الرجاء… أزمة نتائج وتدبير

يعيش الرجاء الرياضي لكرة القدم بداية موسم صعبة، انعكست على نتائجه، وعلى وضعية إدارته وطاقمه التقني. ويوجد الرجاء، بعد إجراء سبع دورات، في المركز السابع بـ 11 نقطة، حصل عليها من ثلاثة انتصارات وتعادلين، فيما مني بهزيمتين قاسيتين، أمام الدفاع الجديدي بثلاثة أهداف لصفر، وحسنية أكادير بخمسة أهداف لثلاثة. وخرج الرجاء من منافسة كأس العرش في دور ثمن النهائي، على يد الجيش الملكي، الذي فاز عليه في الدار البيضاء بهدف لصفر، وفي الرباط بثلاثة أهداف لاثنين. ورغم أن الرجاء عاش في تاريخه أزمات عددية من هذا النوع، وعرف كيف يتجاوزها، لكن ليس قبل معرفة الأسباب ومناقشتها. تغيير المدربين والصفقات الخاسرة أبرز أخطاء بودريقة انجذب الرجاء إلى فخ تغييرات المدربين ثلاث مرات في سنتين، حين فك الارتباط بامحمد فاخر، وعوضه بفوزي البنزرتي، رغم أن الأول قاده إلى التتويج بلقب البطولة، ثم سرعان ما أقال فوزي البنزرتي، الذي نافس على لقب البطولة حتى آخر دورة حين انهزم الفريق أمام أولمبيك آسفي بهدف لصفر، وحقق المركز الثاني في كأس العالم للأندية.وبدأ الرجاء الموسم الجاري بقيادة المدرب الجزائري عبد الحق بنشيخة، الذي قضى موسما ناجحا مع الدفاع الجديدي، لكنه تعثر مع "الفريق الأخضر"، ليكون مصيره مثل مصير سابقيه امحمد فاخر وفوزي البنزرتي.واستنجد الرجاء بالمدرب المساعد هلال الطائر في مباراة واحدة أمام الدفاع الجديدي خسرها بثلاثة أهداف لصفر، قبل وصول البرتغالي جوزي روماو، الذي حقق الفوز على أولمبيك آسفي بهدفين لصفر، ثم سقط في أكادير أمام الحسنية بخمسة أهداف لصفر، لتزرع الشكوك من جديد.هذا الكم من تغييرات المدربين في ظرف وجيز، يفتقد الاستقرار الذي يحتاجه كل فريق، فتراجعت نتائج الرجاء، وفقد هوية لعب، طالما تميز بها عن غيره.تخبط الإدارة التقنيةمازال الرجاء الرياضي لم يحدد بعد مفهوما واضحا للإدارة التقنية، إذ مر في وقت وجيز بعدة تجارب، رغم أن هذا المهمة تحتاج وقتا طويلا حتى تظهر النتائج على أرض الواقع.فلما جاء بودريقة إلى رئاسة الرجاء، خلق منصب المدير الرياضي، وأسنده إلى يوسف روسي، لكن الأخير سرعان ما وجد نفسه في ورطة، بسبب غموض المهام وتداخل الاختصاصات، فدخل في خلافات مع المدرب السابق امحمد فاخر، ومع عضو المكتب المسير السابق صلاح الدين بصير، الذي كان رئيسا للجنة الشباب والمتابعة التقنية.هذا الوضع، انتهى بعرض روسي على اللجنة التأديبية، ثم بمغادرته الفريق بعد نزاع وصل إلى لجنة النزاعات بالجامعة.وعين بودريقة بعد مغادرة روسي، حسن حرمة الله مشرفا عاما، مكلفا بالتكوين، لكن راتبه المرتفع في نظر منتقديه، وطريقة عمله وحديثه عن بعض الممارسات داخل الفئات الصغرى، جر عليه غضب الفعاليات الرجاوية، التي لم تهدأ إلا بعد تعاقده مع الجامعة، ليعود روسي إلى منصبه، ثم ما لبث بودريقة أن عينه منسقا مع الفريق الأول بعد استقالة رشيد البوصيري. 19 صفقة خاسرة ومغادرون وازنونقام الرجاء الرياضي بمجموعة من الصفقات غير الناجحة، بعد أن ضم لاعبين دون أن يقدموا الإضافة المرجوة، وسرعان ما استغنى عنهم، بل دفع لبعضهم تعويضات مالية مقابل فك الارتباط بهم.ومن اللاعبين الذي لم يستفد منهم الرجاء، رضوان الضرضوري ومجيد الدين الجيلاني وياسين كرين وإسماعيل كوشام وإسماعيل باصور ومروان زمامة وعمرو زكي وبدر كشاني وصلاح الدين السباعي وديو كاندا وعبد الفتاح بوخريص وحسن المعتز وأحمد الرحماني وعبد الرحمان الحواصلي، كما يمكن تصنيف عبد الكبير الوادي وجواد إيسن وإدريسا كوليببالي وإبراهيم الزعري ويحيى كيبي ضمن هذه الصفقات، ماداموا مازالوا بعيدين عن التشكيلة الأساسية للفريق.وفي المقابل، غادر الفريق لاعبون دون أن يتمكن من إيجاد بدلاء من قيمتهم، وأبرزهم محسن ياجور، الذي تألق في كأس العالم للأندية، وعصام الراقي، ومحسن متولي. غموض وضعية مستشار الرئيسيشكل وضع رشيد البوصيري حالة خاصة في الرجاء، في ظل عدم تحديد اختصاصاته، رغم أنه قدم خدمات كبيرة للفريق من مختلف المواقع.ويعتبر البوصيري، الذي استقال الأسبوع قبل الماضي من منصبه مستشارا للرئيس، مصدر غموض بالنسبة إلى الجمهور الذي يهاجمه كلما تراجعت النتائج، وأيضا بالنسبة إلى باقي أعضاء المكتب المسير، الذين من المفروض أن يكونوا المستشارين الفعليين للرئيس، وهم المسؤولون معه عن القرارات التي تتخذ باسمهم.وشكل قرب البوصيري من بودريقة، وتفضيله على أعضاء آخرين، واحدا من أسباب الأزمة التي تفجرت مع صلاح الدين بصير وسمير شوقي وآخرين. أزمات داخليةرغم النتائج الجيدة التي حققها الرجاء في الموسم الأول والثاني بقيادة بودريقة، فإن مكتب الفريق ومحيطه لم يستطع توفير الهدوء اللازم للفريق، حتى يحافظ على تلك المسيرة التي انطلق بها.ودخل الرجاء في أزمة مع يوسف روسي، وما إن خرج منها، حتى دخل في أزمة أخرى مع صلاح الدين بصير، الذي انتقد وضعا اعتبره لا يرقى إلى مستوى الرجاء، عندما تحدث عن تداخل الاختصاصات وانتقد طريقة اتخاذ القرارات من قبل الرئيس وبعد المقربين منه.وانتهت الأزمة بمغادرة بصير مضطرا، وهو يتجرع مرارة معاملة مست سمعته، سيما بعد استعمال ورقة طلبه هبة ملكية لتبرير قرار تجميد عضويته.غادر بصير، وبعده عضو المكتب المسير السابق سمير شوقي، لتتقلص دائرة القرار في مكتب الرجاء، الذي لم يظهر منه في الواجهة سوى عضو أو عضوين، أبرزهم عادل بامعروف ومحمد بودريقة.وإضافة إلى ذلك، طفت على السطح أزمات أخرى، أبرزها تلك التي همت المكتب المديري، الذي قدم بودريقة استقالته منه، ووضعية رشيد البوصيري، الذي قدم استقالته من منصب مستشار الرئيس.عبد الإله المتقي

الرجاء… أزمة نتائج وتدبير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جـمـاهـيـر الـرجـاء أطـلـقـت صـفـارة الإنـذار

الخلية الأمنية تقطع 500 كيلومتر مع الوداد والرجاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات