الحكومة تحاصر «سراق» مياه 300 ألف بئر وأثقاب وسدود هيأ نزار بركة، وزير التجهيز والماء، المواطنين نفسيا، وأكد أن الحكومة تتجه نحو "قطع الماء" عن منازلهم في كل مناطق المغرب، بسبب قلة التساقطات المطرية التي تراجعت في الثلاثة الأشهر الأخيرة من العام الجاري بنسبة 67 في المائة مقارنة بالسنة الماضية، وذلك في حالة عدم تساقط الأمطار بداية العام الجاري بنسب مهمة وكافية. وأكد بركة، في جلسة محاسبة الوزراء بمجلس النواب، مساء أول أمس (الاثنين)، أن السنوات الخمس الأخيرة عرفت فترات جفاف متواصلة، أثرت سلبا على الموارد المائية، وشكلت إجهادا مائيا متواصلا، معلنا عن اتخاذ حزمة من الإجراءات الاستعجالية لتجاوز الوضعية المائية الخطيرة التي تعرفها البلاد. وقال المسؤول الحكومي إنه منذ شتنبر 2023 وإلى الآن عرف المغرب عجزا في التساقطات المطرية قدر بـ 67 في المائة، إذ لم تتجاوز التساقطات 21 مليمترا معدلا وطنيا مقارنة مع السنة الماضية، ما انعكس سلبا على مستوى مخزون المياه في السدود التي لم تتجاوز نسبة ملئها 23.5 في المائة في 22 دجنبر 2023 عوض 31.2 في المائة في التاريخ نفسه من السنة الماضية، بينما لم تتعد الواردات المائية بالسدود 519 مليون متر مكعب، وتبخر الملايين منها بسبب ارتفاع درجة الحرارة، ما دفعه إلى تسريع المنجزات لحل المشاكل القائمة. وأشار وزير التجهيز والماء إلى التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات بين مختلف المتدخلين وتهم أحواض ملوية، وأم الربيع، وتانسيفت، وجهة درعة تافيلالت بكلفة إجمالية تقدر بـ 2.335 مليار درهم همت الدعم الاستعجالي لتزويد العالم القروي بالماء الصالح للشرب، وتسريع وتيرة إنجاز مشاريع البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي (2020-2027)، الذي سيكلف بعد تحيينه غلافا ماليا قيمته 150 مليار درهم، وإنجاز الشطر الاستعجالي من مشروع الربط البيني بين أحواض سبو وأبي رقراق، انطلاقا من سد المنع، إلى سد سيدي محمد بن عبد الله، بكلفة 6 ملايير درهم، لنقل حجم المياه الضائعة للبحر التي تتراوح بين 300 مليون متر مكعب و400. ومن جهة أخرى، حاصرت الحكومة "لصوص" مياه 300 ألف بئر وأثقاب، وسدود وأودية، إذ صادق المجلس الحكومي، أول أمس (الاثنين) على مرسوم من 17 مادة، يتعلق بتحصيل رخصة الثاقب، لتشديد الخناق على مالكي الشركات الذين ينجزون أعمالهم بدون تحصيل رخصة وبطريقة عشوائية لا تراعي السلامة. وراج في شمال المغرب أن تجار مخدرات تنافسوا لحفر أثقاب بحثا عن مياه جوفية دون رخصة لأجل سقي أنواع مختلفة من نباتات هجينة للقنب الهندي، مستوردة من الخارج، بينها "خردالة"، التي جرى إنتاجها في مختبرات أمريكا اللاتينية، و"ميكسيكانا" و"باكيستانا"، مصدرهما من المكسيك وباكستان ثم نبتة "كريتيكال" أو "كريكيتا" كما تنطق محليا، مصدرها من هولندا، وهي بذور لا تزرع بالطريقة التقليدية، بل تزرع في حفر صغيرة تحول الأرض الزراعية إلى مشاتل لشجيرات الكيف التي تستنزف الماء بمردودية مضاعفة 5 مرات عن البذور "البلدية". أحمد الأرقام