بلجيكا تطالب بأئمة يتقنون الفرنسية

فتحت الحكومة البلجيكية، عبر مؤسساتها الجامعية ومراكز البحث، النار على وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، بعد تحميله، بصيغة غير مباشرة، مسؤولية هجرة الشباب المغربي ببلجيكا للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية والمتطرفة بالعراق وسوريا. وقالت مصادر إعلامية إن الحكومة البلجيكية غاضبة من نظيرتها المغربية، وقطاعها المكلف بالتأطير الديني خارج المغرب، لعدم حرصه على تكوين أئمة وواعظين يحسنون التواصل مع أجيال الشباب المغاربة الذين لا يتقنون غير اللغة الفرنسية والهولندية.وتحمل بلجيكا جزءا من تقويض إستراتيجيتها في محاربة التطرف في صفوف الشباب المسلمين أبناء الجالية المغربية، إلى ضعف تأطير الواعظين والأئمة المتحدرين من المغرب الذين لا يجيدون الحديث، حسبها، إلا باللغة العربية، رغم وجودهم لسنوات طويلة بهذا البلد.وانتقد باحثون بلجيكيون في مراكز وجامعات مهتمة بالبحث في الظواهر الدينية المتطرفة، ما وصفوه بترهل التأطير الديني في صفوف المجموعة الإسلامية بهذه الدولة الأوربية الصغيرة التي تشهد هذه الأيام موجات من هجرة شبابها وحاملي جنسيتها للجهاد في صفوف دولة الإسلام في العراق والشام، والتنظيمات الموالية للقاعدة بالشرق الأوسط والخليج.وعاب الباحث الجامعي البلجيكي المعروف منتصر الدعيمح، في سياق هذه الحملة ضد المغرب، على المجموعات الإسلامية افتقادها إلى التنظيم، الذي يسمح، حسبها، بتمرير بعض الخطابات والممارسات المتطرفة.وقال الدعيمح إنه من المخجل أنه بعد أن يقضي بعض الأئمة سنوات طويلة في بلجيكا في مهمة التأطير والوعظ الدينيين دون أن يتمكنون من إتقان اللغة الفرنسية أو اللغة الهولندية، "ورغم ذلك نواصل جلبهم من المغرب".وأكد الباحث الجامعي إنها فضيحة بالنسبة إلى السلطات البلجيكية التي لا تلزم الأئمة بشرط إتقان إحدى اللغتين المتداولتين في صفوف أبناء المهاجرين المولودين في البلد، وخصوصا الشباب".وأوضح الباحث أنه لا يمكن أن ننتظر من إمام وواعظ لا يتحدث غير اللغة العربية في دولة أوربية أن يساهم في تأطير الشباب المسلمين في المجالات الاجتماعية، و"هو أمر لا تتحمل مسؤوليته فقط المجموعة الإسلامية، بل الدولة البلجيكية أيضا".وأكد الدعيمح أن ضعف التأطير والتنظيم، انتج جيلا من الشاب لا يعرفون من الإسلام إلا النزر القليل، ويعتقدون أنهم يمثلون ظل الله في أرضه، كما يتصرفون بطريقة متعالية".وسبق المجلس الأوربي للعلماء المغاربة أن نصح الشبان البلجيكيين من أصول مغربية بعدم التوجه لسوريا للقتال في نزاع مسلح "لا يخصهم".وجاءت هذه الدعوة في بلاغ أصدرته العديد من الهيآت الإسلامية في بلجيكا، ومما ورد فيه «نريد أن نشرح لهؤلاء الشباب أنه ليس هناك أي أساس ديني لما يقومون به، لأنه لا توجد هناك أي آيات قرآنية أو أحاديث نبوية تحثهم على المشاركة في نزاعات بعيدة عنهم جغرافيا، كما نود أن نقول لهم إن مكانهم هو بلجيكا ومهمتهم هي المشاركة في مستقبل هذا البلد».يوسف الساكت

بلجيكا تطالب بأئمة يتقنون الفرنسية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

النقابات تلوح بالتحكيم الملكي بعد الإضراب

المجلس الاقتصادي يحدد سن التقاعد في 63 سنة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات