الملك يؤكد انضمام المغرب لمعاهدة مناهضة التعذيب

تواصلت أشغال المنتدى العالمي لحقوق الإنسان، المنعقد في دورته الثانية بمراكش منذ مساء أول أمس (الخميس) إلى غاية غد (الأحد)، عبر تنظيم أكثر من 150 ورشة ونشاطا وتكوينا، انضم إليه، وفق لوائح معدة سلفا، أزيد من 5 آلاف مشارك، أكثرهم يمثلون جمعيات وهيآت حقوقية ومدنية بالمغرب، إضافة إلى تمثيليات الدول الأجنبية. تميزت الجلسة الافتتاحية، بإلقاء مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، نص الرسالة الملكية إلى المنتدى الدولي، والتي نوهت بالعمل الذي يقوم به آلاف المدافعين عن حقوق الإنسان من مختلف القارات من أجل تعزيز الحقوق والحريات الأساسية.وقال جلالة الملك إن اجتماع المدافعين عن حقوق الإنسان اليوم، يكتسي أهمية خاصة، سيما أنه يأتي في سياق التحولات والتحديات التي يشهدها العالم، والتي تتطلب إجابات شاملة ومدروسة وجماعية.وبموازاة مع هذا التطور، يقول جلالته، "فإن هناك العديد من التحديات التي تسائلنا بإلحاح. ويشكل منتداكم فرصة متميزة للتداول حولها، ولمناقشة الرهانات الطارئة في مجال حقوق الإنسان..وهنا تتجلى دقة ووجاهة المواضيع التي اخترتموها لهذا المنتدى، والتي تعكس فعلا، التطور الذي عرفه القانون الدولي لحقوق الإنسان، منذ المصادقة على إعلان وخطة عمل فيينا سنة 1993".كما تطرق جلالة الملك إلى إشكالية الكونية والخصوصية في مجالات حقوق الإنسان، مؤكدا في هذا الصدد "إذا كان لا ينبغي التشكيك في كونية حقوق الإنسان، فالكونية لا تعني أبدا التعبير عن فكر أو نمط وحيد، بل يجب أن تشكل في جوهرها، نتاجا لدينامية انخراط تدريجي، عبر مراحل، تصل بها إلى درجة من التملك الفردي والجماعي، تجد فيه التقاليد الوطنية والثقافية مكانها الطبيعي، حول قاعدة قيم غير قابلة للتقييد، دون تعارض أو تناقض معها".وبعد حديثه عن الرهان الحقوقي في إفريقيا، قال جلالته إن المنتدى يلتئم في سياق عدد من الاستحقاقات الدولية الهامة، منها ثلاثة أساسية، حسبه، وهي مسألة المساواة والمناصفة بين النساء والرجال، إذ أعلن قريبا عن تشكيل هيأة للمناصفة ومناهضة كافة أشكال التمييز، باعتبارها هيأة دستورية. وستتيح اعتماد مقاربة شمولية وغير انتقائية لحقوق الإنسان، بتقديم إضافة نوعية لها.وأما الرهان الثاني، فهو مرتبط بأهداف التنمية لما بعد 2015 ويتعلق الرهان الثالث بحركات الهجرة الدولية وطالبي اللجوء.وأكد جلاة الملك انخراط المغرب في الآليات الأساسية لحقوق الإنسان، والرفع التدريجي للتحفظات التي قدمها خلال التصديق على هذه الآليات، كما قام، بداية هذا الأسبوع، بتقديم أدوات التصديق على البروتوكول الاختياري للاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، وذلك بهدف إحداث آلية وطنية للوقاية، في غضون الأشهر المقبلة. وهكذا سيصبح المغرب ضمن الثلاثين بلدا التي تتوفر على آلية من هذا القبيل.وتناوب على منصة الافتتاح عدد من الشخصيات الدولية والأممية منها رئيس لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، والمدعية العامة بالمحكمة الجنائية والوزير الأول الاسبق الاسباني، وشخصيات أخرى كان أبرزها منسقة النساء السلاليات نايمة أمار القادمة من الرشيدية التي ألهبت القاعة بالتصفيقات والشعارات، وهي تتحدث بلغة عفوية وتلقائية عن مسيرة نضالهن الطويل لإقرار مساواتهن بالرجال، مطالبة بسن قانون واضح لحماية حقهن في أراضيهن السلالية.وكانت أشغال الورشات انطلقت بقريتي المؤتمرات في الساحات القريبة من فندق المامونية، وسط أحوال جوية متقلبة، تحولت معها بعض فضاءات القريتين إلى برك صغيرة من الماء، ووجد مشاركون ومنظمون وحراس أمن صعوبة في التأقلم.وبدأت الدورة الثانية من المنتدى العالمي لحقوق الإنسان، في الساعة السابعة من مساء أول أمس (الخميس)، بالجلسة الافتتاحية الضخمة التي احتضنتها القاعة الكبيرة التي تتسع لأكثر من 5 آلاف مقعد، وتميزت بحضور وازن لشخصيات دولية معروفة في مجال حقوق الإنسان، ومسؤولين في الأمم المتحدة، والمدعية العامة بالمحكمة الجنائية ورئيس اللجنة الأممية لحقوق الإنسان، وعدد من الوزراء الحاليين والسابقين في العدل وحقوق الإنسان، وحائزين على جوائز نوبل للسلام. يوسف الساكت (موفد الصباح إلى مراكش)

الملك يؤكد انضمام المغرب لمعاهدة مناهضة التعذيب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الجنس الإلكتروني... المتعة عن بعد

"رونو تراكس" تسوق شاحنات اقتصادية بالمغرب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات