تقهقر مستوى التلاميذ واحتلال الرتب الأخيرة في الرياضيات والقراءة والعلوم أصبح تراجع مستوى تلاميذ التعليم العمومي أمرا واضحا، ولا يقبل التأويلات، وباعتراف الوزارة الوصية، إذ حل ممثلو المدرسة المغربية في الرتب الأخيرة ضمن البرنامج الدولي لتقييم التلاميذ، وسجل تراجع كبير مقارنة مع دورة 2018، ما أصبح يدق ناقوس الخطر. وحقق التلاميذ المغاربة الذين تم انتقاؤهم لتمثيل المغرب في هذا التقييم الدولي من 12 أكاديمية بالمملكة، نتائج مخجلة، بحصولهم على نتائج أقل من المعدل المسجل مع دورة 2018، في المجالات الثلاثة التي شملتها الدراسة، إذ استقر متوسط الأداء الوطني في 365 نقطة في مجال الرياضيات، مقابل 368 نقطة خلال دورة 2018. وحصل ممثلو المغرب، المشكلين من عينة وطنية بلغت 6867 تلميذا، بالغين من العمر 15 سنة، على 365 نقطة في مجال العلوم، بانخفاض قدره 12 نقطة، مقارنة مع دورة 2018، في حين تراجع المعدل المحصل عليه في مجال القراءة بـ 20 نقطة، إذ انتقل من 359 في 2018، إلى 339 في دورة 2022. ومن أصل 81 دولة مشاركة، احتل المغرب الرتبة 71 في مجال الرياضيات، والرتبة 79 في مجال القراءة، والرتبة 76 في مجال العلوم، ليتراجع بذلك بـ 9 رتب، بالنسبة إلى هذين المجالين الأخيرين، وهو ما يبين أن التمثيلية المغربية حلت في الرتب الأخيرة في مجالات التقييم. وينتمي التلاميذ المغاربة المشاركون لما مجموعه 177 مؤسسة تعليمية عمومية، بالسلكين الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي، بالأكاديميات الاثنتي عشرة بالمملكة. وتشرف على هذا التقييم الدولي، منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD)، ويتم إجراؤه كل ثلاث سنوات، ويهدف البرنامج إلى تقييم معارف وكفايات التلاميذ البالغين من العمر 15 عاما في ثلاثة مجالات أساسية، ويتعلق الأمر بالرياضيات والقراءة والعلوم. وعلقت وزارة التربية الوطنية على هذه النتائج بالقول إن هذه النتائج وجميع التقييمات والتشخيصات الوطنية والدولية، أوضحت بالملموس أن أزمة التحكم في التعلمات الأساس، التي يعانيها تلاميذ التعليم العمومي، تعد إشكالية ذات أولوية تجب معالجتها، وفق مقاربة مسؤولة وشفافة واستعجالية. وأضافت أن مؤسسات الريادة هي الحل لتجاوز هذه التراجعات، مبرزة أنها تستقبل 320 ألف تلميذ هذه السنة، مشيرة إلى أنه تمت المراجعة الشاملة لطرق التدريس ومعالجة التعثرات، إضافة لإجراء تقييم فردي، تتم مراقبته من قبل شركاء خارجيين. عصام الناصيري