الأمن والإرهاب يخيمان على “حوارات الأطلسي”

أظهرت الدورة الثالثة لمنتدى "حوارات الأطلسي"، التي نظمها مركز الحكامة التابع للمكتب الشريف للفوسفاط وصندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة الأمريكية، بمراكش، خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين، أن تدهور العلاقات المغربية الفرنسية في الفترة الأخيرة، امتد إلى النخب المؤثرة ومنتديات التفكير "الجيو-استراتجية"، عندما كان لافتا للانتباه، غياب الفرنسيين عن أشغال الحوارات، التي تعد موعدا سنويا مرموقا، يتميز بمشاركة المسيرين العموميين والخواص المؤثرين المنتمين إلى بلدان الحوض الأطلسي.وفيما حاول مسؤول كبير في الهيأة المنظمة، في حديث إلى "الصباح"، التقليل من الدلالات السياسية لعدم استدعاء الفرنسيين، بقوله "ملاحظتكم حول غياب الفرنسيين لا تحتمل أي قراءة سياسية"، واستدرك قائلا بارتباك "هناك مشارك فرنسي في إحدى الجلسات المغلقة التي لا تحضرها الصحافة"، غير أنه بالعودة إلى لوائح المشاركين والمتدخلين، لم يظهر لـ"الصباح" وجود أي مشارك فرنسي.ومقابل تغييب الفرنسيين، شاركت في أشغال "حوارات الأطلسي" 350 شخصية بارزة من 45 دولة مطلة على المحيط الأطلسي، بعضهم رؤساء ووزراء سابقون، غير أن أبرز ما بصمت عليه الدورة الثالثة من المنتدى، هو استقطابها لقادة دول سابقين، كانوا إلى الأمس القريب يعادون المغرب باعترافهم بجبهة بوليساريو، وأساسا أولوسيغون أوباسانغو، رئيس نيجيريا، خلال الفترة الممتدة ما بين 1999 و2007، وهو البلد الذي يشكل إلى جانب الجزائر وجنوب إفريقيا، ما يعرف بمثلث الشر في إفريقيا بالنسبة إلى المغرب، كما حضرت أيضا لورا شينشيلا ميراندا، الرئيسة السابقة لكوستاريكا، التي سحبت أيضا اعترافها بالجمهورية الوهمية.وحسب مراقبين، ينطوي حضور هؤلاء إلى مراكش في ضيافة مركز التفكير والحكامة التابع للمكتب الشريف للفوسفاط، على دلالات كبيرة، خصوصا أن قضايا الأمن والتنمية والاندماج والتعاون الأطلسي، ومكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر وتهريب المخدرات من بلدان أمريكا اللاتينية إلى العالم عبر إفريقيا، على قائمة التفكير والبحث عن مداخل سياسات جديدة، من طرف المشاركين في الدورة الثالثة لحوارات الأطلسي.الجلسة العلنية الأولى لهذه الدورة، والتي شارك فيها أيضا، ميغيل أنخيل موراتينوس، وزير الخارجية الإسباني السابق، وخورخي كاستانييدا، الوزير الأرجنتيني الأسبق للشؤون الخارجية، كانت واحدة من المناسبات النادرة التي يتحدث فيها مكلف بمهمة في الديوان الملكي بدون تحفظ وأمام العموم، إذ شارك يوسف العمراني، الوزير السابق المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون، بصفته الجديدة، في الجلسة الأولى التي كان موضوعها "المعادلة الجديدة للأطلسي: التقارب والتعاون والشراكة"، الجمعة الماضي، بقصر النخيل للمؤتمرات.وفيما نبه يوسف العمراني، أثناء حديثه، إلى أن دول الأطلسي، "تتقاسم القيم نفسها والتهديدات ذاتها أيضا"، أكد أن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مطالب اليوم، بإيلاء الأهمية أكثر إلى منطقة الساحل الأطلسي، على اعتبار أن "الواجهة الأطلسية الإفريقية أكثر تعرضا للمخاطر وتقف وحيدة في وجه المخاطر التي تتهددها".وأشار العمراني، في هذا الصدد إلى "القرصنة التي تضعف سواحل الواجهة الأطلسية الإفريقية، خاصة في محيط خليج غينيا، وتهريب المخدرات الذي يضعف عدة دول بإفريقيا الغربية، وتهريب السلاح والبشر الذي ينخر الساحل، ويصدر إلى بلدان الشمال، وأخيرا إيبولا الذي لم يتم التصدي له بشكل كاف وفي الوقت المناسب في موطنه الأصلي وصار خطرا عالميا". وأكد العمراني أن على المجموعة الأطلسية، "أن تجد حلولا مشتركة بهدف إتاحة الفرصة لبروز عصر جديد من الازدهار والتنمية المشتركة المتمحورة حول ضفتي الأطلسي"، مقترحا التركيز داخل كل بلد على حدة، على ثلاثة أبعاد أساسية هي "البعد البشري والبعد الاقتصادي والبعد الأمني".من جانبه، أكد ميغيل أنخيل موراتينوس، وزير الخارجية الإسباني الأسبق، خلال الجلسة ذاتها على ضرورة الاهتمام بالتواصل في تعزيز العلاقات بين الدول، مشددا على أنه "في عالم اليوم، من المستحيل فصل الشمال، والجنوب، والشرق، والغرب"، ولذلك "يجب التغلب على حواجز الماضي، وفهم إما أننا نعيش في عالم معولم، أو أننا سوف نستمر في عيش الصعوبات الحالية". أوباسانغو يدعو إلى تعزيز التعاون الجهوي تميزت مساهمة أولوسيغون أوباسانغو، رئيس نيجيريا خلال الفترة الممتدة ما بين 1999 و2007، في الجلسة المخصصة لإجابة المجتمع الدولي على الأزمات، من قبيل تلك التي تعيشها أوكرانيا أو سوريا والتهديد الذي تشكله جماعة "بوكو حرام"، بتضمينها لنداء مؤثر، دعا فيه إلى "التزام ديمقراطي أقوى للبلدان الإفريقية"، حينما قال إن "ليس هناك بديل عن الديمقراطية التي تتيح النقاش، ومشاركة الجميع".وفي مداخلته، دعا أولوسيغون أوباسانغو أيضا إلى تعزيز التعاون الجهوي، "نحن في إفريقيا، يجب أن نكون أقوى داخل بلداننا، وبعد ذلك بإمكاننا الانفتاح على الحكامة العالمية"، وأكد رئيس نيجيريا الأسبق في إجابته عن سؤال حول "بوكو حرام"، أن هذا التهديد يعزى إلى تأخر التنمية في شمال نيجيريا.يشار إلى أن حوارات الأطلسي، تعد موعدا سنويا مرموقا، يشارك فيه المسيرون العموميون والخواص المؤثرون المنتمون إلى بلدان الحوض الأطلسي، وذلك على مدى ثلاثة أيام من النقاش المفتوح، والذي يهم الموضوعات الجهوية الراهنة بإفريقيا والأمريكيتين والكارايبي وأوربا.امحمد خيي (موفد "الصباح" إلى مراكش)

الأمن والإرهاب يخيمان على “حوارات الأطلسي”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الملك يرفع درجة التأهب الأمني

المالكي: ميزانية 2015 دوغمائية ويطغى عليها التقشف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات