التحقيق في صفقات دراسات بـ 45 مليارا

الداخلية تفتحص وثائقها لدى 120 جماعة ترابية وشبهات حول طرق تمريرها والمستفيدين منها تباشر لجنة من وزارة الداخلية التحقيق في صفقات جماعات ترابية، تهم دراسات أنجزتها مكاتب حول جدوى بعض المشاريع، وانعكاساتها على المعيش اليومي للسكان والتنمية المحلية. وأفادت مصادر أن هذه المهمة تأتي بعدما لوحظ ارتفاع الميزانيات المخصصة لهذا الغرض، خاصة أن مواضيع الدراسات تتكرر، كما أن بعضها لا يتلاءم مع إمكانيات بعض الجماعات. وأشارت مصادر "الصباح" إلى أن التحريات تهم ما لا يقل عن 120 جماعية حضرية وقروية تتوزع بين 5 جهات، وتصل القيمة الإجمالية للدراسات التي يتم افتحاص وثائقها إلى 450 مليون درهم (45 مليار سنتيم)، تم صرفها، خلال ثلاث سنوات الأخيرة. وأفادت مصادر أن لجنة المراقبة تفتحص وثائق عدد من الصفقات، المتعلقة بإنجاز دراسات لمؤسسات عمومية، وتركز الأبحاث على الدراسات المتكررة والمكاتب التي تنجزها، ومآل الخلاصات والتوصيات المتوصل إليها، من قبل المكاتب التي تكفلت بإنجازها. وسيتم التحقق، أيضا، من جودة هذه الدراسات، إذ تبين من خلال عينة من الدراسات المنجزة، التي شملها التحقيق حتى الآن، أنها لا تتضمن أي قيمة علمية مضافة، كما أن البعض منها مجرد استنساخ لأعمال وبحوث سابقة أنجزها باحثون أكاديميون مغاربة، لكنها ظلت حبيسة رفوف الجامعات، حتى تم إحياؤها من قبل بعض مكاتب الدراسات، دون إذن من أصحابها، الذين غالبا ما يتفاجؤون بالأمر بعدما يطلعون عليها. ولا تتوفر الحكومة، حاليا، على معطيات دقيقة بشأن عدد الدراسات التي أنجزت والمواضيع والمجالات التي تناولتها. وأكدت المصادر ذاتها أن بعض مكاتب الدراسات تحقق أزيد من ثلثي معاملاتها مع مقاولات عمومية وبعض الجماعات الترابية. وسيكون على مراقبي الداخلية التدقيق في مختلف الصفقات، التي أبرمتها الجماعات الترابية المعنية بالتحريات، ورصد أي تجاوزات يمكن أن تكون قد شابت تمرير هذه الصفقات، التي أصبحت تمثل مصدر استنزاف للمالية العمومية. ويستعين المحققون بالمنصة الرقمية التي أنشأتها وزارة الداخلية، من أجل تتبع آجال الأداء والصفقات، التي تبرمها الجماعات المحلية مع مقاولات ومقدمي خدمات. وتفيد معطيات أن نسبة كبيرة من الدراسات تمنح إلى مكاتب بعينها، علما أن مضامينها تظل في الرفوف، وكأن الهدف هو إجراء الدراسة، وليس الاستفادة من نتائجها وخلاصاتها. وعرفت السنوات الأخيرة إنشاء عدد من مكاتب الدراسات، التي أصبحت تفوز بمجموعة من الصفقات، التي تعلن عنها الجماعات الترابية. وتحولت الصفقات إلى ريع يستفيد منه بعض المحظوظين، علما أن جماعات محلية صغيرة تخصص، بدورها، ميزانيات مهمة من أجل إنجاز دراسات، علما أن صفقة دراسة بـ 200 ألف درهم، يمكن أن تمثل مبلغا مهما بالنسبة إلى مثل هذه الجماعات، ما يفرض التحقق، ليس فقط من مسطرة تمرير هذه الصفقات، بل، أيضا، من جدواها ومدى الحاجة إليها. عبد الواحد كنفاوي

التحقيق في صفقات دراسات بـ 45 مليارا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جنود عطلوا كاميرات لتهريب المخدرات

لقاء قصر الوطن يغير إيقاع الدولة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات