الطرق الوعرة تعطل الإغاثة والمساعدات

مسالك جبلية مقطوعة وانهيارات صخرية تؤخر عمليات الإنقاذ ووصول الإمدادات الغذائية بعد أيام على فاجعة الزلزال، الذي ضرب أقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت وورزازات وعدة مناطق، ظهر تحد آخر تحول إلى عقبة في وجه فرق الإنقاذ المغربية وحتى الأجنبية التي حلت بالمغرب لدعم جهود السلطات، ويتمثل في المسالك الوعرة والطرق المغلقة. ومنذ اليوم الثاني من الفاجعة، عاينت "الصباح"، الصعوبات الكبيرة التي اعترضت جهود السلطات المختصة وفرق الإنقاذ، في العثور على ناجين من تحت الأنقاض وإسعافهم وانتشال جثث الهالكين، الذين كانوا يقبعون تحت ركام الأتربة والأحجار أو مبادرات إيصال المساعدات الإنسانية، إلى سكان الدواوير التي تشردت فيها العشرات من الأسر، وأصبحت تعيش في العراء بعد تدمير منازلها جراء الزلزال المدمر. وتحولت الطرق التي تضررت جراء الزلزال إلى سبب لعزل المناطق المنكوبة عن العالم الخارجي، وعرقلة لمجهودات فرق الإنقاذ التي وجدت صعوبة في الوصول إلى عدد من الدواوير. ومكنت زيارة "الصباح"، لعدد من المناطق المتضررة من الزلزال بإقليمي الحوز وشيشاوة، من الوقوف على حجم الصعوبات التي تعترض رجال الوقاية المدنية والقوات المسلحة الملكية الذين يبذلون جهودا مضاعفة، للوصول إلى الدواوير المنكوبة من أجل توزيع المساعدات الإنسانية. ولعل الزيارة التي قامت بها "الصباح"، الخميس الماضي إلى الجماعة القروية أداسيل بإقليم شيشاوة، أكبر دليل على الدمار الكبير الذي حل بقرية تيكخت، كما أن الهزة التي عرفتها المنطقة تسببت في انقسام الجبل الذي يتوسط الطريق المؤدية إلى الدوار. وتشهد محاولات الوصول الى عدد من المناطق سواء بجماعة للاعزيزة أو جماعة أداسيل بإقليم شيشاوة، صعوبة بالغة نتيجة تساقط أحجام كبيرة من الصخور تسببت في إغلاق إحدى هذه الطرق، دون الحديث عن الذعر الذي تخلفه الانهيارات الصخرية في نفوس ما تبقى من السكان أو قوافل المساعدات وفرق الإغاثة الذين يزورون السكان للاطمئنان على حالتهم ولتوزيع عدد من المساعدات الإنسانية عليهم. وأكثر ما يعزز مخاوف زوار المناطق الجبلية المتضررة من الزلزال توالي الهزات الارتدادية، التي تجعل الصخور تتساقط وتغلق على الطرق التي سبق فتحها، دون نسيان الأمطار التي من المحتمل أن تشرع في التساقط خلال الساعات المقبلة. وكشف عدد من رجال الوقاية المدنية، في حديث مع "الصباح"، أنهم يحاولون الوصول إلى جميع الدواوير المنكوبة، وفي حال تعذر ذلك بسبب الطرق المقطوعة أو المدمرة، فإن الأمر يعهد إلى مروحيات الدرك الملكي والقوات المسلحة الملكية للوصول إلى الأماكن التي لا يمكن أن تصلها السيارات. وتحولت مبادرات قوافل المساعدات نحو القرى المنكوبة والتي تتميز بصعوبة التضاريس، إلى مغامرة غير محسوبة العواقب، خاصة قرية تيكخت بجماعة أداسيل، التي رغم جهود السلطات في الوصول إليها، إلا أن واقعة سقوط صخرة كبيرة وسط الطريق، وظهور أحجار أخرى على الحافة، اضطرت عددا من الجمعيات والشباب وفاعلي الخير إلى توزيع الأغذية والأسرة والأغطية وسط الطريق قبل الوصول إلى الدواوير المعنية، خوفا من التعرض لحوادث خطيرة، خاصة أن الحمولة لم تكن مساعدة على مواصلة السير وسط المنعرجات المكبلة بعدد من الأحجار والأتربة. وتشكل الهزات الارتدادية المتوالية، تحديا لفرق الإنقاذ والسلطات المحلية، لتسببها في وقوع انهيارات صخرية، ومزيدا من الإغلاقات للطرق، ما يعيق الوصول إلى الدواوير المنكوبة، رغم الجهود المضنية التي تبذلها مختلف السلطات منذ وقوع زلزال الحوز بفتح الطرق الأكثر تضررا، سواء كانت معبدة أو غير معبدة. ولمواجهة الصعوبات المرتبطة بوعورة التضاريس، تم تسخير إمكانيات بشرية ولوجستية كبيرة بمنطقة الحوز وإقليم شيشاوة، من أجل فتح مختلف المقاطع الطرقية، التي أغلقت جراء الانهيارات الصخرية في هذه المنطقة الجبلية الوعرة، التي أعاقت بشكل كبير وصول الإمدادات وفرق الإنقاذ والدعم إلى المناطق المتضررة. وفي إطار خلية تدبير الأزمة طبقا للتوجيهات الملكية، تتواصل جهود مصالح وزارة التجهيز والماء لفتح الطرق المغلقة بالمناطق المتضررة من زلزال الحوز، بعد أن تمكنت من فتح عدد كبير من الطرق، بهدف فك العزلة عن سكان الدواوير المتضررة ومساعدتهم على استئناف حياتهم اليومية دون مشاكل تزيد وضعهم النفسي المتأزم أكثر سوءا. محمد بها (موفد الصباح إلى شيشاوة)

الطرق الوعرة تعطل الإغاثة والمساعدات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إعادة الإعمار تفضح التهافت الفرنسي

الشقوق تطرد السكان من منازلهم

مقالات ذات صلة