قال مهدي علوي أمراني، مختص في العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الأسري النسقي لـ "الصباح"، إن الشخصية المؤذية من خلال ما تقوم به من سلوكات أو تنطقه من عبارات تجاه الآخرين يعكس معاناتها اختلالا نفسيا. وتؤكد الشخصية من خلال الرغبة في إلحاق الأذى بالآخرين، والاستمتاع بإثارة غضبهم اضطرابا نفسيا، حسب علوي أمراني، موضحا "إن الشخصية المؤذية غالبا ما تقوم بذلك رغبة منها في التحكم في زمام الأمور وأن تبقى دائما في القمة". وأكد علوي أمراني أن الشخصية المؤذية تشبه كثيرا في خصائصها الشخصية النرجسية، موضحا "إنها باختصار شخصية سادية نصادفها بين الحين والآخر في حياتنا، كما أن العلاقة بها تختلف، إذ يمكن أن تكون عابرة أو مستمرة منها العلاقات الشخصية". ونصح علوي أمراني أنه حين يتعلق الأمر بعلاقة عابرة فلا ينبغي أن يعطى الأمر أهمية كبيرة، وإنما التغافل عن سلوكات وعبارات الشخصية المؤذية، مشيرا إلى أن الأمر يختلف حين تكون العلاقة مهنية أو شخصية مثل القرابة، إذ يتطلب ذلك التعامل بذكاء. وشدد علوي أمراني على أهمية الاستعداد النفسي القبلي حين يتعلق الأمر بالتعامل مع الشخصية المؤذية، حتى لا يترك لها مجال لتأثيرها السلبي على المحيطين بها. وأكد علوي أمراني أنه من الصعب محاولة تغيير الشخصية المؤذية، إذ غالبا ما تعتبر أنها لا تعاني أي خلل وأنها شخصية عادية، ما يزيد من صعوبة علاجها من قبل مختص نفسي. وبالنظر إلى المشاكل النفسية التي يشعر بها من يتعامل مع الشخصية المؤذية، فقد دعا علوي أمراني إلى ضرورة اللجوء إلى وضع خطوط عريضة والتزامات للتعامل معها، تفاديا للآثار النفسية السلبية، من خلال الحديث إليها بطريقة حازمة وصارمة لحثها على التوقف عن سلوكات معينة أو قول عبارات معينة. أ. ك