سلاسل التسويق… اختلالات بالجملة

تتسبب في تلف ثلث من الخضر والفواكه يوميا وتضخم الوسطاء يشجع المضاربة عرى أحمد رضى الشامي، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، واقع سلاسل التسويق، وحال وضعية الأسواق وتدبيرها، واختلالات تسويق المنتوجات الفلاحية. وكشف عن تلف وضياع حوالي 30 في المائة من الخضر والفواكه يوميا، ما بين المنتج والمستهلك، وأن 32 مليون درهم من الخبز تضيع يوميا ما بين المخابز والمستهلك، جاء ذلك في اليوم الدراسي الذي نظمته غرفة التجارة والصناعة والخدمات بأكادير، أخيرا، حول موضوع "من أجل سياسة لتأهيل وتنمية الأسواق الأسبوعية بالوسط القروي". يندرج اللقاء، حسب سعيد ضور، رئيس الغرفة، ضمن مواكبة هيكلة وتأهيل الأسواق الأسبوعية بالجهة، باعتبارها من أولويات إستراتيجية الغرفة، و مدخلا هاما للتنمية الترابية بالعالم القروي، لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة وتحسين ظروف عيش السكان القرويين، خاصة أن حالة الأسواق الأسبوعية، بإجماع جل المؤسسات والفاعلين، مزرية، فضلا عن تلك التي دمرت جزئيا أو كليا بسبب الزلزال. إعداد: محمد إبراهمي (أكادير) تعتبر جهة سوق ماسة المنصة الأولى من حيث إنتاج الخضر والفواكه على الصعيد الوطني، ب21 % من الإنتاج الوطني، بينما تعتبر الجهة سادس منصة من حيث الاستهلاك على الصعيد الوطني. اختلالات أسواق جهة سوس تتوفر الجهة على 134 سوقا منها 18 حضرية و116 قروية، وتأتي عمالة إقليم تارودانت في الرتبة الأولى بـ70سوقا، سبعة منها حضرية و63 قروية. وسجلت المديرية في بحثها الميداني، عدم كفاية ونقص التجهيزات الأساسية للأسواق الأسبوعية (أسوار، الربط بالماء و الكهرباء، الطرق وممرات الراجلين، المرافق الصحية، المحلات التجارية، إضافة إلى الأمن). وأكد نور الدين كسى، المدير الجهوي للفلاحة لسوس ماسة، أن غياب الهيكلة في قنوات التوزيع والتسويق في سلاسل الانتاج النباتي والحيواني يقيد ولوج المزارعين إلى الأسواق. وأوضح بأن 30 في المائة من المنتوجات النباتية تسوق داخل أسواق الجملة، فيما 70 في المائة تسوق عبر القطاع غير المهيكل بالنسبة إلى الخضر والفواكه. أما في ما يتعلق بسلاسل الإنتاج الحيواني، فإن المجازر المعتمدة من قبل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، لا تشكل إلا 8 في المائة بالنسبة إلى اللحوم البيضاء، لتظل 92 في المائة مجازر غير معتمدة، وأن فقط 0.7 في المائة من اللحوم، تمر عبر المجازر المعتمدة، فيما تسوق 99.3 في المائة بالمجازر غير المعتمدة. مجازر ومذابح غير معتمدة تعاني المجازر والمذابح غياب شروط السلامة الصحية لممارسة عملية الذبح في مجازر الأسواق الأسبوعية، فضلا عن غياب غرف التبريد التي تمكن من الحفاظ على المنتوجات قبل طرحها للبيع، ناهيك عن أن طريقة تسيير وتدبير الأسواق الأسبوعية غير مناسبة، مما يؤثر سلبا على مردوديتها وبالتالي على الموارد المالية للجماعات المعنية. وكشف البحث الميداني بأن 78,75 % من الأسواق تم ربطها بالكهرباء، و76,53 % منها تم ربطها بالماء، وأن 57,33 % من الأسواق تم ربطها بالتطهير السائل، وفقط %37,14 منها تتوفر على ممرات للراجلين، و22,67 % منها فقط تتوفر على مرافق صحية، و35,05 % منها تتوفر على أسوار، و41,24 % من الأسواق هي المؤمنة، و59,09 %منها تتوفر على محلات تجارية، و%80 منها تسير بطريقة مباشرة من قبل الجماعات، و20 %تسير عن طريق التدبير المفوض، و 85 % منها سهلة الولوج، و % 60 منها تتوفر على مذابح. وتفيد معطيات المديرية أن الجهة تتوفر على 111 وحدة للذبح، منها 92 مذبحا، و18مجزرة بلدية غير معتمدة، ومجزرة واحدة خاصة معتمدة. وتتوفر أكادير على مجزرة بلدية واحدة غير معتمدة وأربعة مذابح، فيما إنزكان بها مجزرة واحدة غير معتمدة و4 مذابح، و مجزرتان باشتوكة، مقابل 16 مذبحا، وبتارودانت توجد ثماني مجازر غير معتمدة، 58 مذبحا، وأربع مجازر بطاطا غير معتمدة مقابل 8 مذابح، وبتيزنيت توجد مجزرتان غير معتمدتين مقابل 10 مذابح. تجميد إنجاز ثلاثين سوقا بالجهة أكد كريم أشنكلي، رئيس الجهة، بأن الأسواق حاضرة في الإستراتيجية التنموية للجهة، ، إذ شكل تأهيل الأسواق الأسبوعية موضوع اتفاقيات تعاون بين الجهة والجماعات ووزارة إعداد التراب الوطني منذ 2019، حيث تم إبرام ثلاثين اتفاقية لتأهيل الأسواق الأسبوعية التي يبلغ عددها ثلاثين سوقا، في إطار تأهيل المراكز القروية بالجهة. وتهدف الاتفاقية، التي رصد لها غلاف مالي قدره 572 مليون درهم، إلى تأهيل مراكز الجماعات بالوسط القروي، تساهم في تمويلها وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والسكنى وسياسة المدينة بـ327 مليون درهم، وجهة سوس ماسة بـ 245 مليون درهم. وكان من المنتظر إنجاز هذا المشروع على مدى ثلاث سنوات، ويهم 149 جماعة تم تصنيفها إلى خمس فئات، حسب الدراسة التي أنجزت من قبل مكتب الدراسات الذي تم توظيفه من قبل برنامج الأمم المتحدة للإنماء. وتشمل الاتفاقية تأهيل الطرق الرئيسية داخل مراكز الجماعات، وتهيئة وتأهيل الساحات العمومية والمساحات الخضراء، وإحداث مراكز اجتماعية للقرب، وتأهيل الأسواق، وتثمين المآثر التاريخية. الجهوية المشلولة ساءل أشنكلي الإدارة المركزية، عن تنزيل الجهوية المتقدمة الفعلية، بعد أن تم تجميد هذه الاتفاقيات الهامة التي تمس عمق التنمية المحلية الترابية والمجالية. وخاطب أشنكلي رئيس المجلس الاقتصادي والبيئي، حول تأخر تنفيذ الاتفاقيات لمدة خمس سنوات، مبرئا ذمته أمام رؤساء الجماعات الترابية الحاضرة في اللقاء، ومحملا الإدارة المركزية مسؤولية تجميد هذه الاتفاقيات المهمة جدا للعالم القروي. وأوضح بأن عدم تنزيل اتفاقيات الأسواق الثلاثين، لا يعود إلى خطأ المجلس الجهوي أو المجالس الجماعية، بل الخطأ تتحمله الإدارة المركزية، متسائلا عمن المسؤول عن هذا التأخر. وساءل الحكومة عن فلسفة المركز واللاتمركز، من خلال وجوب تفعيل استرجاع الثقة مع المنتخبين. وشبه أشنكلي الجهوية بسيارة فاخرة تم إعطاؤها لكل رئيس، ليضعها أمام باب منزله. وقال بأن الجانب الإيجابي في ركن السيارة الفارهة أمام الباب، هو مشاهدة الجيران لتلك السيارة، لكن السلبي هو أن تلك السيارة تراكم عليها الغبار ولم تستعمل، لأنها متوقفة. وطالب أشنكلي بتسليم، ولو النسخة الثانية من مفتاح تلك السيارة لاستعمالها، وأجزم بأن الجهوية المتقدمة لم تنطلق بعد. وشدد على وجوب تفعيلها اليوم بعد مرور 12 سنة عن دستور 2011، الذي ذكر ضمن الجهوية المتقدمة، كلمة التراب أكثر من 150 مرة، حتى كاد أن يسمى بالدستور الترابي. وتأسف لأن المجال الترابي لم يستفد منه بشيء، مطالبا بتفعيل هذا الورش الملكي. تلف 30 في المائة من الخضر والفواكه يوميا شدد الشامي على أن التسويق، يشكل إحدى أهم مراحل سلسلة الإنتاج الفلاحي، إذ يكتسي أهمية كبرى بالنظر لحجم تأثيره على مجموع الأطراف الفاعلة، ولدوره في تحسين دخل الفلاحين. وتقتضي عملية التسويق، حسب الشامي التدخل القبلي والبعدي للمنتجين - الفلاحين والتجار والوسطاء والمستهلكين والدولة والقطاعات الحكومية المعنية. وتروم سلسلة التسويق، الاستجابة لحاجيات المستهلكين على مستوى الكم والجودة، وتمكين جميع المتدخلين من تحقيق ربح مادي متناسب مع حجم الاستثمار والمجهود المبذول. ورغم الجهود المبذولة، يقول الشامي، تشهد منظومة التسويق العديد من أوجه القصور والاختلالات التنظيمية والوظيفية، ترتبط بضعف التنسيق بين الأطراف المعنية على المستوى الوطني والترابي، في ظل غياب إطار شامل ومندمج لحكامة مسلسل التسويق، هذا فضلا عن تضخم في عدد الوسطاء وضعف مراقبتهم، مما يشجع المضاربةَ وكثرة المتدخلين، ويلحق الضرر بالمنتجين، ويؤثر على جودة المنتوج، ويؤدي إلى زيادة سعر البيع النهائي للمستهلك، إضافة إلى ضعف قدرة صغار الفلاحين على التنظيم من أجل تسويق منتجاتهم في ظروف جيدة وذات مردودية، والبطء في رقمنة مسلسل تسويق المنتجات الفلاحية، مما يؤثر سلبا على حظوظ ولوج الفلاحين الصغار والمتوسطين بشكل مباشر إلى مختلف الأسواق. وتشهد منظومة التسويق العديد من أوجه القصور والاختلالات التنظيمية والوظيفية، ينتج عنها ضياع وهدر لكميات مهمة من المنتجات الفلاحية على طول قنوات التسويق، في ظل غياب آلية مؤطرة ومندمجة خاصة بهذا الأمر في البرامج والمخططات التنموية. وكشف عن تلف حوالي 30 في المائة من الخضر والفواكه يوميا، و32 مليون درهم من الخبز يوميا تضيع ما بين المخابز والمستهلك.

سلاسل التسويق… اختلالات بالجملة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العكيوي... الشرطي الصارم

تدبير البيضاء... المهمة المستحيلة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات