التعذيب يجر قائد سيدي بطاش إلى عكاشة

علمت "الصباح"، من مصادر متطابقة، أن طارق حجار، القائد السابق لسيدي بطاش، المتورط في حلق شعر شاب، ما خلف له أزمة نفسية دفعته إلى الانتحار شنقا، أودع مساء أول أمس (الاثنين)، سجن عكاشة، بأمر من الوكيل العام للملك لدى استئنافية البيضاء، إثر تقديمه أمامه من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية. وأفادت المصادر ذاتها أن القائد السابق، وهو ابن جنرال، وضع رهن الاعتقال الاحتياطي إلى حين استكمال البحث التفصيلي معه من طرف قاضي التحقيق، لتتم إحالته أمام غرفة الجنايات الابتدائية لمحاكمته بجرائم أشدها "التعذيب"، طبقا لمفهوم الفصل 231 من القانون الجنائي المغربي والتي يدخل في حكمها "كل فعل ينتج عنه ألم جسدي أو نفسي يرتكبه عمدا موظف عمومي في حق شخص لتخويفه". وهي الجريمة التي تواجه الموظف العمومي، حسب تفسير المادة 224 من القانون الجنائي، والتي دسترت في 2011، بعد أن نص الفصل 22 من الدستور، على عدم جواز المس بالسلامة الجسدية أو المعنوية لأي شخص، في أي ظرف، ومن قبل أي جهة كانت، خاصة أو عامة، كما لا يجوز لأحد أن يعامل الغير، تحت أي ذريعة، معاملة قاسية أو لا إنسانية أو مهينة أو حاطة بالكرامة الإنسانية.وأضافت المصادر نفسها أن اعتقال القائد جاء بعد سلسلة من الأبحاث التي باشرتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، واستمعت خلالها إلى شهود وإلى تصريحات شاب آخر تعرض للممارسة نفسها من قبل القائد السابق، وأصيب في ركبته إصابة بالغة، وبعد مغادرته المستشفى توجه نحو رجال الدرك الملكي بسيدي بطاش من أجل تسجيل شكاية ضد القائد، إلا أنهم امتنعوا عن الاستماع إليه وإنجاز المتعين.استجمعت عناصر الفرقة الوطنية شهادات حول سلوكات القائد وواقعة حلق رأس الضحية المنتحر الذي كان يولي شعره عناية خاصة ولم يحلقه لسنوات. كما جرى الاستماع إلى ذويه وإلى أعوان سلطة. وقالت المصادر ذاتها إن المحققين استمعوا في البداية إلى والدة المنتحر التي أكدت أن ابنها عاد إلى المنزل غاضبا بعد أن أوقفه قائد المقاطعة وأعوان السلطة، وأنه رفض تناول العشاء قبل أن تفاجأ به مشنوقا بحبل في إسطبل المنزل، مضيفة أنه أكد لها واقعة حلق شعره من قبل القائد وأعوان السلطة.ونفت والدة المنتحر حينها أن يكون ابنها مختلا عقليا كما تم الترويج له من قبل بعض الأشخاص الراغبين في طمس الحقيقة، كما أكدت مساومة القائد لابنها بغض الطرف عن القضية مقابل تشغيله في سلك القوات المساعدة الذي يرأسه والده الجنرال حدو حجار.وكان الحادث الذي وقع في أبريل الماضي، لمناسبة حملة محاربة "التشرميل"، دفع وزارة الداخلية إلى التحقيق مع القائد، بعد أن استدعته إلى مقر الوزارة، إثر الضجة التي خلفها حادث الانتحار، قبل أن يتم عزله في إجراء أولي.المصطفى صفر

"داعش" تقطع رأس مغربي متهم بالتجسس

الرميد يحيل ملفات 16 جماعة و5 مؤسسات على القضاء

مقالات ذات صلة

أنتم تستعملون حاجب إعلانات