التحرش بأطفال الفاجعة

قبل ووعود بالزواج بطفلات يتيمات من أجل "نيل الأجر" في وقت اكتسحت فيه مشاهد التضامن غير المسبوق مع ضحايا زلزال الحوز، ظهرت في الأيام والساعات الأخيرة، مشاهد تحرش واستغلال للأطفال اليتامى، خاصة الفتيات القاصرات، اللائي فقد جزء منهن أفراد أسرهن. وتداولت مقاطع فيديو و"سطوريات" على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر مجموعة من الأشخاص و"المؤثرين" بالمناطق المنكوبة، يستغلون الأطفال ويتحرشون بهم، لفظيا وجنسيا، إذ انتشرت صورة لأحد الأشخاص تظهره يقبل طفلة يبدو أنها لم تتجاوز 8 سنوات، وكتب عليها "أحبك فاطمة". ونشر آخرون "سطوريات" يدعون فيها أنهم سيتزوجون من المناطق المنكوبة، من أجل نيل الأجر بالتكفل بتلك الفتيات. ولم يقف الأمر عند الشباب، بل إن بعض النساء أيضا، قمن بتصرفات مشينة، صنفها البعض في خانة الاتجار بالبشر، إذ قالت إحداهن إنها ترغب في تزويج ابنها الأكبر بإحدى اليتيمات، وإنها ترغب في جلب الفتاة إلى البيضاء. ولم يستسغ مستعملو مواقع التواصل الاجتماعي، تلك المشاهد غير اللائقة، والتي يمارسها جزء صغير من المتطوعين، إذ دعا كثيرون إلى مقاضاتهم ومحاسبتهم على أفعالهم، إضافة إلى إعلان مجموعة من الحقوقيات، على رأسهن نجاة أنور رئيسة جمعية "متقيش ولدي"، متابعة هذه الفئة أمام القضاء. ودعا بعض المؤثرين الشباب المتطوعين، إلى الزواج من الطفلات ضحايا الزلزال، إذ قال بعضهم "دعوكم من "الشارفات" في المدينة، وتزوجوا من الطفلات لكسب الأجر"، محاولين تبرير ميولاتهم الغريبة بكسب الأجر ومساعدة من لم يبق لهن من يعيلهن، بعد وفاة أسرهن. ولا يعاني أطفال الحوز وتارودانت على وجه التحديد من تداعيات الزلزال، وتحرش واستغلال بعض المتخفين في ثوب التطوع، بل امتد الأمر إلى استغلالهم بشكل بشع من خلال تحويلهم إلى مادة درامية مربحة على مواقع التواصل الاجتماعي. وظهر من خلال الفيديوهات المنشورة، أن البعض حمل معه من معدات التصوير أكثر مما حمل مساعدات، إذ صوروا مقاطع بسيناريوهات مضبوطة، تروم إبراز أكبر قدر ممكن من المأساة من أجل التأثير في الجمهور، وزيادة الكسب. ورغم وجود جمعيات تحسس الأطفال بعدم السماح للغرباء بتقبيلهم أو أخذ الصور معهم، إلا أن الكثير من الأطفال لم تصلهم هذه النصائح، ما جعلهم صيدا سهلا للمتاجرين بمعاناة الآخرين، علما أن القانون يمنع تصوير قاصرين فاقدين للإرادة. ومن المرتقب أن تفتح النيابة العامة تحقيقات متفرقة في مختلف الحالات، خاصة تلك المتعلقة بالتحرش، خاصة بعد الاستياء العميق للرأي العام من تصرفات بعض الشباب، الذين لم يحترموا حرمة الموت والفاجعة. عصام الناصيري

التحرش بأطفال الفاجعة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كارثة الحوز تفضح زلزال الفساد

أرقام صادمة عن عاطلي البطولة

مقالات ذات صلة