مسرحية تنقل صور التعايش ومثالية العلاقة بين المسلمين واليهود تقوم فرقة المسرحيين المتحدين التابعة لجمعية الفكاهيين المتحدين للثقافة والفنون بفاس، بين 11 و14 يناير الجاري بجولة فنية لتقديم عروض لمسرحيتها الجديدة "حنين" من تأليف حميد الطالبي وإخراج خالد زويشي، اثنان منها بفاس، والآخران بسلا ومشرع بلقصيري، على أن تبرمج لاحقا جولة أخرى في إطار الجولات المدعمة من طرف قطاع الثقافة بوزارة الشباب والثقافة والتواصل. وتأتي هذه العروض لمناسبة الاحتفال بالذكرى الثمانين لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال والاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة، في انتظار برمجة جولات وطنية أخرى وتنظيم عروض لهذه المسرحية في مراكز ومركبات ثقافية مختلفة، سعيا للانفتاح على جمهور واسع خاصة بالأحياء الشعبية والمدن الصغيرة، سيما التي لا تتوفر على مسارح كبرى أو قاعات للعروض. وسبق للفرقة تقديم 3 عروض للمسرحية التي تتكلف بملابس ممثليها والماكياج شريفة الجباري، انفتحت فيها على المؤسسات السجنية، أحدها في السجن المحلي بصفرو لمناسبة اليوم الوطني للسجين، وثانيها في إطار فعاليات مهرجان الفدان للمسرح بتطوان، وثالثها في مسرح للا عائشة بمدينة المضيق في دجنبر الماضي قبل برمجة الجولة الجديدة. وتسلط المسرحية التي يدير إنتاجها أمين المربطي وينفذ لها الديكور محمد الشاح، الضوء على أوجه وصور التعايش وحسن العلاقة ومثالية الجواربين مغاربة مسلمين ويهود في فترة الحماية والاستعمار الفرنسيين وبعدهما. وتميط اللثام عن مجموعة من الأسئلة المتعلقة بالهوية والإيديولوجيا والمشترك التاريخي بين الديانتين، منتصرة لفكرة المغرب الواحد متعدد الثقافات. وتحاول المسرحية ويتكلف فيها أحمد علاء العرجاني بالمحافظة العامة فيما أوكلت الإضاءة والتقنيات لرضى العمراني ورشيد الحياني، النبش في أوجه وصور انبناء الحاضر والمستقبل على الدعامات المتينة التي أرساها الماضي الجميل، المتميز بالتسامح الديني والإثني والتعايش بين مختلف الديانات، مع تسليط الضوء على الماضي المتميز بالتبصر بمعنى المواطنة الحقة ووحدة المصير. ومسرحية "حنين" أنتجتها جمعية الفكاهيين المتحدين للثقافة والفنون التي تأسست قبل نحو 14 سنة، وهي من سينوغرافيا عبد الفتاح بندعنان ويشخصها الممثلون نسرين المنجى والعربي الزهراوي ومحد العلمي وفريد البوزيدي، وهي واحدة من عدة أعمال مسرحية أبدعتها الفرقة التي شاركت في مجموعة من التظاهرات والمهرجانات والمناسبات الفنية المختلفة سيما منذ 2013. وتشتهر الجمعية بتنظيم مهرجان فاس للفكاهة الذي احتفل قبل أيام بذكراه العاشرة، والملتقى الوطني للمسرح الكوميدي الذي بلغ دورته الخامسة، إضافة لأيام التكوين المسرحي في دورته العاشرة، وتروم تنظيم تظاهرات فنية ومواعيد ثقافية أخرى، وعروض لمختلف أعمالها داخل الوطن وخارجه، وقد سبق لها أن نظمت بعضها في مدينتي بوردو ومونبوليي بفرنسا. حميد الأبيض (فاس)