عليوة… من نجم حكومة التناوب إلى سجين في عكاشة

ما زال عدد من المهتمين بالشأن السياسي والنقابي في البلاد، يتذكرون الدور الذي لعبه خالد عليوة بعد تعين حكومة التناوب بقيادة عبدالرحمان اليوسفي الكاتب الأول آنذاك لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. عليوة الذي أسندت إليه مهام وزير التنمية الاجتماعية والتضامن والتشغيل والتكوين المهني الناطق الرسمي باسم الحكومة، وأصبح كثير الظهور في وسائل الإعلام باعتباره ناطقا باسم الحكومة، كان دبلوماسيا في الرد على الاستراتجيات التي اتخذها الوزير الأول مع مشاركته في أول تجربة سياسية بتكليف من قبل الملك الراحل الحسن الثاني، كما كان يبالغ في بعض الأحيان في النتائج التي سيحققها البرنامج الحكومي. عليوة كان يؤخذ له ألف حساب مع احتفالات فاتح ماي، حيث كان ينزل بسلالته في فن الخطابة ويدافع عن تجربة الاتحاديين بطريقة مقنعة أمام نقابات تنتمي إلى الصف اليساري، كما استطاع الرد على نوبير الأموي بعد خروج نقابته من الصف الاتحادي ومعارضته للحكومة بقيادة اليوسفي.وبعدما أبان الناطق الرسمي باسم الحكومة عن تجربته للمرة الثانية وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، رضيت عليه جهات عليا في البلاد، فحظي بتكليف يتعلق بالمدير العام للقرض العقاري والسياحي، الذي لم يخرج منه سوى بأزمات واختلالات مالية رصدها قضاة المجلس الأعلى للحسابات، وانقلبت الآية على القيادي الاتحادي السابق الذي فرط في دائرته الانتخابية بالبيضاء وفي المناصب الحكومية بعد مغادرة اليوسفي سفينة الاتحاد أثناء تعيين إدريس جطو لقيادة الحكومة بعد انتخابات 2002.ورغم مطالب الكثير من الهيآت المهتمة بحماية المال العام في محاسبة واعتقال خالد اعليوة قبل وصول حكومة بنكيران، كان عليوة يظن مع نفسه أن فرضية دخوله إلى السجن غير واردة، خصوصا أن بعض المنابر الإعلامية روجت على كونه كان العقل المدبر في إنقاذ البنك العقاري والسياحي من السكتة القلبية، وأن مجموعة من الإجراءات التي اتخذها ابن البيت الاتحادي كانت سببا في إنقاذ المؤسسة المالية من الإفلاس.لكن بعد هبوب موجة الربيع العربي على المغرب ومحيطه الإقليمي والتي مهدت لوصول الإسلاميين إلى سدة الحكم، بدأت آمال نجم حكومة عبدالرحمان السابقة تتضاءل، فبدأ اعليوة يتوجه كل صباح إلى مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدارالبيضاء للدفاع عن نفسه من تقارير قضاة المجلس الأعلى للحسابات، والتي كان يعتبرها مجرد ملاحظات شكلية عن البنك لا ترقى إلى اتهامات جنائية.لم يكن عليوة يعتقد أثناء توجهه إلى مكتب قاضي التحقيق في 29يونيو 2012، أنه لن يعود إلى منزله وأنه سيقضي بداية صيف حار بسجن عكاشة رفقة المتورطين في قضايا ترتبط بالحق العام.بعد دخوله السجن تحول القيادي السابق في حزب الاتحاد الاشتراكي إلى موضوع الساعة في وسائل الإعلام الوطنية، وتفرقت الآراء بين من اعتبر بأن اعتقاله مدبر من قبل خصومه الإسلاميين، وبين من اعتبره حلقة من حلقات الفساد الذي تورط فيه مجموعة من الاتحاديين، وأفلتوا من قبضة العدالة أثناء تولي الراحل عبد المجيد بوزوبع لمنصب وزير للعدل خلفا لعمر عزيمان، كما انتقدته صحافة الإسلاميين التي اعتبرت أن عليوة كان من المفروض اعتقاله أثناء تكليف القيادي الاتحادي عبدالواحد الراضي في منصب وزير العدل.لكن المفاجأة السارة التي أعقبت نبأ حزين بعد وفاة والدة اعليوة وتشجيع جنازتها بمقبرة الشهداء بالرباط، هو تمتيعه بالسراح المؤقت ما أثار الكثير من الإشكاليات القانونية والفقهية لدى الحقوقيين والمهتمين بالشأن العام، ليتحول ملفه إلى قضية من القضايا الغامضة.عبدالحليم لعريبي

عليوة… من نجم حكومة التناوب إلى سجين في عكاشة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رايسة اختارت الغناء باسم الوردة فقطفها السجن

الإبراهيمي... السراح بعد صيف حار وراء القضبان

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات