أصوات داخل “البام” تطرح التحالف مع “بيجيدي”

دعت بعض الآراء والخلاصات التي تجمعت من خلال بعض اللقاءات الجهوية لحزب "البام" المنعقدة نهاية الأسبوع الماضي، إلى فك خيوط التحالفات المستقبلية قبل موعد الانتخابات الجماعية والتشريعية المقبلة. وطرحت خلال هذه الملتقيات الجهوية أسئلة حارقة من قبل مناضلي الحزب حول مستقبل التحالفات، خصوصا بعد ظهور توجه قوي داخل قيادة الحزب يطرح خيار التحالف مع حزب العدالة والتنمية في الاستحقاقات المقبلة، وذلك بهدف الحفاظ على قيادة بعض المدن الكبرى، نظير طنجة ومراكش والحسيمة، سيما أن حلفاءه التقليديين شرعوا من الآن في إرسال إشارات غير مطمئة بفك الارتباط معه، والبحث عن حليف جديد لا يمارس الضغوطات، ويهدد بإشهار الملفات. ولم يستبعد مصدر مقرب من إلياس العماري، نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، قيام تحالف سياسي بين «البام» وحزب العدالة والتنمية في المستقبل، معتبرا أن "السياسية علم الاحتمالات، وليس فيها حرام دائم، ولا حلال مستمر». ورغم أن علاقة حزبي الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية تبدو متوترة ومختلفة إلى حد التناقض في بعض القضايا، لكن السياسة هي فن الممكن، وليست دائما قناعات ومبادئ إيديولوجية. مقابل ذلك، يعارض تيار واسع داخل الأصالة والمعاصرة إبرام أي تحالف مع حزب رئيس الحكومة، بحجة تباين المواقف فكريا ومرجعيا. وتبقى من أهم الخلافات الجوهرية بين الحزبين التي قد تساهم إلى حد كبير في عدم تحالفهما في المستقبل، إفراط حزب «المصباح» في استعمال الدين في السياسة، سيما أن حزب الأصالة والمعاصرة يؤمن بقوة، كما تؤكد كل أدبياته، بفصل الدين عن السياسة. ولم ينس أصحاب هذا الرأي الذين يعلنون الفيتو في وجه أي تحالف مرتقب مع «بيجيدي»، الحرب التي دارت رحاها أخيرا بين حزبي العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة التي دخلت منعطفا جديدا، بعدما دعا عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة والأمين العام لحزب «المصباح» حزب «الجرار» إلى حل نفسه، بل توقع كما يتذكر الجميع تحقق نصيحته التي قدمها لحزب مصطفى الباكوري، ولقيت ردود فعل من قبل قيادته، بالقول إن «النصيحة التي قدمتها للحزب المعلوم والتي أقلقته هي ما سيقع في النهاية، لأن المعطوب معطوب، مهما حاولت إصلاحه، فلن يتم إصلاحه». وفي خضم حمأة تلهف بعض الأسماء داخل «البام» من أجل أبرام تحالف مع «بيجيدي»، ما زالت بعض الرموز داخل حزب رئيس الحكومة ترسل رسائل غير مطمئة تجاه حزب الباكوري، واصفة حالته بالمتدهورة التي تنتقل من سيئ إلى أسوأ، ولن يذهب بعيدا، لأنه فضحه مع الربيع العربي. وكان بنكيران شخصيا كال أكثر من اتهام لحزب «البام»، إذ قال إنه اقترف من الفساد والاستبداد الشيء الكثير عبر تدمير التحالفات التي شارك فيها حزب العدالة والتنمية التي كانت ستنهض في البلاد وإفشال العديد من المدن، مؤكدا أنه سيأتي وقت قول كل شيء للمغاربة حتى لا يتم نسيان الأمر. ومع اقتراب الاستحقاقات المقبلة، بدأت لغة بنكيران تتغير بشكل تدريجي تجاه «البام»، موجها قذائفه صوب الاتحاد الاشتراكي والاستقلال، إذ لا يمر لقاء جماهيري أو تنظيمي ينظمه حزبه، إلا وجه انتقادات لاذعة إلى ادريس لشكر وحميد شباط، كان آخرها الأحد الماضي بالقنيطرة، عندما دعاهما بطريقة غير مباشرة إلى التنحي عن ممارسة السياسة. وبدأت تظهر أولى بشائر التحالف بين «البام» و»المصباح» من طنجة، حيث تسود هدنة بين الطرفين غير معهودة، ما يعني أن طنجة ستكون المحطة الأولى لركوب قطار التحالف بين الحزبين، اللذين سبقا لهما أن نشرا غسيلهما على نطاق واسع، وتبادل الاتهامات. عبدالله الكوزي

أصوات داخل “البام” تطرح التحالف مع “بيجيدي”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الخضر الإسباني يطالب بحل سياسي لنزاع الصحراء

برلمانيون مهددون بفقدان مناصبهم الانتخابية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات