نجمي: يستحيل مراقبة “إيبولا” في تظاهرة رياضية

قال هشام نجمي، مدير المستعجلات ومدير مستشفى ابن طفيل بمراكش، إن قرار المغرب بطلب تأجيل تنظيم نهائيات كأس إفريقيا، أملته معطيات علمية وتوصيات دولية، مؤكدا أن خطورة الوضع تتمثل في صعوبة تتبع العدد الكبير من المشجعين، في حال ظهور إصابة. وأضاف نجمي في حوار مع ”الصباح الرياضي” أن المغرب وضع خطة لمراقبة الوافدين على بلادنا من الدول الموبوءة، لقلة عددهم، مضيفا أن أي دولة لن تتمكن من السيطرة على الأمر في تظاهرة رياضية من حجم ”الكان”. وفي ما يلي نص الحوار: أثار فيروس ”ايبولا” جدلا كبيرا بعد طلب المغرب تأجيل نهائيات كأس إفريقيا للأمم، التي كان مقررا أن يحتضنها، حبذا لو تطلعنا على طبيعة هذا الداء؟ هو فصيلة اكتشفت تقريبا سنة 1976، تضم خمسة أنواع، والمنتشر حاليا ويسبب الوباء، هو ”إيبولا”. في أول الأمر كان يصيب الحيوانات فقط، من بينها الخفافيش وفصائل أخرى، ولم يكن ينتقل للإنسان، غير أن بعض التفسيرات تؤكد أن لحظة تحوله للإنسان كانت نتيجة إقدام سكان المناطق الموبوءة على أكل لحوم بعض الحيوانات المصابة، فبدأ الفيروس ينتقل من الإنسان إلى الإنسان. كيف تحول ”إيبولا” من فيروس عاد إلى وباء؟ في البداية كانت هناك حالات محدودة، وكانت تجري السيطرة عليها، غير أنه في السنة الحالية ظهرت حالات متوالية، ما جعل منظمة الصحة العالمية تعطي الأمر طابع حالة استعجالية على الصعيد الدولي، بعد أن ظهر الفيروس في غينيا كوناكري، وسرعان ما انتشر بشكل سريع في سيراليون وليبيريا، ونتج عنه وفيات بشكل متزايد، وساهم في ذلك تواضع الأنظمة الصحية في البلدان المذكورة. ماهي الأعراض التي تظهر على المصاب بـ ”إيبولا”؟ يجب التفريق بين الحامل للفيروس والذي يبدو عاديا ويمكن أن تظهر عليه الأعراض بين يومين و21 يوما، والمريض الذي ظهرت عليه أعراض المرض فعلا، وهي مثل أعراض الزكام، إذ يحس المصاب بارتفاع حرارة الجسم والعياء الشديد وبعدها يظهر صداع في الرأس وألم في البطن، وقيء، ثم هبوط حاد في الضغط الدموي وغيبوبة، ومع الأسف إلى حدود الآن رسميا ليس هناك علاج، فقط هناك لقاحات وأدوية في طور التجريب، ويبقى العلاج وقائي أو استخدام أدوية تمكن من التغلب إلى حد ما على الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب، من قبيل التنفس الاصطناعي وأودية ترفع الضغط الدموي ومسايرة الحالة حتى يتجاوز المريض مرحلة الخطر، وكل ذلك يتطلب وسائل إنعاش متطورة، عكس ما هو موجود بأغلب الدول الإفريقية، ما يفسر تزايد عدد الوفيات. هل كان يمكن أن تظهر حالات إصابة ب”إيبولا” في المغرب، في حال نظم نهائيات ”الكان”؟ في حالة الوباء، لا يمكن استبعاد الأمر، و”إيبولا” ينتقل بالاحتكاك مع شخص مريض بسهولة، عكس فيروسات أخرى، وأي شخص ظهرت عليه الأعراض يجب عزله عن الناس، ففي الدول الموبوءة جرى عزل مناطق بكاملها، وجرى حضر التجول من مدينة إلى المدن الأخرى، وهنا يمكننا تصور مناسبة يحضرها آلاف الناس، ضمنهم شخص حامل للفيروس ولدى قدومه إلى المغرب ظهرت عليه الأعراض، فأصبح معديا، ما يفرض عزل الناس الذين احتكوا به وتتبع حالتهم عن كتب، فكيف يمكن تتبع 40 ألف متفرج في ملعب؟ ولنتصور أنهم سيتفرقون بين المدن المغربية ويختلطون بالمواطنين عبر وسائل النقل والإقامة، وهنا تظهر خطورة الأمر. إذن القرار كان ضروريا ؟ القرار بني على أسس علمية وتوصيات دولية. وهو قرار تحكم فيه العقل أكثر من العاطفة، فرغم العلاقة الخاصة مع الدول الإفريقية، وولع شعبنا بكرة القدم، يبقى القرار في مصلحة الجميع، وأظن أن المغرب لم يحكم الربح المادي، بل ضحى بكل شيء، من أجل صحة المواطنين المغاربة والسياح، وأكثر من ذلك المغرب يعد نقطة تماس مهمة بين إفريقيا وأوربا، وإفريقيا والعالم العربي، وفي حال ظهرت حالة وباء سيصبح البلد مصنفا ضمن البلدان الموبوءة، وسيساهم في تسريع وتيرة انتشار المرض، ما يعقد المأمورية بالنسبة للمغرب ومنظمة الصحة العالمية وباقي دول العالم، لذا فالحكومة المغربية لم تتخذ القرار عبثا، بل بعد استشارة تقنية من وزارة الصحة، بحكم اختصاصها سيما مديرية الأوبئة، كما تشكلت لجنة علمية تابعة للوزارة، تتابع ما يروج في الميدان الصحي والأبحاث العلمية، كما أن منظمة الصحة العالمية صنفت الوباء ضمن الحالات الاستعجالية على الصعيد الدولي، وهي أخطر درجة يمكن أن يصل إليها وباء من حيث الانتشار. ألم يكن ممكننا تنظيم المنافسة مع تفعيل أنظمة المراقبة بنقط العبور ؟ المشكل يكمن في كثرة الوافدين على المغرب في حال تنظيم كأس إفريقيا، وأظن أن التظاهرة الرياضية لن تكون أكثر أهمية من الحج الذي يعد من أركان الإسلام، ومع ذلك فالمملكة العربية السعودية رفضت استقبال حجاج من البلدان الموبوءة، كما أن السنغال أغلقت الحدود، في وجه الوافدين من البلدان التي ظهر فيها الوباء. لكن المغرب حافظ على الرحلات الجوية مع الدول الموبوءة؟ المغرب استنفر الأجهزة المختصة، لحظة صدور تحذير منظمة الصحة العالمية، وعقدت اجتماعات على أعلى مستوى بين وزارة الصحة ومختلف الأجهزة الأمنية، وجرى وضع خطة وطنية لرصد الحالات وتتبعها، وتجهيز مناطق العبور بجميع وسائل المراقبة، وبالمقابل حافظ على ثلاث رحلات في الأسبوع، وأغلب الوافدين، يتخذون المغرب نقطة عبور إلى بلدان أخرى، والعدد الذي يدخل المغرب لا يتعدى 100 شخص، يجري إخضاعهم للمراقبة بنقط العبور، ويتواصل تتبع حالاتهم لمدة ثلاثة أسابيع بمنحهم هواتف مجانية، غير أن الأعداد الكبيرة لا يمكن تتبعها أو التواصل معها.أجرى الحوار: عادل بلقاضي (مراكش)

نجمي: يستحيل مراقبة “إيبولا” في تظاهرة رياضية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إصابة السعيدي في معسكر الأولمبي

"ريـدوان" حـاضـر بـمـونـديـال الأنـديـة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات