الـحـارثـي… مـبـاريـات فـي الـجـحـيـم

بات ملعب الحارثي بمراكش مصدر شكوى لاعبي كل الفرق التي تخوض مبارياتها على أرضيته، بسبب سوء عشبه وما يسببه من إصابات وجروح في أقدام اللاعبين، إضافة إلى الرائحة الكريهة المنبعثة من حبات المطاط المتناثرة على أرضيته. وبات منظر اللاعبين وهم يضعون أرجلهم في إناء ماء بعد كل توقف للعب خلال المباراة التي تجرى في درجة حرارة مرتفعة، من أجل التخفيف من لهيب حرارة الأرضية المطاطية للحارثي، يخدش صورة المباريات. عشب كارثي لا تكاد تمر مباراة بملعب الحارثي، إلا ويخرج مدرب أو لاعب بتصريح ينتقد من خلاله العشب الاصطناعي للملعب، والذي بات يقلق مضجع اللاعبين، سيما بعد أن تسببت الأرضية المطاطية في إصابة العديد منهم، من قبيل الحسين أوشلا الذي ودع اللعب بعد إصابته بملعب الحارثي، وسعيد خرازي الذي حضر كثيرا للعودة بقوة إلى الدوري المغربي بعد تجربة خليجية ناجحة، غير أن أرضية الحارثي حطمت أمله.وباتت أرضية الحارثي تزداد سوءا سنة بعد أخرى، بسبب كثرة المباريات التي تجرى على أرضيته، إذ يحتضن مباريات الهواة وفرق عصبة الجنوب، ومباريات العديد من المؤسسات الخاصة، في حين تضررت وسائل الصيانة بشكل كبير، من قبيل الرشاشات التي تستعمل لسقي الملعب، والتي توقفت عن العمل منذ مدة. مضاعفات مقلقة المخاطر التي تشكلها أرضية ملعب الحارثي على صحة اللاعبين، لا تنتهي بنهاية المباريات، فإضافة إلى الإصابات الخطيرة، هناك لاعبون غابوا عن المباراة الموالية بسبب الجروح التي يخلفها اللعب فوق الأرضية المطاطية، كما كان الشأن بالنسبة إلى التشادي كارل ماكس، الذي غاب عن مباراة للدفاع الحسني الجديدي بعد مباراة فريقه والكوكب المراكشي لحساب ربع نهاية كأس العرش بملعب الحارثي.وتعرض المهاجم سفيان العلودي، خلال المباراة ذاتها، لإصابة في العين، بعد أن سببت حبيبات المطاط المتناثرة بشكل غير متجانس، على العشب الاصطناعي، صعوبة في الرؤية لدى العلودي، الذي كاد يغادر المباراة، لولا تدخل الطاقم الطبي للفريق، إذ خرج اللاعب لتلقي العلاج لمدة دقيقتين، قبل أن يعود لمواصلة المباراة، بعد أبدى إصرارا على ذلك. مرافق مهترئة إضافة إلى سوء حالة العشب، باتت مرافق الملعب في وضعية غير لائقة، فالمراحيض في حالة مزرية، إذ تنتشر بها الأزبال، في حين صنابير المياه، إما غير صالحة للاستعمال أو تجدها تغرق الممرات بالماء، في غياب تام لوسائل النظافة والصيانة.وبدورها باتت منصة الصحافة في وضعية تصعب مأمورية الإعلاميين، فزجاجها يجعل الرؤية غير واضحة، في حين تسمح بعض واجهاتها المكسرة بدخول رياح قوية، ما يجعل أمر متابعة المباريات، غاية في الصعوبة. إنارة ضعيفة ساهم ضعف الإنارة بملعب الحارثي، في مضاعفة متاعب الفرق التي تلعب مبارياتها على أرضيته، ففي غياب إنارة جيدة، صار من الصعب برمجة المباريات ليلا، ما يجعل الفرق مضطرة إلى تحمل المتاعب التي يشكلها اللعب ليلا، بسبب الآثار الجانبية التي تظهر على أقدام اللاعبين، وكذا بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من العشب الاصطناعي وقت اللعب تحت أشعة الشمس.لقد بات ملعب الحارثي في حاجة ماسة إلى إصلاحات عاجلة، من خلال إزالة العشب الحالي الذي بات نقطة سوداء، وإصلاح مرافق الملعب، بغية توفير وسائل الراحة للجمهور، من أجل رد الاعتبار إلى ملعب تحول إلى ما يشبه الجحيم، بعد أن كان في وقت سابق، مسرحا لمباريات تاريخية. عادل بلقاضي (مراكش)

الـحـارثـي… مـبـاريـات فـي الـجـحـيـم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

15بـلـدا إفـريـقـيـا تـتـحـد ضـد الـمـغـرب

الأولمبيون مهددون بعدم المشاركة في دوري شمال إفريقيا

مقالات ذات صلة