مستلزمات العيد… عود على بدء

ككل عيد، غيرت الأسواق البيضاوية خرائطها، خاصة تلك التي تحتضن أعدادا كبيرة من الباعة المتجولين، وبدلت وجهها متخلية عن ألوان الموز والتفاح والبرقوق والعنب، لتتلطخ بألوان الحديد والطين والفحم والتبن. أشهر الباعة السكاكين، وعلقوا الحبال الصغيرة، وفرشوا الأرض ب»الشوايات» و»القطبان» و»المجامر». «هذا هو العيد!» يقول بائع متجول، لا ينتظر طويلا قبل أن يدخل في مساومة مع زبون حول سعر سكين من الحجم الكبير، ليضيف «احنا المغاربة خاصنا ديما الجديد». كلفة الجديد ليست هينة على جيوب المغاربة، إلا أن ذلك لا يمنعهم من ملء الأسواق والتزاحم والتدافع فيها، وخلق انطباع أن مسألة التسوق استعدادا للعيد مسألة حياة أو موت، «ضروري، طبعا ضروري، مستلزمات عيد الأضحى كثيرة، ولا يمكن العودة إلى استخدام القديمة، لأنها تصبح غير صالحة، مثلا أحتاج هذه السنة إلى أوان بلاستيكية جديدة، لأن القديمة لم تعد صالحة، شواية السنة الماضية أيضا أصبحت صغيرة بالنسبة إلى أسرتنا». مبرر تسوقه شهادة بيضاوية، أنفقت في عشر دقائق 55 درهما لاقتناء بضعة أواني بلاستيكية، فيما أنفقت أخرى في المدة نفسها تقريبا 150 درهما لاقتناء سكاكين و»شواية» وطاجين.ولا تتقاسم شهادات المتدافعين في ممرات سوق الحي الحسني، مبرر مستلزمات العيد الجديدة، بل إن هناك من يربط اقتناء مستلزمات جديدة، بعادات ومنافسة بين الجيران، «هذه عادة، لا يمكن تغييرها، اقتناء مستلزمات جديدة ضروري، مثلا هل يمكنك استخدام حبل السنة الماضية، وقد مر عليه كل هذا الوقت، والأكياس البلاستيكية لتخزين اللحوم؟ والتوابل؟ والفحم؟ و»الشوايات» الجديدة أنظف بكثير من القديمة، أما «القطبان» فغالبا ما تضيع، وتصبح غير كافية، ولا يمكنك اقتناء «قطيب» واحد، بل مجموعة على الأقل مكونة من ستة قضبان»، تقول نعيمة، وهي أستاذة رياضيات، استغلت ساعات فراغها للانضمام إلى المتدافعين في سوق الحي الحسني».لا يقتصر التغيير المرتبط لمناسبة عيد الأضحى بالأسواق فقط، التي تسلح بالسكاكين والسواطير، وكل أنواع الأسلحة البيضاء، بل أيضا تنبت أكواخ في الأحياء الشعبية والراقية على حد سواء ، تغير معالم الحي، وتحوله إلى زرائب موزعة بعشوائية في الأزقة، تحت مسمى «فندق الأكباش»، وفي محيطها تظهر خيم الفحم، التي ابتعدت عن السوق، واقتربت من البيوت، «لا يمانع السكان، لأنهم يستفيدون، فأولا يفضلون اقتناء الفحم والتبن للأكباش من مكان قريب عوض الانتقال إلى الأسواق، ثم إنهم يضربون عصفورين بحجر واحد، من جهة يحتفظون بأكباشهم في الفندق، ويقتنون من صاحبه التبن والفحم، والسعر يكون في الغالب مناسبا». يقول شاب في العشرين استغل مساحة فارغة في قلب حي الهنا، ليعرض خدماته على السكان بالاحتفاظ بأكباشهم، وإبعاد الروائح عن أسطح منازلهم وبيوتهم، كما جرت العادة في السنوات السابقة، «في مثل هذه المناسبة تصبح رائحة الأكباش شرا لابد منه، لكن، كلما كان أبعد من حمام البيت أو من قبو العمارة أو السطح يكون ذلك أفضل، عدا أن الاحتفاظ بالكبش في السطح أو الشرفة محفوف بالمخاطر لأننا سمعنا كثيرا عن الأكباش التي تقفز وتكبد أصحابها خسائر فادحة». الميزة الأخرى لهذه الفنادق تتجلى بالنسبة إلى النساء في النظافة، ففي السابق كان يجب علي الاعتناء بالكبش، وبنظافة المكان الذي نتركه فيه، وما يعنيه ذلك من مشقة، إضافة إلى أننا لا نعرف بالضبط كمية الماء والتبن والجلبان التي يحتاجها، واليوم يمكنني ترك الكبش في الفندق مقابل 15 إلى 20 درهما لليوم وتجنب المتاعب».ضحى زين الدين

مستلزمات العيد… عود على بدء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

منشآت مهيكلة في أجندة التدشينات الملكية بالجديدة

الدكاليون يطاردون "الهموز" في الأسواق الأسبوعية

مقالات ذات صلة