العكيوي… الشرطي الصارم

قاد حملات على مخالفي قوانين السير بالحسيمة وكان يتميز بالنزاهة والصدقينزل من على دراجته النارية من نوع "موبيليت» صفراء اللون، بحي الأحباس بالحسيمة، بسمات رجل كله حيوية وانضباط وصرامة... كانت تلك نهاية يوم كامل من العمل للمرحوم أحمد العكيوي، بمختلف شوارع المدينة، وداخل مقر الدائرة الأمنية بالمدينة، وهو الذي ولج سلك الشرطة سنة 1956. يتحسر سكان المدينة ممن عايشوا مرحلتي الستينات والسبعينات، اللتين كان فيهما العكيوي يعمل في سلك الشرطة بالأمن الإقليمي للحسيمة، على حقبته التي دامت أكثر من عشرين سنة من العمل بالمنطقة الأمنية للحسيمة. بصم هذا الشرطي على مسار لم يستطع توالي السنين محوه من الذاكرة الجمعية لأهل الحسيمة. لم تكن المدينة بهذا الامتداد العمراني الحالي، بل كانت تجمعا سكنيا، بمنظومة أمنية جنينية، أغلب عناصرها يتحدرون من الريف. وبرز أحمد العكيوي ضمن قائمة من رجال الشرطة، على غرار المرحوم صديق ورمضان وغيرهم. كان المرحوم العكيوي يتمتع بشخصية قوية وبلياقة بدنية قل نظيرها، وهو شرطي المرور الذي كان يصادر كل السلوكات والتصرفات التي تتجاوز قوانين السير، ولا يعرف في ذلك صديقا أو فردا من عائلته. كان العكيوي يمتطي دراجته النارية التي اعتاد الركوب على متنها، كل يوم، وحين كان يمر أمام الأطفال الصغار بشارع الوحدة بحي "باريو" بمدينة ا لحسيمة، كان يحظى بالاحترام من قبلهم ويرون فيه ذلك الشرطي المتميز بالصرامة في تطبيق قوانين السير، وكان يقدم النصح رغم صرامته، بعدم لعب الكرة في الشوارع، لأن ذلك بالنسبة إليه قلة تربية وأدب وإقلاق لراحة الناس. يقول عدد من الذين عايشوه "كل من سألته عن هذا الشرطي، يرد عليك بأنه كان حريصا على السير بدراجته النارية كل يوم يجوب بها شوارع المدينة، متربصا بالمخالفين لقوانين السير، وحين يضبط حالة معينة، ويلتمس منه صاحب الحالة بالعفو عنه يجيبه بأنه يطبق القانون، فيحرر له مخالفة». صرامة لم يعد أحد ممن اشتغلوا رفقة المرحوم العكيوي على قيد الحياة، غير أن بعض المواطنين الذين يعرفون جيدا وعن قرب هذا الشرطي، يثنون على سلوكه الجيد في التعامل مع باقي أفراد الشرطة داخل مقر الأمن الذي كان يوجد بشارع محمد الخامس، قبل أن يتحول إلى شارع طارق بن زياد، ما جعل مسؤولي الأمن بالمنطقة، يضعون فيه ثقتهم رئيسا للأمن الحضري الذي يشرف بنفسه على المرور. ومازال اسم أحمد العكيوي يتردد في بعض المناسبات على ألسنة سكان الحسيمة الأقدمين، وكل ما يتذكرونه، دراجته النارية وزيه الوظيفي، وصرامته ووجهه الذي لا يعرف الابتسامة إلا لماما. ومن الصدف الجميلة أن المنطقة الأمنية بالحسيمة كان بها رجال الشرطة يتحدرون من إقليمي الحسيمة والناظور، ضمنهم أحمد العكيوي، وكان يسود بينهم الانسجام. من بين ما يروى عن العكيوي أنه كان يتميز بالنزاهة، إذ لم تثبت في حقه تهمة الرشوة، مقابل التغاضي عن تجاوز قانوني ما. جمال الفكيكي (الحسيمة)

العكيوي… الشرطي الصارم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

آش خاصك تدير؟ ... المصادقة بشكل منفرد على المركبات

سلاسل التسويق... اختلالات بالجملة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات