ينتمون إلى دواوير تعاني الفقر والتهميش وأغلبهم غادر المغرب عبر الحدود البرية أفادت مصادر مسؤولة بالمحمدية لـ»الصباح»، أن أكثر من عشرة أشخاص من قاطني المدينة سافروا إلى سوريا للالتحاق بدولة العراق والشام، المعروفة اختصارا بـ»داعش». وأوضحت المصادر نفسها أن أغلبية الملتحقين بالتنظيم غادروا تراب المملكة، عبر وجهتين، الأولى عبر مطار محمد الخامس، في اتجاه تركيا، ومنها إلى حدودها مع العراق وسوريا، فيما الثانية، الحدود البرية الجزائرية ومنها إلى الأراضي السورية، بمساعدة متخصصين في هذا المجال لهم علاقات مع الشبكات المكلفة بتهجيرهم أو احتضانهم، والذين يسهلون لهم عملية الهجرة السرية، مقابل مبالغ مالية يتلقونها من الجهة الحاضنة للمرحلين. وأكدت مصادر «الصباح»، أن عدد الأشخاص الذين غادروا المغرب عبر مطار محمد الخامس، خلال سنة ونصف، بلغوا 14 شخصا كلهم ذكور، ضمنهم متزوجون.أما فيما يخص محيطهم الجغرافي فقد أشارت المصادر ذاتها، إلى أن ثمانية أشخاص يقطنون بالأحياء الهامشية بتراب المحمدية، وأربعة أشخاص من سكان دور الصفيح بالجماعة القروية سيدي موسى بن علي التابعة لعمالة المحمدية، وشخصين من الجماعة القروية بني يخلف بتراب العمالة نفسها. ولم تستبعد المصادر ، أن يكون عدد الأشخاص، الذين غادروا تراب المملكة برا، ضعف الذين هجروا عبر الجو، مستغلين المنفذ البري الوحيد، المتمثل في الحدود الجزائرية، التي تعرف انتشارا كبيرا لشبكات التهجير صوب الديار السورية، بفعل تقاعس الدولة الجزائرية عن تحمل مسؤوليتها بخصوص هذا الأمر. وأضافت المصادر نفسها، أن كل الملتحقين بالتنظيم الإرهابي هم شباب وأزواج فقراء، تم استغلال فقرهم بغية إقناعهم بالهجرة والجهاد للحصول على الشهادة في سبيل الله، وأنه تم غسل أدمغتهم بعد اتصالهم بأفراد التنظيم عبر الأنترنت، قبل أن يقوم الأخير بالتخطيط لهجرتهم جوا أو برا، وتوفير كل الحاجيات المادية، وإعداد الوثائق اللازمة لهم خارج المغرب. وزادت مصادر «الصباح»، أن العناصر الأمنية المغربية، توصلت بمعطيات أكيدة، تفيد ولوج شخصين متزوجين، إلى الأراضي السورية، والانضمام إلى التنظيم المحظور، قبل أن يلقيا حتفهما، بعد أن نفذا كل واحد منهما عملية انتحارية، ضد مواطنين أبرياء. وأكدت مصادر «الصباح»، أن المنتحر الأول مهاجر مغربي كان قد عاد للتو من فرنسا، حيث كان يعيش ويشتغل رفقة أسرته الصغيرة، المكونة من زوجته وأطفاله الثلاثة الدين تركهم لدى أسرته الكبيرة بأحد دواوير الجماعة القروية سيدي موسى بن علي، وغادر التراب الوطني يوم 12 فبراير الماضي، ليلتحق بالتنظيم الذي لقنه مجموعة من التدريبات انتهت بتنفيذه لعملية انتحارية يوم 17 يوليوز الماضي. أما الثاني، فقد ترك زوجته المتحدرة من فاس رفقة ابنه الوحيد لدى أسرته بالمحمدية، ليغادر هو الآخر التراب المغربي نهاية ماي 2013، قبل أن يقوم هو الآخر بعملية انتحارية بتاريخ فاتح نونبر الماضي. كما أكدت المصادر ذاتها، أن المصالح الأمنية المغربية اعتقلت شابا عازبا يتحدر من عمالة المحمدية فور عودته شتنبر 2013، ليحال على سجن الزاكي بسلا، في انتظار عرضه على المحاكمة. وختمت مصادر «الصباح»، أن جل الملتحقين بالتنظيم، ينتمون إلى دواوير تعاني الفقر والتهميش من بينهم ثلاثة أشخاص يتحدرون من دوار (الصحراوية) ، وهو تجمع عشوائي منعزل بالجماعة القروية سيدي موسى بن علي، وثلاثة من دوار الشحاوطة والجماعة القروية بني يخلف، وثلاثة من حي الحسنية بالمحمدية، إضافة إلى المتحدرين من أحياء أخرى بالمدينة. استقطابكل الملتحقين بالتنظيم الإرهابي هم شباب وأزواج فقراء، تم استغلال فقرهم بغية إقناعهم بالهجرة والجهاد للحصول على الشهادة في سبيل الله، وأنه تم غسل أدمغتهم بعد اتصالهم بأفراد التنظيم عبر الأنترنت، قبل أن يقوم الأخير بالتخطيط لهجرتهم جوا أو برا، وتوفير كل الحاجيات المادية.كمال الشمسي (المحمدية)
