مسارات البحث عن هوية جثة مجهولة بأكادير

كانت ليلة الثاني والعشرين من يونيو الماضي، ليلة حالكة بالنسبة إلى المركز القضائي بالقيادة الجهوية لأكادير، حيث صدر أمر استعجالي لتشكيل دورية والانتقال إلى دوار أيت عبو بجماعة الدراركة ضواحي أكادير، للوقوف على ظروف وملابسات اكتشاف جثة مجهولة الجنس والهوية، محروقة بالكامل. وعلى الفور، عند حدود الساعة العاشرة ليلا، وتحت إشراف قائد السرية، توجهت عناصر من المركز، معززين بفرقة من التشخيص القضائي وفرقة الكلاب المدربة وعنصر من المختبر الفوتوغرافي، إلى المكان عينه على الساعة الحادية عشر ليلا، حيث بمجرد وصولها، وجدت دورية تابعة للمركز الترابي للدرك الملكي بالدراركة يرأسها قائد المركز، وعون السلطة المحلية. استمعت الضابطة القضائية في بادئ الأمر إلى(بدر) الشخص الذي أبلغ عن وجودها، حيث أفاد بأنه يتابع دراسته بكلية الحقوق ابن زهر بأكادير، وأنه حوالي الساعة الخامسة والنصف، توجه إلى المكان الذي يقصده كعادته أثناء فترة التحضير للامتحانات، حيث أثارت فضوله رائحة كريهة تنبعث من وسط أشجار الأركان، فقام بتتبع وجهتها، إلى أن عثر على جثة متفحمة وسط مجرى مياه الأمطار. وأضاف بأنه أبلغ عنها أحد أفراد الشرطة بمجرد رؤيتها، إذ حضرت دورية تابعة للأمن الوطني، وبعد أن وقفت على الجثة، أبلغت مصالح الدرك الملكي التي حضرت إلى مكان الحادث. أُخِذَتْ مجموعة من الصور الفوتوغرافية لحالة الأمكنة من قبل عنصر المختبر الفوتوغرافي. وحرصت الفرقة على المسح الشامل لمسرح الجريمة، قرب الجثة والمكان الذي توجد به، مستعينة بالكلب المدرب على اقتفاء الرائحة، في عملية تمشيط واسعة النطاق، من أجل الاهتداء إلى أثر ما، وسعيا في التعرف على وجهة الجاني أو الجناة، غير أن العملية لم تثمر أي نتائج تفيد البحث. كانت الجثة المحروقة، توجد على بعد أربعة كلومترات من أكادير، يبعد رأسها عن الطريق المعبدة، غير المرقمة، والمؤدية من أكادير عبر حي إليغ إلى جماعة ألما، بحوالي متر، وهي وسط مجرى صغير لمياه الأمطار، بسفح جبل به أشجار الأركان، خال من أي بنايات سكنية. كانت جثة مجهولة الجنس والهوية ومتفحمة، لونها أسود منكمشة، ملقاة على جانبها الأيمن، يصعب التعرف على ملامحها وجنسها، نتيجة تعرضها للاحتراق. كانت عظام قفصها الصدري بادية للعيان، ومعظم أنحاء الجسم متفحمة، وتحيط بها ثلاثة أسلاك مستطيلة يحتمل أن تكون بقايا حقيبة كبيرة الحجم وضعت فيها، ينطبق عليها تشبيه القبضة الحديدية الخاصة بحمل الحقيبة، مما رجح فرضية وجود هاته الجثة بداخل حقيبة قبل وأثناء حرقها. وأثناء معاينة الجثة لم يظهر أي شيء يمكنه إثبات هويتها، حيث وجدت بقايا رماد ومادة بلاستيكية زرقاء اللون متحللة بفعل النيران.أخبرت عناصر الفرقة القضائية النيابة العامة باستئنافية أكادير بالقضية والمعلومات المتوفرة لديهم، حيث أعطى الوكيل العام للملك تعليماته بإنجاز تقرير إخباري، ونقل الجثة إلى مستودع الأموات، لأجل إجراء تشريح طبي عليها، والقيام بكافة التحريات الميدانية والعلمية اللازمة بغية التوصل إلى هوية الجثة والتعرف على الجاني أو الجناة المحتملين. تم نقل الجثة إلى مستودع الأموات التابع لمستشفى الحسن الثاني بأكادير من أجل إجراء تشريح طبي عليها، كما تم حجز الأسلاك الحديدية التي وجدت محاطة بالجثة، إضافة إلى القبضة الحديدية التي وجدت في مكان الجريمة. محمد إبراهمي (أكادير)

مسارات البحث عن هوية جثة مجهولة بأكادير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال سارق مواش ضواحي سلا

إيقاف مشتبه فيه بإجراء عمليات إجهاض لفتيات عازبات ببني ملال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات