“لكوبل” في احتفالات الوداديين

خلقت الجماهير البيضاوية فرجة كبيرة في مدرجات ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، في مباراة الوداد والرجاء الرياضيين، برسم الدورة العاشرة من البطولة الوطنية، وذلك قبل ساعات من بداية المواجهة، الأولى بين الغريمين هذا الموسم. وضاعفت الأمطار الغزيرة التي تساقطت على الدار البيضاء أول أمس (الأحد)، من مجهودات الجمعيات والفصائل المساندة للفريقين، إذ اضطر بعضهم إلى المبيت ليلة المباراة بالملعب، من أجل إعداد اللوحات الفنية التي تزين الملعب، إذ استمرت معاناة ”الإلترات” من الساعات الأولى من صباح يوم المباراة، إلى غاية الثانية و 45 دقيقة، أي قبل 15 دقيقة من بداية المباراة. الأمطار وحدها لا تكفي عكس كل التوقعات، لم تتردد الجماهير البيضاوية في تلبية نداء الديربي البيضاوي، للحضور بكثرة إلى ملعب محمد الخامس، رغم أن الأمطار التي تهاطلت على الملعب لم تتوقف من الساعات الأولى من صباح أول أمس (الأحد)، إلى غاية الساعة الثانية زوالا، الوقت الذي امتلأت فيه جنبات ملعب محمد الخامس بالكامل.وعاين ”الصباح الرياضي” الشوارع المؤدية إلى الملعب مزينة باللونين الأحمر والأخضر، إذ لم تحدث أي أعمال تخريب قبل المباراة، باعتبار وجود كثيف للأمن من جهة، ورغبة المشجعين الكبيرة في الوصول بسرعة إلى الملعب، لمشاركة زملائهم تحضيرات الديربي 117 بين الفريقين. ولوحظت عند أبواب الملعب صفوف طويلة من المنتظرين، يسارعون الزمن لدخول الملعب، فيما كان البعض منشغلا بملاسناته مع البعض الآخر، إذ تطورت بعضها إلى العنف واستعمال العصي، قبل أن يتدخل الأمن لإلقاء القبض على المشاغبين. ولتدفئة الأجواء الباردة بفعل درجات الحرارة المتدنية، كان عليك الدخول إلى مدرجات الملعب ... فهناك، تراشق جمهوري ”كوبل” البيضاء بكل أنواع الأغاني والأناشيد، ليخلقوا الفرجة قبل بداية المباراة بساعات، إذ عاش كل من كان في الملعب لحظات من الفرجة والمتعة، تحضيرا لظهور اللاعبين على أرضية الملعب. "كوبل" البيضاء ... الفرجة قبل البداية لم تنتظر الجماهير الغفيرة التي حضرت المباراة، والتي قدرت ب 50 ألفا، بداية المباراة لتنطلق في أهازيجها الغنائية، والتي لم تخل من بعض اللحظات المضحكة، عندما بدأت تتراشق في ما بينها ب”مقاطع” من سلسلة ”لكوبل” الكوميدية الشهيرة، والتي جعلت الجو وديا وأخويا، رغم الصراعات عن بعد بين جمهوري الوداد والرجاء. وقبل دقائق من بداية المباراة، بدت الأجواء على أتم استعدادها لانطلاق فرجة المدرجات، واللحظة المنتظرة، حين يكشف كل جمهور عن أسرار لوحاته الفنية، التي تعتبر مجهود أسابيع طويلة من العمل المتواصل. وفي الدقيقة الصفر، دخل اللاعبون الملعب، وعكس ما يحدث في المباريات العادية، بدأت أعين اللاعبين ترصد كل تحركات الجماهير، بحثا عن المنتصر في الجمهورين، قبل معرفة الفائز بنقاط المباراة، إذ ينسى ترتيب البطولة وظروفها ومستوى الفريقين وكل شيء في هذه اللحظات. وما هي إلا دقائق معدودات، حتى ظهرت اللوحات الفنية من جهة ”المكانة” و”فريميجا”، مبهرة كل من كان في الملعب، وحتى الذين يتابعون الحدث في المنازل... وللطف الأقدار، كانت الأمطار قد توقفت لدقائق، لتفسح المجال أمام العالم ليتابع ما صنعت الجماهير البيضاوية من لوحات فنية جميلة، تقشعر لها أبدان المغاربة أجمعين. عندما يتحول اللاعبون إلى جماهير من بين الجماهير التي كانت تلتقط الصور وتصفق لما رأته على المدرجات، كان هناك لاعبو الرجاء والوداد، الذين وقفوا مبتسمين مصفقين لما رأوه من جمالية وإبهار وإبداع على مدرجات ملعب محمد الخامس، إذ حمل ”تيفو” الرجاء رسالة مفادها أن الرجاء تبقى قائدة الفرق الوطنية، وسباقة للإنجازات الكروية العالمية، كناية عن مشاركة الفريق في مونديال الأندية الأخير، ووصوله إلى المباراة النهائية في دورة تاريخية بكل المقاييس.ومن جهة الوداد، افتخر الحمر بجماهيرهم العريضة، وقالوا إن للفريق جمهورا يحميه، ولو تآمر عليه الجميع من كل أنحاء العالم، لترسل جماهير الفريق الأحمر العريق، رسالة إلى العالم مفادها أنه رغم الأزمات والظروف القاسية التي مر بها الوداد في المواسم الماضية، فإنه عاد أقوى من ذي قبل، ليحصد الألقاب رفقة جماهيره العريضة. واستمرت اللحظات الأولى قبل بداية المباراة لدقائق، باعتبار أن جمهور الرجاء والوداد حمل أربع لوحات فنية، كان لها صدى عند اللاعبين والمعلقين، وحتى الصحافيين الأجانب الذين زينوا المدرجات، ونقلوا صورة جيدة عن كرة القدم الوطنية، وجمهور البطولة الوطنية. نقطة سوداء في "المكانة" أثناء المباراة، لم تبخل الجماهير على فريقيها بالمساندة والتشجيع، غير أنه مع اقتراب المباراة من نهايتها، وإفصاحها عن آخر أسرارها، اختارت بعض جماهير الرجاء أن تعبر عن غضبها من نتيجة المباراة بطريقة جنونية، لتبدأ في العراك في ما بينها أمام مفاجأة كل من تابع المباراة، فيما كان الجانب الآخر يحتفل بفوز الفريق الأحمر، والذي يؤكد استمرار الوداد في الزعامة. ولم يتردد الأمن، الذي صفق هو الآخر لعروض الجماهير الرائعة في أول دقائق المباراة، في الصعود إلى المدرجات لتهدئة الأوضاع التي خطفت كل الأنظار، باعتبار أن العشرات من الجماهير أصيبوا ونقلوا إلى المستشفى، فيما اعتقل العشرات من الذين حولوا مدرجات الملعب إلى أرض عراك حقيقية، استعملت فيها العصي والحجارة، علما أن البعض أراد أن ينقل الفوضى إلى الملعب، بعدما اقتحم أحد المشجعين أرضية المباراة، غير أن الأمن تدخل ومنع ذلك.وبعد نهاية المباراة، فضل البعض إفساد العرس بتكسير وتهشيم واجهات الملعب عند الخروج من المدرجات، إذ اضطر الأمن إلى الدخول في مواجهات مع البعض من أجل إخراجهم من الملعب، وثنيهم عن أفعالهم التخريبية، ليعتقل العشرات بعد صافرة النهاية، فيما أصيب البعض الآخر، ونقل عاجلا إلى أحد مستشفيات المدينة .في الجانب الآخر، كانت الفرحة قد وصلت ذروتها، عندما قرر لاعبو الفريق الأحمر الاحتفال مع الجماهير دقائق بعد نهاية المباراة، إذ ظلت الجماهير الغفيرة التي أتت إلى الملعب لمساندة الوداد، تتمتع بحلاوة الفوز على الغريم، والذي أكد لهم أن فريقهم عاد وبقوة إلى المنافسة على الألقاب، بعد مواسم عجاف، مر فيها الفريق بأزمات داخلية صعبة. وفي قلب ”فريميجا”، ظهر لاعبون في مشهد مثير يبكون ويهللون مع الجماهير، بنصرهم الذي يبقيهم في القمة إلى إشعار آخر، فيما فضل البعض الآخر النزول إلى أرضية الملعب وتحية الطاقم التقني وكل من ساهم في عودة الوداد إلى الانتصارات، وإلى صورة الفريق الحقيقية. حزن أخضر وفرحة حمراء في مستودعات الملابس لم تتوقف الأفراح ولا الأحزان في أرضية الملعب، بل استمرت إلى مستودعات الملابس، حين انتشر صمت رهيب داخل مستودعات الرجاء، إذ بكى البعض وصرخ البعض الآخر، فيما اختار لاعبون آخرون مغادرة الملعب بسرعة لعلهم ينسون هزيمة الديربي، ويفكرون في ما هو قادم، وما هو السبيل للخروج من الأزمة الحالية، التي ألمت بالجماهير والطاقم التقني وإداريي الفريق الأخضر.في مخرج الملعب، انتشر رجال الأمن لمنع أي تسلل للجماهير إلى حافلات الفريقين، تفاديا لأحداث وقعت في السابق، عندما أثر الغضب على الجماهير واللاعبين، ودخلوا في ملاسنات كادت أن تتطور إلى ما لا تحمد عقباه. في الجانب الآخر، كانت الفرحة تعم المكان، إذ احتفل اللاعبون مع المدرب الويلزي جون توشاك والطاقم التقني وبعض الجماهير بالفوز في مستودعات الملابس، ورفعت الرايات الحمراء وأغاني الفريق الأحمر، فيما أضافت الأمطار التي تهاطلت في نهاية المباراة، رونقا جميلا على الاحتفالات، التي فضلت بعض الجماهير أن تمددها إلى غاية الشوارع القريبة من ملعب محمد الخامس، أمام أنظار الأمن، الذين تكلفوا بتأمين المحلات التجارية وتأمين استمرارية حركة السير. عند حلول الساعة السابعة، أي بعد ساعتين من نهاية المباراة، بدا المكان مهجورا، إلا من رجال الأمن، الذين سعدوا بنجاح مهمتهم في الملعب، في انتظار إنجاحها في شوارع المدينة الكبيرة، فيما راحت جماهير ”كوبل” البيضاء إلى حال سبيلها بأحزانها وأفراحها، في انتظار مواعد مستقبلية. العقيد درغام

“لكوبل” في احتفالات الوداديين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الناصري: تأثرت كثيرا بحماس الجماهير

صغرور: على بودريقة تحمل مسؤوليته التاريخية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات