يوجد بيدرو سانشيز، زعيم الحزب الاشتراكي بإسبانيا، على بعد خطوة فقط من إعادة تعيينه على رأس الحكومة الإسبانية، التي يقودها منذ 2020، غير أن انسداد الأفق السياسي دفعه إلى الدعوة إلى انتخابات سابقة لأوانها، انتهت باحتلال حزبه المركز الثاني بعد الحزب الشعبي، الذي فشل في إقناع باقي الأحزاب، عقب تكليفه من قبل العاهل الإسباني لتشكيل الحكومة. ويتجه رئيس الوزراء الإسباني المؤقت، إلى استعادة منصبه، بعد إعلان الحزب الاشتراكي الذي يقوده، وتنظيم "سومر" من أقصى اليسار، التوصل إلى اتفاق لتشكيل "حكومة تقدمية". وقال التنظيمان السياسيان في بيان إن الزعيم الاشتراكي بيدرو سانشيز، وزعيمة سومر يولاندا دياز، وزيرة العمل الحالية، "وضعا اللمسات الأخيرة على تفاصيل اتفاق حكومي منبثق من المفاوضات التي بدأت منذ نهاية يوليوز". ويعتبر هذا الاتفاق خطوة مهمة لإعادة تعيين بيدرو سانشيز، الذي يحكم في ائتلاف مع أقصى اليسار منذ 2020، في منصبه، لكن ما يزال أمامه تحدي إقناع عدة أحزاب مؤيدة للاستقلال بدعمه بدورها ليبقى في السلطة، وهو أمر غير هين، بالنظر إلى مطالب الأحزاب المناصرة لفكرة انفصال إقليم كاتلونيا، وأبرزها العفو عن زعيم الانفصاليين، الذي هرب إلى بلجيكا، بعد متابعته قضائيا لضلوعه في محاولة انفصال في 2017. وسيشكل الاتفاق الموقع بين الحزب الاشتراكي العمالي وسومر، بداية لوضع برنامج للمرحلة المقبلة، إذ يعتزمان المصادقة عليه رسميا في وقت لاحق بحضور مسؤولين سياسيين. ويشمل هذا البرنامج إصلاح قطاع الشغل، من قبيل خفض ساعات العمل بدون فقدان الراتب، والتطبيق الفوري لخطة الصدمة ضد البطالة بين الشباب، ومراجعة أهداف المناخ. يذكر أن سانشيز حل ثانيا في الانتخابات التشريعية التي جرت في 23 يوليوز الماضي، خلف الحزب الشعبي الذي يمثل اليمين، والذي يتزعمه ألبرتو نونييس فيخو، غير أن فيخو لا يحظى بتأييد باقي الأحزاب، ولم يتمكن من تشكيل ائتلاف، ما فتح الطريق أمام حكومة يسارية جديدة. ويخدم انتخاب زعيم الحزب الاشتراكي على رأس الحكومة الإسبانية، التقارب الحاصل بين المغرب والجارة الشمالية، على اعتبار أن إعادة انتخابه، ستفتح المجال لمزيد من التعاون، خاصة أمام الاستحقاقات الكبرى التي تجمع البلدين، سواء تعلق الأمر بالتكامل الاقتصادي، أو بتطبيق المشاريع المؤجلة منذ سنوات من قبيل الربط القاري، ناهيك عن استحقاق كأس العالم 2030، الذي ستبدأ التحضيرات له مع هذه الحكومة، من الجانب الإسباني. عصام الناصيري