السمـك يلهـب الجيـوب

زيادات صاروخية كل نهاية أسبوع بسبب إنزال تجار من مدن عديدة إلى سوق الجملة بدا انشراح كبير على عدد من التجار والباعة أمام باب سوق السمك للجملة بالبيضاء، صباح الخميس الماضي، رغم الحملة التي شنها باشا المنطقة وأعوانه لتحرير الفضاءات المجاورة للسوق، إذ أجبرتهم على الإسراع بتكديس صناديق لأنواع مختلفة الأسماك في سيارات لنقل البضائع أو "تريبوتورات" والمغادرة في أسرع الوقت. هذا الانشراح سببه أن الأسعار السمك كانت في حدود المعقول، عكس فترات سابقة، بلغت فيها رقما قياسيا، وبالتالي ستكون في متناول المواطنين، ما يعني إقبالا كبيرا عليها وضمان هامش مهم من الربح، سيما في حال عرضها بالأحياء الراقية. إلا أن هذه الفرحة لن تدوم طويلا، يؤكد تاجر شاب، لأن السوق السمك للجملة، صار يشهد عرفا منذ فترة طويلة، وهو فرض أسعار صاروخية كل سبت، والسبب إقبال كبير عليه من قبل تجار يتحدرون من مدن أخرى، سيما الرباط وسلا، إذ يقتنون حصة الأسد من كل أنواع السمك وشحنها في شاحنات والمغادرة لترويجها في مدنهم، والنتيجة أسعار قد تصل للضعف. خلال جولة في السوق، لم يتردد باعة، أغلبهم شباب، في كشف أسعار بعض المنتوجات السمكية، إذ بتلقائية، أقر بائع في العشرينات من العمر، أنه اقتنى سمك السردين بسبعة دراهم ونصف درهم للكيلوغرام، وأنه سيعرضه عل العموم بعشرة دراهم.. تاجر آخر قرر حصر تجارته على "القيمرون" بعد أن اقتنى كميات كبيرة منه، وعند استفساره عن ثمنها بالجملة، ميز بين ما سماه "بوعرق" المعروف بكبر حجمه وجودته، بأزيد من 2000 درهم لـ"البانيو"، الذي يتراوح وزنه ما بين 13 كيلوغراما و15، و "الميمة" وهو "قيمرون" صغير الحجم ومن النوع العادي، حدد ثمنه بالجملة في 1800 درهم، مبرزا أن النوع الثاني، سيتم بيعه للمواطنين بأثمنة تتراوح ما بين 50 درهما و60 في الأحياء الشعبية، في حين سيعرضه آخرون بأحياء "راقية" بأثمنة قد تصل إلى 90 درهما. بجانب السوق، انهمك تاجر في الثلاثينات من العمر في وضع صناديق من سمك موسى والإسقمري و"الميرلان"، وصناديق عديدة من سمك السردين في سيارة لنقل البضائع. قبل ركوبها لمغادرة سوق الجملة، استجاب لطلب معرفة أثمنة الأسماك، بعفوية صرح أنه اقتنى "ميرنا الصويرية"، بـ1800 درهم لـ"البانيو"، مشددا أنها تتميز بجودة عالية، عل نقيض "الميرلان المحمدية"، التي حدد ثمنها بالجملة في 700 درهم، أما سمك الإسقمري ، المعروف بـ"الشرن" لدى المغاربة، فأسعاره تتراوح ما بين 400 درهم و600 للصندوق، حسب جودته وكبر حجمه. وبعد صمت لم يدم طويلا، استرسل التاجر في حديثه عن سمك موسى، مؤكدا أن سعره بالجملة محدد ما بين 700 درهم و750 للصندوق الواحد حسب جودته، مبرزا أنه سيباع للمواطنين في حدود 70 درهما للكيلوغرام. وإذا كانت أسعار السمك بالجملة، الخميس الماضي، مقبولة إلى حد ما، حسب رأي التجار، إلا أنهم يترقبون بخوف حلول السبت، فالسوق في هذا اليوم، سيشهد كالعادة توافد تجار من مدن عديدة، منها مكناس وفاس وخريبكة وبني ملال والقصر الكبير والعرائش والقنيطرة وغيرها، وبحكم الإقبال الكبير للأسر المغربية على تناول السمك نهاية الأسبوع، يضع التجار الصغار أيديهم على قلوبهم، لأنهم سيكونون أول ضحايا التجار الكبار، لأن سوق السمك يحتكم لمنطق واحد هو المال، وبالتالي سيجدون أنفسهم مجبرين على الاقتراض للزيادة في رأسمالهم، خصوصا أن بعض المنتوجات السمكية قد يصل سعرها إلى أزيد من الضعف، مع تخوف كبير من تعرض لخسارة مفاجئة، إذ يكون هناك احتمال أن ألا تلقى إقبالا من قبل المتسوقين بسب هذه الأسعار، فهم لا يعلمون شيئا عن قانون السوق وأحواله وأعرافه، كما صرح تاجر بمرارة. مصطفى لطفي

السمـك يلهـب الجيـوب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصحة "بيد الله" في تازة

كمال رئيسا جديدا لـ"أمفام" و"ميسفام"

مقالات ذات صلة