اللباس العصري يسقط الحضانة!

محكمة النقض اعتبرته ماسا بشرطي الاستقامة والأمانة والقرار أثار جدلا واسعا خروج الحاضنة من منزلها مساء وهي ترتدي لباسا عصريا، يمكن أن يمس بشرطي الاستقامة والأمانة، ويكون سببا لإسقاط حضانتها. هذا ما انتهى إليه قرار صادر عن محكمة النقض، أخيرا. وأثار القرار نقاشا واسعا، على اعتبار أن المرتكزات التي اعتمد عليها تساهم إلى حد ما في بلورة العقل الذكوري في التعامل مع قضايا الأسرة، خاصة أنها أثارت في تعليلها للقرار الذي نقضت به الحكم الاستئنافي الذي منح الحضانة للأم، أن الزوجة من خلال ما أثبتته كاميرا المراقبة خرجت من المنزل على الساعة السادسة مساء بلباس عصري، وتزامن ذلك مع تبادلها لرسائل قصيرة في «واتساب» مع أحد الأشخاص، إذ طلبت منه أن يؤكد حضوره، أو عدم حضوره لملاقاتها، واعتبرت أن ما قامت به الزوجة من أفعال تقدح في المروءة والعفة الواجب توافرها في الحاضنة، مشيرة إلى أن محكمة الاستئناف لم تناقش موضوع الطلب على ضوء الوقائع المادية المذكورة، والتي لا تأثير لقرار البراءة من جنحة التحريض على الفساد فيها، ما يكون قضاؤها غير مؤسس ومعرضا للنقض. قرار محكمة النقض أثار نقاشا واسعا، خاصة أن القضاة المصدرين له اعتمدوا على آراء ومعايير مسبقة بشأن ما يعتبرونه السلوك المناسب للنساء، إذ تعتبر قضايا الأسرة والأحوال الشخصية عموما، والنزاعات المتعلقة بالحضانة على وجه الخصوص مجالا خصبا لاستمرار هذه القوالب النمطية داخل النظام القضائي. وأثارت تلك النقاشات أن ما يفترض هو أن الحضانة تؤول بعد انحلال العلاقة الزوجية إلى الأم، ثم للأب، ويحدد القانون عددا من الشروط الواجب توفرها في الحاضن من بينها الاستقامة والأمانة، والقدرة على تربية المحضون وصيانته ورعايته، دينا وصحة وخلقا، وعلى مراقبة تمدرسه، غير أن شرطي الاستقامة والأمانة يطرحان إشكالية في تفسيره على مستوى الواقع العملي، إذ يلجأ بعض الأزواج إلى الطعن في سلوك زوجاتهم بغية إسقاط الحضانة عنهن. وقائع هذا الملف المثير تعود إلى دعوى الشقاق تقدم بها الزوج، أمام المحكمة الابتدائية بإنزكان، يعرض فيها بأنه متزوج من المدعى عليها، وله منها ثلاثة أبناء، وأن الحياة الزوجية بينهما أضحت مستحيلة، لأنه يشك في تصرفاتها، نظرا لأنها تتكلم مع أصدقاء لها في الهاتف، ملتمسا تطليقه منها، وبعد فشل إجراءات الصلح بين الطرفين، قضت المحكمة الابتدائية بتطليق المدعي من المدعى عليها، وإسقاط حضانة الأطفال عنها، وإسنادها لأبيهم، مع حفظ حق الأم في الزيارة خلال العطلة الأسبوعية، وخلال النصف الأول من العطل الدينية والوطنية والمدرسية. استأنفت الزوجة الحكم في الشق المتعلق بإسقاط الحضانة، وركزت في مذكرتها الاستئنافية على أن جنحة التحريض على الفساد التي أدينت بها ابتدائيا، تمت تبرئتها منها، من قبل محكمة الاستئناف، مدلية بنسخة من قرار المحكمة، وأضافت أن ما قاله زوجها عار من الصحة، وأنه كثير الشك والارتياب في تصرفاتها، وهو ما حول حياتهما إلى جحيم، ملتمسة إلغاء الحكم الابتدائي وتمكينها من حضانة الأبناء، فقضت محكمة الاستئناف بإلغاء الحكم الابتدائي وإسناد حضانة الأبناء من جديد للأم، وتحديد مواعيد الزيارة للأب. فتقدم الطليق بطعن بالنقض في قرار محكمة الاستئناف، ليأتي القرار الذي أثار ضجة. كريمة مصلي

اللباس العصري يسقط الحضانة!

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الملاعب الرياضية... ثورة هادئة

كانافارو: ليس من السهل اللعب للريال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات