عن الإطار القانوني الذي يشتغلون فيه، كما وجهت لهم أسئلة حول رخصة المركز السينمائي المغربي، التي لا يتوفرون عليها.ووضع الهواة جميعهم رهن الحراسة النظرية بمن فيهم «المخرج وكاتب السيناريو والممثلون»، كما جرت مساطر الاستماع إليهم، إذ اعترفوا أنهم لا يتوفرون على أي ترخيص، وأنهم اختاروا الفضاء لجماليته لتصوير لقطات الشريط الهاوي الذي يعتزمون نشره على الأنترنت.كما كشفوا مصدر الفكرة والاتفاق القبلي بينهم وطريقة تمويلهم باقتناء مسدسات بلاستيكية وباقي الأكسسوارات التي احتاجوها في تنفيذ إنتاجهم الهاوي، الذي لا يريدون من ورائه عملا ضارا، بل هو طريقة من طرق الابتكار وتفجير المواهب التي يتوفرون عليها، سيما أنهم محرومون من ذلك، وأيضا من انعدام الجهات التي يمكنها أن تؤطرهم وتتبنى أفكارهم، ما دفعهم إلى الاعتماد على النفس.وعابت مصادر حقوقية وضع الشباب رهن الحراسة النظرية، سيما أنهم تلاميذ يتابعون دراستهم، وأن الأعمال التي قاموا بها لا تشكل جريمة، ولا وجود لمتضرر فيها. وكان يمكن تنبيه الشباب إلى المخالفات التي ارتكبوها بعدم انتظامهم في جمعية وضرورة الحصول على الترخيص للتصوير في الفضاءات العمومية.وأضافت المصادر نفسها أن تراجع دور الشباب في القيام بمهام التأطير الفني والثقافي واحتواء الشباب الهاوي، يدفع إلى الجهل بمساطر العمل الفني وأيضا إلى تمرد المتوفرين على مواهب، في محاولات منهم للاعتماد على النفس للظهور للآخر وإبراز القدرات التي يتوفرون عليها.المصطفى صفر
