متحف الحاجي بآسفي أغرى العاهل السعودي وشاه إيران

تشكل التحف الفنية والأواني المنزلية الفاخرة، وغيرها من الهدايا والتحف، عصب الحياة بالنسبة للحاج عمر الحاجي بن الجيلالي، الذي حول منزلا يملكه بشارع الرباط، إلى متحف ينطق بالتحف الفنية والأواني الفاخرة التي يصل عمرها إلى عشرات بل مئات السنين. بهذا المتحف الفسيح، المكسو بأجمل ما أنتجه تل الفخارين من زليج، يجد كل مهووس بالتحف كل ما يبحث عنه من اشياء ثمينة، بدءا من البلور الإنجليزي، الذي لم يعد متوفرا في أكبر المحلات العالمية، والطاووس الصيني وكؤوس بلار الصالوي، الذي شرب فيه الحسن الثاني الشاي، وغيره من الأواني المنزلية التي تنطق جمالية ورونقا، وتفتح شهية كل زائر لهذا المتحف.علاقة الحاج عمر الذي تجاوز بقليل مائة عام من عمره، بالتحف الفنية ليس وليد اليوم، بل يعود إلى فترة الصبا، عندما كان يتابع باهتمام بالغ شغف خاله بهذا الميدان، وولعه به، لتكبر مع الحاج عمر تلك الرغبة الدفينة في الانصهار في مجال التحف الفنية وكل الأشياء الثمينة، فأنشأ محلا تجاريا لبيع هذه التحف بشارع الرباط، وما لبث أن حوله وجزءا من منزله إلى متحف، ينطق جمالا، إذ يشعر المرء وهو داخل المتحف، أنه يسافر عبر مئات السنين، إلى عوالم تحف ما عاد اغلبها متوفرا اليوم.صيت الحاج عمر، الذي يعتبر من رجالات الحركة الوطنية، وصل كل بقاع المغرب، وتعداه إلى دول أخرى، سيما وأنه كان يسافر مرات عديدة إلى العديد من الدول، بحثا عن تحف فنية، وهو ما يفسر أن متحفه، مليء بشتى أنواع أواني الطاووس الصيني الحر، الذي جلبه قبل عقود خلت من الصين، وأباريق الرايت (التراب الإنجليزي) الذي يتجاوز ثمن الإبريق الواحد عشرين ألف درهم، وملاعق الفضة والنحاس، وكؤوس الفضة، فضلا عن الساعات السويسرية الفاخرة التي يصل عمره بعضها أزيد من مائتي سنة، والساعات الميكانيكية، التي يكفي ضبطها مرة كل 365 يوما، والمكسوة بالبلور وماء الذهب.أما الخناجر فأنواعها عديدة بتعدد ما يحتويه هذا المحل من تحف، وعمر بعضها يتجاوز 500 سنة. زد على ذلك شتى أنواع العطور القديمة وكذا أنواع عود القماري والزعفران الأصيل وغيرها.عشق وولع الحاج عمر، كما يحكي ابنه البكر محمد في حديث ل "الصباح"، جعله، يقصد الأسر المغربية العريقة، التي يود ورثتها بيع التركة التي تضم العديد من التحف، وهو ما يفسر وجود العديد من التحف التي تعود إلى ورثة، الحاج التهامي الكلاوي.يحتفظ محمد لوالده بذكريات جميلة وخالدة، منها يوم حل الملك السعودي، لما كان وليا للعهد خلال ثمانينات القرن الماضي، وقصد متحف الحاج عمر، واقتنى العديد من الأواني من الطاووس وكؤوس البلور، وبعض الساعات السويسرية الفاخرة، ولم يخف إعجابه بما يحويه هذا المتحف، من تحف أبهرته، ومنها سكين ذو قبضته من رِجل الغزال.وتشير روايات شفوية، إلى أن العاهل السعودي، استفسر الحاج علي العديد من التحف الفنية من ساعات سويسرية وطبيعة تكوينها والمواد المكونة لها، وأهميتها التراثية، كما وقف مشدوها عند بعض اللوحات الفنية.ولم يتردد الحاج علي بن الجيلالي في تقديم بعض الهدايا للعاهل السعودي، كشكر وامتنان على زيارة ستبقى خالدة في ذاكرته كما ابنه محمد الذي يحكي عنها بكل فخر واعتزاز.لم يكن العاهل السعودي الوحيد، الذي وطأت قدماه هذا المحل المرصع بالتحف الجميلة، التي تغري كل زائر، بل شاه إيران هو الآخر كان له نصيب من تحف فنية ناطقة بالحيوية ونابضة بالحياة، إذ وجد نفسه تائها بين المئات من التحف التي كان يتوقف كثيرا حولها، ويسبر أغوارها، قبل أن يقتني ما جذبه منها.بهذا المتحف، تجد لوحات فنية تسمح لمشاهديها بقراءة تاريخ المدينة، تلك المدينة التي لم يكف الحاج علي في ترديد ما ذكره عنها لسان الدين ابن الخطيب، من كون أهل آسفي لطفي خفي ووعد وفي، الدماثة والجمال، والصبر والاحتمال، والزهد والمال. هو ذاك الزهد في الدنيا الذي جعل الحاج علي يرفض بيع بعض القطع الأثرية والأواني الخزفية التي صار العثور عليها داخل المتاحف شبه منعدم، إذ لم تغره الأثمنة الباهظة في بيع هذه القطع، وفضل أن تزين فضاء هذا المتحف، عوض بيعها "لأنه ليس لها ثمن"، كما يقول ابنه محمد، المهووس هو الآخر بالتحف.محمد العوال (آسفي)

متحف الحاجي بآسفي أغرى العاهل السعودي وشاه إيران

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اقتنـاء السيـارات العتيقـة... فـن واحترافيـة

مهووسون يقتنون اللوحات والأفرشة والزرابي بالملايين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات