المغرب يدخل نادي الاجتهاد الحقوقي الدولي بـ”إعلان مراكش”

اختتمت، زوال أمس (الأحد)، فعاليات الدورة الثانية للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان، بتلاوة "إعلان مراكش"، الذي تضمن عددا من المبادئ الأساسية وسيرورات إعادة تشكيل مفاهيم وسياقات منظومة حقوق الإنسان والحريات الأساسية في دول العالم، أخذا بعين الاعتبار التحولات والتغييرات الجذرية التي عرفتها مجموعة من الشعوب والمجتمعات، ودخول أجيال جديدة من الحقوق حيز التنافس على لائحة الموضوعات الأساسية للمنظومة. أمام آلاف من المشاركين، وبحضور شخصيات عالمية، أسدل الستار عن دورة المغرب لحقوق الإنسان، التي اعتبرت نتائجها وتوصيات أزيد من 200 ورشة ولقاء ومنتدى موضوعاتي وتكوين ولقاء، استكمالا لنتائج الدورة الأولى المنعقدة في دجنبر من السنة الماضية بالبرازيل، ومقدمة لأشغال الدورة الثالثة المقرر انعقادها السنة المقبلة بالأرجنتين.وأقر كمال الحبيب، رئيس اللجنة العلمية للمنتدى، في تصريح لـ"الصباح"، بصعوبة حصر المئات من التوصيات والخلاصات المهمة التي انتهت إليها عشرات الورشات المنعقدة على مدى يومين، التي غطت، جميع موضوعات وأجيال حقوق الإنسان، دون استثناء تقريبا.وأكد الحبيب أن اللجنة العلمية ولجانا أخرى، بتمثيلية أممية ودولية وحكومية، ستعقد اجتماعاتها خلال الايام القليلة المقبلة لتجميع التقارير الصادرة عن اللقاءات والمنتديات الموضوعاتية والورشات، وباقي اللقاءات والفعاليات الأخرى لفرز خلاصاتها الأساسية وفق منهجية تراعي سيرورة التراكم الذي حققه المنتدى خلال دورته الأولى، وصولا إلى أرضية مشتركة لإعادة المفاهيم الكبرى لحقوق الإنسان والحريات الأساسية.وأكد الحبيب نجاح المنتدى العالمي الثاني بمراكش، خصوصا في الجانب العلمي والموضوعاتي، مؤكدا أنه واجه بعض الصعوبات التقنية والتنظيمية في بداية انطلاقه، وجرى التغلب عليها بتنسيق مع اللجان المنظمة، وهي صعوبات عادية ومتوقعة بالنظر إلى العدد الكبير من المشاركين من المغرب والخارج، والذي تجاوز 7300 مشارك، ولها علاقة في الغالب بالإقامة والأكل والشارات".وتواصلت، طيلة أول أمس (السبت)، أشغال المنتدى العالمي لحقوق الإنسان، بعدد من الورشات والمنتديات الموضوعاتية في إشكاليات حقوقية مختلفة، أبرزها منتدى حرية المعتقد والتدين، المنظم من قبل "حركة ضمير"، الذي كاد ينفجر في عدد من محطاته.وعرفت المنتدى الموضوعاتي حول "حماية حرية ضمير بين المسؤولية الفردية والجماعية"، الذي حضره الفنان اللبناني الملتزم مارسيل خليفة، وباحثون أجانب ومغاربة، أبرزهم عبد الصمد الديالمي ومحمد الصغير جنجار من المغرب، وجواد بولص من فلسطين، وعلي المزغني من تونس، وعروس الزنيبر من الجزائر، لحظات من التشنج والضيق من الرأي الآخر، خصوصا في موضوعات لها علاقة بحرية التحول الديني والإلحاد واللاتدين والمثلية الجنسية وعلاقة الإسلام بذلك.وكاد المنتدى ينفجر، منذ جلسته الافتتاحية التي تضمنت عددا من الشهادات وقام بتنشيطها الشاعر صلاح الوديع، أحد مؤسسي "حركة ضمير". فبعد الشهادة الشاعرية الباذخة حول حرية الثقافة، أو "لا تكون ثقافة إلا متى كانت حرية" التي تلاها مارسيل خليفة، وسط صمت أقرب إلى الخشوع، وبعد شهادتين للنائبة اليزيدية، فيان دخيل، الشهيرة بدفاعها عن حقوق النساء اليزيديات ضد همجية "داعش"، تناول الكلمة الباحث محمد السعيد، المغربي المتحول من الإسلام إلى المسيحية، الذي تناول تيمة التدين أو الارتداد عن الدين، كما قاربته المؤسسة الدينية المغربية، سواء من خلال تصريحات أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في البرلمان، أو رأي مؤسسة الإفتاء والمجلس العلمي الأعلى.وعاد محمد السعيد إلى العراقيل التي صادفتها اللجنة الخاصة بالمراجعة الدستورية، حين وصلت إلى النقطة الخاصة بحرية المعتقد والتدين، مؤكدا أن حركة الإصلاح والتوحيد، الذراع الدعوي للعدالة والتنمية، مارست ضغوطا كبيرة على اللجنة لحذف هذه الفقرة وتعويضها بعبارة أن المملكة المغربية دولة إسلامية.وما كاد الباحث يكمل جملته، حتى انفجرت القاعة بطلبات نقاط نظام من عدد من أعضاء الحركة، كان أبرزهم محمد الهيلالي، القيادي في الحركة نفسها، الذي تشبث بحقه في الرد والحق في التعبير، ما اعتبره المسير (صلاح الوديع) غير ذي موضوع، ما دام برنامج الجلسة الافتتاحية لا يتضمن تدخلات ونقاط نظام، وطلب منه الاحتفاظ بمداخلته إلى حين فتح باب النقاش خلال الجلسات الأخرى.وتشبث الهيلالي ومناصروه بحقهم في الكلام وسط صفير الحضور وطلبات بمغادرتهم القاعة، واتهامهم بنية نسف المنتدى الموضوعاتي، قبل أن يذعن هؤلاء، مفضلين تنظيم حلقة للنقاش خارج القاعة تحت وابل من الأمطار التي تهاطلت على فضاءات المنتدى في الصباح، قبل أن يعودوا من جديد إلى القاعة. يوسف الساكت (موفد الصباح إلى مراكش)

المغرب يدخل نادي الاجتهاد الحقوقي الدولي بـ”إعلان مراكش”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تفكيـك عصابـة سرقـة سائقـي الطاكسيـات

شعـراء مغاربـة وعـرب يحتفلـون بالأدب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات