رواية من تقديم الكثيري وصادرة عن منشورات المندوبية السامية صدر حديثا للكاتب والروائي المصطفى حاكا رواية جديدة بعنوان "درب الكرامة" عن منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير. وتولى الدكتور مصطفى الكثيري تقديم هذه الرواية قائلا إنها "تندرج ضمن تلك الإنتاجات الأدبية النثرية التي اشتغل مبدعها على الواقع النضالي والإنساني المغربي في تساوق مع الخيال، مستعينا بالمحسنات البديعية اللفظية منها كالجناس والسجع، وكذا المحسنات المعنوية كالطباق والمقابلة والتورية والمبالغة". وأضاف المندوب السامي لقدماء المقاومين أن المؤلف "في خضم كتابته باللغة العربية الفصحى، يقحم أحيانا العامة المتداولة، وفي أحيان أخرى يقحم لغة المستعمر الفرنسي، غايته في ذلك نقل الحدث والقصة المروية بما أمكن من الصدق والواقعية، مما يسهل على القارئ وييسر عليه الانتقال من عالم آني/ حاضر إلى زمن أحداثه مستوحاة من واقع يعود إلى الخمسينات من القرن الماضي. وبحنكته الروائية يجعل الروائي المصطفى حاكا القارئ يتوهم وكأنه شخصية من شخصيات الرواية، يعيش في أعماق تجاربها المفعمة والمضمخة بتضحيات جسام ترفع لها الرايات قبل الأيادي". ويتابع الكثيري أن الروائي حاكا "تمكن من نسج خيوط روايته ذات الامتدادات التاريخية بحنكة واقتدار، تبرز تمكنه من مفاصل عمله الأدبي الممتع، إذ استطاع تقديمها للقارئ في قالب روائي وخيالي ممتع وشيق، إذ امتزج فيها المعطى التاريخي بعنصر التشويق وبنوع من الدراما، استحضر من خلالها تراث ذاكرة مغربية قحة، تذكر بفصول أحداث تاريخية جرت فصول أحداثها في زمن الحماية، كالحركة الوطنية وملحمة العرش والشعب، والتي ظهرت في بوتقة النضال من أجل الدفاع عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية". وزاد الكثيري أن الكاتب تمكن من فتح كوة ضوء على هذه الحقبة التاريخية عبر بطل الرواية "شعبان" ابن الفقيه والعدل سيدي عبد الرحمن الذي ينتمي إلى زاوية ابن احميدة الركراكية بمنطقة الشياظمة، قضى شبابه يحرض أهل قبيلته بعدم الامتثال لأوامر السلطات الفرنسية الاستعمارية، الأمر الذي أدى إلى نفيه لينخرط في خلايا المقاومة التي تبوأ ضمنها مكانة الصدارة فأسندت إليه تنفيذ عمليات فدائية استشهد في إحداها، وجعلها الراوي عتبة الخروج من الرواية وإغلاق بابها. وجدير بالإشارة إلى أن المصطفى حاكا من مواليد آسفي، وهو عضو نادي القصة القصيرة بالمغرب، وصدرت له أعمال سردية منها رواية "أناس عرفتهم" (2007) ورواية "مسار صالح بن بوشعيب الشبيهي" (2011) ثم مجموعة قصصية بعنوان "اللعبة" (2013). عزيز المجدوب