كرامر: دقائق من المونديال اختفت من ذاكرتي

اللاعب الألماني قال إنه فخور بحصيلته وإنه كتب مذكراته وأودعها البنكقال كريستوف كرامر إن بعض لحظات كأس العالم الأخيرة اختفت من ذاكرته، بسبب الاصطدام الذي وقع له في إحدى مباريات المنافسة العالمية. وأضاف كرامر في حوار مع صحيفة ”فرانس فوتبول” الفرنسية، أنه أعد كتابا يؤرخ لفوزه بكأس العالم رفقة المنتخب الألماني، مبرزا أنه لم يحصل على راحة منذ المونديال. وأوضح كرامر أنه لا يتمتع بدور قيادي داخل المنتخب، غير أنه يحاول مساعدة زملائه في كل مرة تتاح له الفرصة. وفي ما يلي نص الحوار: ماذا جرى في اصطدامك مع اللاعب الأرجنتيني غاراي في نهائي كأس العالم ؟ صراحة، لا أتذكر جيدا. شاهدت النهائي أكثر من مرة، فمنذ بداية النزال الثنائي بيني وبين غاراي إلى أن وجدت نفسي داخل مستودع الملابس، الأمر غامض بالنسبة إلي. فأنا لا أتذكر شيئا. أكملت اللعب حتى طلب مني الطاقم الطبي المغادرة في الدقيقة الواحدة والثلاثين. هذه الدقائق اختفت من ذاكرتي، ولن تعود أبدا، وأنا أندم عليها كثيرا. لأعوض هذا النقص، أجلس أحيانا وحيدا، وأستمتع بنجاحاتي التي حققتها. وأشعر بها كي لا يكون لها أي أثر رجعي علي. في أي لحظة شعرت بتأثير هذه الحركة ؟ في المرة الأولى التي شاهدتها على التلفزيون، في ريو دي جانيرو، مباشرة بعد المباراة، بادرني إحساس بأني ”لم أعش مثل هذه اللحظة أبدا”. دخلت بشكل رسمي في اللحظات الأخيرة بعد الإصابة التي تعرض لها سامي خضيرة أثناء الإحماء؟ نعم، لكن بالنسبة إلي فأجمل لحظة كانت هي دخول الفريقين ملعب ماراكانا، خاصة في اللحظة التي رأيت فيها الكأس العالمية، تلك اللحظة لا تغيب عن ذاكرتي. وبعد ذلك، غنينا النشيد الوطني. حينها اقشعر جلدي، ودمعت عيناي، وارتعش بدني كما لم يرتعش من قبل. كنتم منفعلين؟ أكون كاذبا إذا قلت لا. كما أخبروني كنت على وشك الانفعال، فنبضات قلبي وصلت إلى 200. بعد نصف ساعة تقريبا، بدأت الإحماء، على أمل أن ألعب بعض الدقائق. هنا المدرب خواكيم لوف أخذني جانبا، ليعلمني أني سأعوض سامي خضيرة. لقد انقطع نفسي، وفي الوقت نفسه شعرت بالفخر والسعادة. هل تبدو كأس العالم بعيدة الآن؟ لا، إنها تقريبا كما كانت بالأمس لم أحصل على عطلة طويلة بعد، فمباشرة بعد عودتي إلى مونشنغلادباخ، بدأت المنافسة بدون تداريب، فتقريبا لم أحصل على راحة. اللهم بعض اللحظات النادرة التي أتصفح فيها جريدتي ”إن تايم”، لأتذكر بعض اللحظات الجميلة. جريدة ”إن تايم” ؟ منذ بضع سنوات، أكتب كل ما يجول في ذهني. في الواقع، منذ أن وضعني فريق بايرن ليفركوزن على اللائحة سنة 2011. في تلك اللحظة، أردت أن أتذكر كل شيء يدفعني إلى الكتابة. الآن أنا بصدد كتابة مذكرات طويلة، لكني توقفت عن الكتابة منذ نهائي كأس العالم. لماذا؟ لأن هذا الكتاب أردته أن ينتهي عند الانتصار. فقد أعدت كتابة لحظة تسليم الكأس، وأريد أيضا أن أدرج الأحاسيس التي أحس بها في هذه اللحظة. لم أتحدث عن محتوى المباراة النهائية. لم أحلل أدائي، لكن أبرزت ملاحظاتي وأحاسيسي. ووضعتها في علبة صلبة ثم أودعتها البنك. سأخرجها بعد مرور ثلاثين سنة، وسأسجلها على مقعد في حديقتي لأحس بطعمها وأبتهج. هل غير المونديال من حياتك شيئا؟ لم أتغير، عائلتي وأصدقائي يعملون على نصحي وينتبهون إلى تصرفاتي. لكن تصور الناس بالنسبة إلي تغير كثيرا. أصبح لدي وجود كبير في وسائل الإعلام في السنة الأخيرة. لا أستطيع أن أتجول في الشارع. يبدو أنك تلعب بثقة أكبر ؟ الثقة تكبر وتزداد عندما نحقق إنجازا معينا، وعندما نتدرب كل يوم لمدة ثمانية أسابيع رفقة أفضل اللاعبين في العالم. بعد الفوز بكأس العالم أصبحت أتمتع بوضع أفضل داخل فريقي. لكني مازلت كما كنت. أسلوبي مازال كما كان يتميز بالمغامرة، ولاحظت أن خصومي أصبحوا يأخذونني على محمل الجد، في كل مباراة، وهذا لم يكن سابقا. أصبحت كذلك أقوم بأشياء لم أفعلها من قبل، هذا المونديال أعطاني أجنحة. مثلا ؟ على مستوى المراوغة والتسديد، أصبحت لدي فعالية كبيرة، كما أني لم أعد خائفا من ارتكاب الأخطاء. ماذا عن هدفك ضد مرماك، الذي كان من تمريرة على بعد خمسين مترا، في مباراة دورتموند (1-0)، والذي تم تداوله على مستوى العالم.. إن سنة 2014 كانت مليئة بالكوارث. أحسست دون شك بألم جراء ذلك، لكن لدي كل الأسباب لأكون فخورا بحصيلتي. ولا أتحدث فقط عن كأس العالم. فمنذ سنة ونصف وأنا أعيش حلما. إذا، فكلما أتذكر هذا الهدف ضد مرماي أضحك. هل وضعيتك تغيرت داخل المنتخب؟ ليس صحيحا. في الطبيعة، لست خجولا وهذا ضروري، أرفع صوتي في الملعب، وأظن أن ذلك مرتبط بموقعي لاعبا محوريا في الوسط الدفاعي. أنا لا أقوم بدور قيادي، فأنا لم يتم اختياري سوى ثمان مرات قائدا للفريق. أعرف تماما وبشكل واضح أنه يمكن أن أمر بفترات سيئة، قد لا أتمكن بعدها من العودة. مع العلم أن في موقع وسط الميدان الدفاعي المنافسة شديدة جدا.. قبل سنتين ونصف كنت تلعب مع بوخوم بالقسم الثاني؟ صعب أن تجد الكلمات للتعبير عن هذا الصعود السريع. شعوري وانطباعي حول هذا الإنجاز يتغير من حين لآخر. أمر غريب. أنا أسعى دائما للإجابة على أقل عدد من الأسئلة، وذلك لأن لدي الوقت الكافي بعد نهاية مسيرتي. ترجمة: عبد الصمد وجو (صحافي متدرب)

كرامر: دقائق من المونديال اختفت من ذاكرتي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الرياضة … أفراح وشغب وفضيحة

"الـراك" يـوقـف انـطـلاقـة الـنـادي الـمـكـنـاسـي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات