قاد تحقيق حول شركة مكلفة بتشييد أجزاء من ميناء الداخلة الأطلسي، إلى رصد تجاوزات في استغلال مقالع الجهة. وانطلق التحقيق، بعد أن وجه أحد برلمانيي جهة الداخلة، في الآونة الأخيرة، سؤالا إلى نزار بركة، وزير التجهيز والماء، حول تورط شركة في استغلال مقلع غير قانوني، بناء على معاينة إحدى الجمعيات المهتمة بالبيئة، ما دفع الوزير إلى إطلاق تحقيق في الموضوع. وخلص التحقيق، الذي أشرفت عليه المديرية الإقليمية للتجهيز والنقل، إلى وجود تجاوزات لدى الشركة، بعد معاينة ميدانية لمصالحها، منتصف دجنبر الجاري، لمقلع شركة، وتضمينها في محضر رسمي، مشيرة إلى أنه بعد المعاينة التي أنجزت، وقفت المديرية على الخروقات المذكورة، ما دفعها إلى إرسال نسخة من المحضر المنجز الى الشركة المعنية من أجل الالتزام ببنود القانون، وتنفيذ العقوبات المنصوص عليها في الفصلين رقم 56 و59 من القانون. وفجرت جمعية "وادي الذهب للمقالع" القضية، إذ كشفت عن وجود خروقات للشركة، عبر استغلال مقالع بدون ترخيص إداري، والعمل خارج حدود المواقع المصرح بها، خاصة أن أفرادها قاموا بمعاينة ميدانية لمواقع نشاط الشركة، وتم اثبات تجاوزات في استغلال المقالع. كما أكدت الجمعية أنها بعد البحث والتقصي الميداني، ثبت لديها أن الشركة المذكورة تعمل خارج القانون حسب الوثائق، مبدية تخوفها من إمكانية "العبث في البنيات التحتية الأساسية المرتبطة بمنشأة الميناء"، خاصة أن الشركة تنشط في مواقع وتستغل مقالع بدون ترخيص، ولم تحترم المساحة المرخصة لها، إذ امتدت الى مناطق تتميز بحساسيتها البيئية، ولا تتوفر بشأنها دراسات "التأثير البيئي"، فضلا عن عدم خضوع الشركة للبحث العمومي وغياب التراخيص الإدارية. وشددت الجمعية على ضرورة "تفعيل المساطر القانونية، ووضع حد لتجاوزات الشركة المذكورة، وتقويم الاختلالات الحاصلة، كما دعت إلى محاربة استغلال مقالع بدون ترخيص"، عبر تنفيذ العقوبات الواردة في قانون المقالع"، منوهة بما أسمته "التفاعل الإيجابي لمديريتي التجهيز الجهوية والإقليمية ومصالحهما المختصة بالداخلة، واضطلاعهما بمسؤوليتهما، وكذا المديرية المؤقتة لإنجاز الميناء على تفاعلها". ويذكر أن ميناء الداخلة الأطلسي، الذي يقع في جهة الداخلة وادي الذهب، سيمكن من تطوير قطاع الصيد البحري في الجهة، وتنمية المبادلات التجارية، خاصة أنه سيكون بوابة المغرب على المحيط الأطلسي والقارة الأمريكية، فضلا عن الأهداف الجيوإستراتيجية، إذ تم اختيار منطقة "نتيرفت" بالجماعة القروية "العركوب" لاحتضان الميناء، على بعد 40 كيلومترا شمال الداخلة. خالد العطاوي