روح القرن 19 في الأندلسيات الأطلسية

تستحضر دورة السنة الحالية لمهرجان الأندلسيات الأطلسية الذي تحتضنه الصويرة ابتداء من 30 أكتوبر الجاري الرسام الفرنسي أوجين دولا كروا ومعه التراث الفني التشكيلي والموسيقي لمرحلة بداية القرن التاسع عشر. الاحتفاء بالرسام الفرنسي يأتي في سياق استحضار لوحته الشهيرة "اليهود الموسيقيون لموغادور" التي نقل فيها إلى العالم ما تختزنه هذه المدينة من قيم تسامح وتنوع المغرب وغناه الثقافي والعرقي والديني. ورغم أن دولاكروا لم تطأ قدماه الصويرة إلا أنه استمتع بالأنغام الموسيقية التي وقعها أفراد هذا الجوق الموسيقي الذين ظهروا في تلك اللوحة، عندما كان في ضيافة السلطان المولى عبد الرحمان، الذي استقبل وفدا فرنسيا بقصره الملكي بمكناس كان بينهم دولاكروا، فاستقدم السلطان جوقا موسيقيا من الصويرة يتكون من يهود ومسلمين قال عنه "هذا أفضل ما يوجد في مملكتنا" وهي العبارة التي نقلها دولاكروا عن السلطان في مذكرات سفره إلى المغرب.الدورة الحادية عشرة لمهرجان الأندلسيات الأطلسية، وعلى غرار الدورات السابقة، ستسعى إلى إبراز التكامل والتعايش بين المكونين اليهودي والإسلامي داخل أسوار مدينة الرياح، والذي أفرز عبر تراكم السنين تراثا موسيقيا غنيا ما زال محفوظا لدى العديد من الفنانين الذين يسعون إلى استحضار أشكال مكتشفة منه في كل دورة.وفي هذا السياق سيتم تقديم لوحة موسيقية أشرف على تحضيرها، باحثون موسيقيون شباب يترأسهم عبد الصمد عمارة، مدير المعهد الموسيقي بالصويرة، وبمساهمة الفنان عبد الغني الكتاني.وعلى مدار بضعة أشهر عكف هؤلاء الباحثون والموسيقيون على ترتيب ونقل تقاسيم وكلمات وتلحين المقطوعات الموسيقية التي قدمت أمام السلطان عبد الرحمن سنة 1832، وهي المقطوعة الموسيقية التي اختير لها عنوان "القدام الجديدي الصويري" التي لم يظهر لها أثر منذ ذلك التاريخ، ليتم تقديمها خلال دورة هذه السنة من مهرجان الأندلسيات الأطلسية.كما يتضمن برنامج الدورة مجموعة من الفقرات الموسيقية والغنائية المبرمجة ستحتضنها مجموعة من الفضاءات بالصويرة منها "دار الصويري" والمنصة الكبرى للمهرجان، منها لحظة فنية يلتقي فيها الحاخام المغربي حاييم لوك والفنان عبد الرحيم الصويري وبنيامين بوزاكالو، بمرافقة جوق تطوان للموسيقى الأندلسية برئاسة محمد أمين الأكرمي.وسيتم استحضار مجموعة من الأنماط الموسيقية ما بين الشكوري والملحون والشعبي والأندلسي تؤديها مجموعة من الأسماء منها سناء مرحاتي ونيطا الخيام وعبير العابد وزينب أفيلال وفاتن كارتي، إضافة إلى جوق النساء الصويريات ومدرسة الفلامينكو لإشبيليا وفرق موسيقية أخرى.كما تحتفي الدورة بمجموعة أخرى من المنشدين منهم الحاج عبد المجيد الصويري، أحد أبرز حفاظ فن السماع والآلة الأندلسية بالصويرة، إضافة إلى هشام دينار ورشيد أوشاهد. وتشتمل الدورة أيضا على فقرات موسيقية أخرى تحييها الطوائف المنتسبة إلى زوايا الصويرة، منها درقاوة وعيساوة واحمادشة والتيجانيين، يرأسهم كل من الحاج مارينا والحاج الحلاب والمنشد حمزة الجرتي وآخرين.عزيز المجدوب

روح القرن 19 في الأندلسيات الأطلسية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحف فرعونية لتوت عنخ آمون تعرض بكرسيف

مقاولون بجهة سوس: أكاديمية التعليم تسخر منا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات