فشل مؤتمر “طوليدو” يعكس اندثار “بوليساريو”

إفلاس المشروع الانفصالي لـ "الكابرانات" الذي كلف المواطن الجزائري ملايير الدولارات بقلم: الفاضل الرقيبي تابع صحراويو مخيمات تندوف، الأسبوع الماضي، أشغال الدورة 47 للجنة "أوكوكو" بطوليدو الإسبانية، والتي شكلت، على مر السنين، محجا لمناصري "بوليساريو" عبر العالم، لدرجة جعلتها مقياسا لصدى الأطروحة الانفصالية في الخارج، ومختبرا لصناعة الإستراتيجيات المناوئة للمغرب، إذ كانت تنكب على بلورة الخطوط العريضة لبرنامج عمل "بوليساريو" وحلفائه، بحضور زعماء التنظيم وصفوة مؤيديهم الأجانب، قبل عرضه على السلطات الجزائرية من أجل توفير التمويل اللازم لتنفيذ بنوده. وبالفعل، فقد عكس اجتماع طوليدو لهذه السنة، تماما وبجميع المقاييس، درجة التحلل المتقدم التي وصلها تنظيم "بوليساريو" ومدى عزلته، وانفراط عقد مناصريه، فزعيمه، وعدد من قيادييه المطاردين من قبل القضاء الإسباني، لم يتجرؤوا على الحضور، كما أن السياسيين الأوربيين، بمن فيهم اليساريون التقليديون، لم يريدوا المغامرة بما تبقى من رأسمالهم السياسي بعدما تيقنوا من التوجه العام داخل القارة العجوز لتأييد مبادرة الحكم الذاتي، وكذلك درءا لكل الشبهات الناتجة عن تحالفات "بوليساريو" مع حزب الله وحماس، إذ لم يجد شنقريحة وأزلامه بدا من تجنيد عملائه من داخل دواليب الدولة الجزائرية، وإرسالهم إلى طوليدو ضمن تقنيي جيشه في المعلوميات والترجمة والصحافة في محاولة لإنقاذ ماء الوجه، بعد أن تخلفت أغلبية المدعوين، لدرجة أن حجم الوفد الجزائري الذي شكل ثلث الحضور كان حديث الساعة، سواء من حيث حجمه أو مكوناته، فقد حضر 24 برلمانيا جزائريا، و8 تقنيين ومترجم، و9 صحافيين، و6 دبلوماسيين، و11 فردا من مختلف المصالح الأمنية الجزائرية. إرسال شنقريحة لهذا الوفد الكبير، والذي يفوق عدده من يرافق الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، خلال زياراته الرسمية، جاء بنتيجة معاكسة تماما، إذ تيقن الجميع من إفلاس مشروع الجنرالات الانفصالي، الذي كلف المواطن الجزائري مليارات الدولارات، التي ذهبت إلى جيوب جلاديه ومرتزقتهم على حساب تحسين ظروفهم المعيشية ونمو الجزائر. كما شكل هذا الإنزال بوضوح أن وضعية "بوليساريو" بلغت درجة من الخطورة جعلت الجزائر تخرج للعلن لمحاولة إنقاذ التنظيم الذي انفرط عقده، فلم تكتف ببسط سيطرة أجهزتها الأمنية على المخيمات، وإخضاع كل أنشطة ممثلي "بوليساريو" في الخارج لسفاراتها، بل أصبحت تشرف مباشرة على الأنشطة الدعائية للانفصاليين في الدول الأوربية، بعدما تناسلت فضائح اختلاسات زعماء التنظيم عبر العالم، الذين انشغلوا بشراء العقارات وفتح المحلات التجارية من خلال سرقة ونهب المساعدات الدولية، خصوصا المحصل عليها من قبل الجمعيات الإسبانية. وفي هذا الإطار، كشفت تقارير من داخل المخيمات عن فضيحة جديدة تنضاف إلى سلسلة فضائح الجبهة، التي ما إن تخرج من حفرة إلا ووقعت في أخرى أعمق منها، ففي الأسبوع الماضي، وأثناء زيارة وفد الدول المانحة للمخيمات، تم الكشف عن تلاعبات واسعة بالأدوية التي يتم تجميعها في المخازن التي تشرف عليها بشكل مباشر ما يسمى "وزارة الصحة"، إذ لم تكتف قيادة الرابوني ببيع كميات هائلة من هذه الأدوية، بل قامت بتغيير تواريخ انتهاء صلاحية بعضها بغرض إبقائها في المخازن، بينما يتم بيع الكميات الجديدة المتوصل بها على الحدود الجزائرية المالية، وباقي منطقة الساحل، إذ أكدت مصادر مطلعة جدا أن العائدات المالية لهذا التهريب، الذي يتزعمه ابن "وزيرة داخلية بوليساريو" الجزائرية الأصل، مريم السالك احمادة، الذي يتوفر على صيدلية بالمخيمات، يتم تقاسمها مع خليلها إبراهيم غالي، بالإضافة إلى ثلاثة ضباط من الأمن العسكري الجزائري المكلفين بالأمن بالمخيمات، وكذلك ممثل "بوليساريو" بغاليسيا الإسبانية، محمد زرقة، الذي يشرف على كل شحنات الأدوية التي تصل إلى المخيماتـ والتي عادة ما تكون قادمة من إسبانيا وتركيا، وهو ما جعله واحدا من القادة الشباب القلائل الذين تمكنوا من إنشاء إمبراطورية مالية ضخمة على حساب آلام ومعاناة سكان المخيمات.

فشل مؤتمر “طوليدو” يعكس اندثار “بوليساريو”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لقاء قصر الوطن يغير إيقاع الدولة

سكان بزغنغن بدون شبكة الواد الحار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات