تسرد التفاصيل الكاملة لمصرع حكيم “بيجيدي”

لقي عبد الله باها، وزير الدولة والقيادي بحزب العدالة والتنمية، مساء أول أمس (الأحد)، مصرعه، بعد أن صدمه القطار القادم من الدار البيضاء، والمتوجه إلى القنيطرة. ووقع الحادث على مستوى النقطة الكيلومترية 50 فوق قنطرة بالجماعة القروية الشراط، على بعد أربعة كيلومترات من بوزنيقة، وهي القنطرة نفسها التي عرفت منذ أقل من شهر مصرع القيادي الاتحادي أحمد الزايدي. وفي التفاصيل، وحسب إفادة مصادر متطابقة، علمت “الصباح”، أن عبد الله باها كان قادما من الطريق السيار، ببذلة رياضية، من الرباط من أجل الاطلاع على المكان الذي غرق فيه المرحوم أحمد الزايدي، والعودة عبر الطريق الوطنية رقم واحد، ولم يكن يعلم أنه المكان نفسه واليوم نفسه الذي سيسلم روحه إلى الله. وقالت المصادر إن باها قام بركن سيارته من نوع (فولسفاكن باسات سوداء اللون)، على بعد حوالي 200 متر، وتوجه صوب القنطرة التي غرق فيها القيادي الاتحادي، من أجل أخذ فكرة عن ظروف الغرق، من دون أن يعرف، أن أجل الموت استدعى الوزير باها إلى مكان وفاة البرلماني الزايدي، في اليوم نفسه (يوم أحد) الذي لقي فيه هذا الأخير حتفه، ليكون مكان وفاته. غير أن الفرق بين الوفاتين هي أن القيادي الاتحادي الزايدي توفي تحت قنطرة وادي الشراط ببوزنيقة عند منتصف نهار الأحد، فيما توفي الوزير باها فوقها.وأضافت مصادر “الصباح”، أنه فور وقوع الحادث في حدود الساعة السادسة والنصف مساء، توقف القطار لأزيد من 15 دقيقة، بعدما علم سائق القطار أنه صدم شيئا ما، قبل أن يعلم السائق رفقة حارس القنطرة، أنه صدم أحد الأشخاص. ليقوم حارس القنطرة الذي تم تنصيبه منذ وقوع حادثة غرق الزايدي بإخبار رجال مركز الدرك الترابي ببوزنيقة، التي بمجرد وصولها إلى مكان الحادثة، واصل القطار مسيرته لإخلاء السكة.ووجد رجال الدرك صعوبة في التعرف على وزير الدولة بسبب قوة الصدمة التي حولت جسده إلى أشلاء، غير أن البحث في ملابس الهالك، انتهى إلى الوصول إلى هوية الهالك بعد العثور على بطاقة تعريف وطنية في جيب البذلة الرياضية التي كان يرتديها، إذ سيتبين بعد تنقيطها، أنها تعود للوزير.وعثر رجال الدرك، بالقرب من مكان الحادثة على سيارة مركونة بجانب الطريق الوطنية رقم واحد في اتجاه الصخيرات قاموا بتنقيط الرقم التسلسلي للوحة المعدنية من أجل تحديد أدق لهوية الفقيد، قبل أن يتأكدوا أن الجثة تعود للوزير. في هذه اللحظة، ربطت عناصر الدرك الملكي الاتصال بكبار المسؤولين بالإقليم وإشعارهم بالأمر، إذ كان أول من وصل إلى مكان الحادثة، عامل إقليم بن سليمان مصطفى المعزة، ليلتحق بعده وزير العدل والحريات، المصطفى الرميد في حدود الثامنة والنصف ليلا، والذي بمجرد ما أن اطلع على جثة الفقيد، حتى جلس القرفصاء وانخرط في بكاء هستيري. وعند حدود الساعة العاشرة ليلا، سيلتحق بمكان الحادثة كل من عبد القادر عمارة، وزير الطاقة والمعادن، ووزير الداخلية محمد حصاد، والوزير المنتدب في الداخلية، الشرقي الضريس، والجنرال حسني بنسليمان، قبل أن يلتحق عزيز الرباح، وزير التجهيز والنقل بمكان الحادثة، الذي عرف حراسة مشددة على محيط النازلة بتشكيل حزام من عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة الذين تكلفوا بمنع الصحافيين من التصوير، بعدما أمر وزير العدل والحريات رجال الدرك بحجز كاميرا “الصباح” التي كانت تغطي الحادث. وعرف مسرح الحادثة حضور فرق علمية وتقنية تابعة للدرك الملكي تضم متخصصين في هذا المجال، إذ حرصوا على التدقيق في كل الجزئيات بمسرح الحادثة، فيما عملت عناصر أخرى ذات تخصص بالعمل على تجميع قطع من جثمان الوزير الذي انقسم إلى نصفين.وانتهت العملية في حدود الساعة الحادية عشرة والربع ليلا، بعد تجميع الجثة في كيس بلاستيكي. كما شهد محيط مكان الحادثة حضور المئات من المواطنين، إضافة إلى عشرات السيارات التي اصطفت على مسافة تفوق الـ 800 متر بعدما غادرها راكبوها بحثا عن معطيات دقيقة بخصوص ما جرى. وحج مجموعة من السياسيين وبرلمانيين كالمهدي مزواري وحسن طارق النائبين البرلمانيين الاتحاديين وعبد الرحيم بوشيخي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، ومصطفى بابا، الكاتب العام السابق لشبيبة العدالة والتنمية. وفي تعليقهم على الحادثة، قال أحد المواطنين للوزير عزيز الرباح، وزير التجهيز والنقل، إنه عليه القيام بغلق القنطرة، لأنها (مسكونة بالجن) فيما صرح آخر أن القنطرة، اضحث مثل مثلث بيرمودا. وأعلنت وزارة الداخلية في بلاغ لها أن مصالح الدرك الملكي فتحت تحقيقا في الموضوع من أجل الكشف عن ملابسات حادث وفاة عبد الله باها وزير الدولة، مؤكدة أنه سيتم الإعلان عن نتائج التحقيق فور استكماله. كما أنه من المنتظر أن يوارى جثمان الضحية الثرى اليوم (الثلاثاء)، من أجل إعداد مجموعة من الترتيبات ولانتظار قدوم رفيق دربه عبد الاله بن كيران رئيس الحكومة، الموجود بالعاصمة الفرنسية باريس. يشار إلى أن سيارة نقل الموتى، التي كانت تقل جثمان الراحل، والتابعة لعمالة بن سليمان، اتجهت صوب الرباط، عبر الطريق السيار في حدود الساعة الحادية عشرة وربع قبل أن يتلقى سائقها تعليمات بالعودة إلى المستوصف الصحي الحضري ببوزنيقة، عوض المستشفى الإقليمي ببن سليمان، نظرا لأن الأول لا يتوفر على مستودع للأموات.كمال الشمسي (موفد الصباح إلى بوزنيقة)

تسرد التفاصيل الكاملة لمصرع حكيم “بيجيدي”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مصنعو الدواء يشتكون اختلالات "أمو" وخفض الأسعار

عبد الغني: لن نغير أسلوبنا وسنهزم أوكلاند

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات