نساء المتوسط يضعن تقييما لمقاربة النوع في البحث العلمي

احتضنت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، أول أمس (الاثنين)، الندوة الختامية لبرنامج «شيرما» حول التعاون الأورومتوسطي، المتعلق بمقاربة النوع في البحث العلمي. وشهدت الندوة الختامية للمشروع، الممول من قبل الاتحاد الأوربي، مشاركة نساء من 13 دولة عربية تطل على البحر الأبيض المتوسط، ودول أوربية كإسبانيا وإيطاليا وتركيا، ودولتين من أوربا الشرقية. ويهدف مشروع «شيرما» الذي استغرق أربع سنوات، تجميع معطيات حول وجود المرأة على مستوى التعليم العالي والبحث العلمي والأكاديمي، بالإضافة إلى وضعية المرأة بمراكز القرار ومشاركتها الفعلية من عدمها في مجال البحث العلمي. في هذا السياق، قالت رشيدة نافع، عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، ومنسقة المشروع على مستوى المغرب، إن الأهداف الرئيسية للمشروع تتجلى في معرفة إمكانية وجود مساواة فعلية بين الذكور والإناث في مختلف العلوم، خصوصا العلوم الحقة التي تتطلب دقة كبيرة كالهندسة والتكنولوجيا والصناعة، وجمع إحصائيات حول جل الدول المشاركة في الموضوع، ومعرفة أسباب التباين بين النساء والرجال في مراكز القرار في البحث العلمي والإبداع التكنولوجي، بالإضافة إلى استكشاف التباين بين رواتب الرجال والنساء المشتغلين في حقول البحث العلمي والعلوم والتكنولوجيا. وأشارت نافع إلى أن المغرب هو البلد العربي الوحيد الذي سجلت به شبه مساواة في الرواتب بين الجنسين، بل تفوق المغرب على بلدان أوربية كإيطاليا. وأكدت نافع، في تصريحها لـ «الصباح»، على هامش الندوة الختامية، أن حظ النساء قليل مقارنة بالرجال في مسألة تطبيق مقاربة النوع، بجميع الدول العربية ودول جنوب أوربا. وقالت إن الأمر لا يتعلق بمسألة الكفاءة بقدر ما هو مرتبط بالحظ بالنسبة إلى الرجال، وأوضحت أن النساء غالبا ما يتفوقن دراسيا على الرجال، أما في العمل فالحظ للأخيرين، مضيفة أن 24 في المائة من النساء فقط يصلن إلى الوظيفة. وأوضحت عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية أن 34 في المائة من الفتيات في العالم العربي يتمكن من إكمال دراستهن بالتعليم العالي، وهو الأمر الذي تفقد معه هذه الدول نصف مكوناتها العقلية والذكائية بسبب حرمان وعدم قدرة الفتيات على مواصلة التعليم العالي، وهو ما ينعكس على هذه البلدان من خلال مؤشرات التقدم والتطور، تضيف رشيدة نافع، التي أفادت أن مشروع «شيرما» يسعى إلى خلق مخطط عمل يهدف إلى مساعدة المسؤولين في مجال البحث العلمي بالبحر الأبيض المتوسط، من أجل أن تكون لديهم خارطة طريق لتطبيق المساواة والمناصفة في العمل. ومن جهتها، أكدت رئيسة الجلسة أمينة البطاشي، أستاذة باحثة بكلية بنمسيك بالبيضاء، ورئيسة جمعية النساء في التعليم بالمغرب، أن للمشروع عدة جوانب، تتمثل في تجميع المعطيات الإحصائية، حول ما كتب عن المرأة بخصوص البحث العلمي، والتشريعات الموجودة بالدول المشاركة بالمشروع. وأضافت أنه توجد بالمشروع عدة مؤسسات ومنظمات تمثل مجموعة من الدول، من بينها جامعة الحسن الثاني المحمدية شريكا من المغرب. إلى ذلك، أكدت أمينة البطاشي أن الندوة الختامية عرفت طرح جل النتائج المتحصل عليها، ومقارنتها بالدول الأوربية، مؤكدة أنه الهدف الرئيسي الذي على ضوئه سيتم إعطاء توصيات للفاعلين السياسيين من أجل تغيير وضعية المرأة. وفي السياق ذاته، أشارت إلى أن إدارة المشروع عملت على خلق موقع إلكتروني لوضع جل التقارير والنتائج والتوصيات المتعلقة بالمشروع. وفي جواب لها على سؤال حول غياب جل ممثلي الوزارات المعنية بالموضوع، أشارت أمينة البطاشي إلى أنه تمت مراسلة كل المعنيين شهرا قبل الموعد، وقالت «ربما توجد أولويات أخرى لدى المسؤولين أهم من البحث العلمي»، واستشهدت بالنسبة التي يحصل عليها البحث العلمي من الميزانية دليلا على ذلك، مؤكدة أن المشروع بالأساس موجه إلى الفاعلين السياسيين.كمال الشمسي (المحمدية)

نساء المتوسط يضعن تقييما لمقاربة النوع في البحث العلمي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الملك يسلم مفاتيح مشروع "إقامة الأمل" بالرحمة

المديونية تستنزف خمس موارد الميزانية العامة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات