البطولة… بأي حال تعود؟

الديون تتراكم ولاعبون عالقون وإجراءات صارمة على الجماهير تعود البطولة الوطنية بالعديد من الإكراهات والمشاكل، التي تواجه الأندية والسلطات على حد سواء، الشيء الذي دفع إلى اتخاذ عدد من الإجراءات التنظيمية، لتفادي بعض العوائق، مثل شغب الجمهور ومنع الأندية من الانتدابات وتأهيل الملاعب الرياضية. وتواجه الأندية والسلطات الكثير من التحديات، لضمان مرور الموسم الرياضي بشكل احترافي، وهو ما يتطلب تفعيل العديد من التوصيات، وتسوية النزاعات، والحد من المشاكل العالقة. ديون عالقة مازالت معظم الأندية الوطنية تعاني مشاكل مالية، بسبب ديون متراكمة منذ الموسم الماضي، ما يجعلها أمام وضع غير قانوني لخوض منافسات البطولة، وفق قرار العصبة الاحترافية لكرة القدم. وباتت الأندية المثقلة بالديون ملزمة بتسوية نزاعات لاعبيها، قبل إبرام تعاقدات جديدة، وإلا ستكون أمام خيار خوض البطولة بلاعبيها السابقين. ودقت العصبة الاحترافية قبل شهر ناقوس الخطر، حينما كشفت قيمة الديون المتراكمة على الأندية الوطنية، إد وصلت إلى 28 مليارا و900 مليون سنتيم، وضمت اللائحة كل من حسنية أكادير واتحاد طنجة والمغرب الفاسي ومولودية وجدة وأولمبيك أسفي والرجاء الرياضي والمغرب التطواني وشباب المحمدية ويوسفية برشيد، إضافة إلى 11 فريقا من القسم الثاني، ويتعلق الأمر بشباب أطلس خنيفرة وشباب بنكرير والدفاع الجديدي وأولمبيك الدشيرة ورجاء بني ملال واتحاد وجدة ووداد فاس وأولمبيك خريبكة والاتفاق المراكشي والكوكب المراكشي والنادي المكناسي. العصبة تهدد هدد عبد السلام بلقشور، رئيس العصبة الاحترافية, الأندية التي لم تحسن تدبير شؤون أنديتها بخصم النقاط أو النزول إلى القسم الثاني. وقال بلقشور في حوار سابق مع «الصباح»، إن منع بعض الأندية من الانتدابات يعد إجراء أوليا، على أن يعقبه تطبيق عقوبات أشد، طالما أن العصبة ماضية في تقويم الاعوجاج المالي بالأندية الوطنية، أملا في تحقيق حمايتها وتحقيق التوازن المالي بها، وفقا لتعليمات الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا». ودعا بلقشور إلى وضع حد لتسليم رخص اللاعبين بالتقسيط بالنسبة إلى الأندية الممنوعة من الانتدابات، لحثهم على نهج صرامة في التدبير المالي للأندية، مشيرا إلى أن العصبة عازمة على القطع مع كل الممارسات, التي تسيء إلى سمعة الكرة الوطنية، التي تألقت في التظاهرات العالمية الكبرى. وأكد بلقشور في الصدد نفسه أن العصبة لا تتحمل أي تبعات إبرام العقود مع الأندية، التي لم يرفع عنها المنع من قبل الهيأت المختصة، كما أنها لن تسلم أي رخصة خارج فترة الانتقالات الصيفية. ويعد اتحاد طنجة أكثر الأندية الوطنية معاناة بسبب كثرة النزاعات، بعدما بلغت ديونه 4 ملايير و400 مليون سنتيم، متبوعا بالرجاء الرياضي ب3 ملايير و400 مليون سنتيم، ثم مولودية وجدة بمليارين و800 مليون سنتيم، فحسنية أكادير بمليارين و400 مليون سنتيم. لاعبون ممنوعون لن يكون أمام عدد من الأندية الاستفادة من وافديها الجدد في الجولة الأولى من منافسات بطولة الموسم الكري الجاري، لعدم تسوية ملفات نزاعاتها المتراكمة في القريب العاجل. ورغم اقتراب مولودية وجدة من رفع المنع عن تعاقداتها، إلا أنه سيخوض مبارياته المقبلة دون وافديه الجدد ما لم يقم بتسوية وضعيته المالية، شأنه شأن اتحاد طنجة وحسنية أكادير والمغرب الفاسي والمغرب التطواني وأولمبيك آسفي. ونجح الرجاء في رفع عقوبة المنع عن تعاقداته في مرحلة الانتقالات الصيفية، التي فرضت عليه من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، بسبب نزاعاته المتراكمة. وتمكن الرجاء من تسديد مليار ونصف مليار لفائدة بعض اللاعبين في الفترة الأخيرة، ما مكنه من رفع المنع عنه، في انتظار تسوية باقي الملفات. وأعلن محمد بودريقة، رئيس الرجاء الرياضي، رفع عقوبة المنع عن فريقه من قبل «فيفا»، ما يسمح له بالاستفادة من اللاعبين الجدد، اعتبارا من المباراة الأولى أمام يوسفية برشيد. ونشر بودريقة «تدوينة» على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» أكد فيها رفع عقوبة المنع بشكل رسمي، بعد أداء مليار ونصف، عباراة عن نزاعات اللاعبين والأندية، وتابع «لهذا بات بإمكان المدرب الألماني جوزيف زينباور الاعتماد على اللاعبين الجدد في مباراة يوسفية برشيد في افتتاح البطولة». وتعاقد الرجاء الرياضي مع آدم النفاتي ويوسف بلعمري وعبد الله خفيفي والجنوب إفريقي هاشم دومينغو والحارس محمد باعيو والعراقي أيمن حسين. إجراءات صارمة عمم عبد الواحد لفتيت، وزير الداخلية، دورية على الولاة والعمال، وبعث بنسخة منها إلى عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، والجنرال دوكور دارمي محمد حرمو، قائد الدرك الملكي، تتضمن مجموعة من الإجراءات, المتعلقة بمواجهة ظاهرة الشغب في الملاعب الرياضية، تنفيذا للتوصيات المعلن عنها في المناظرة الوطنية, حول محاربة الظاهرة. وشددت الدورية على ضرورة عقد اجتماع قبل كل مباراة، بمشاركة لجان الأمن الإقليمي, بحضور ممثلي الناديين المتباريين، ووضع الإجراءات الأمنية والتنظيمية قبل انطلاقتها، ومنح الصلاحية للتدخل لضبط حركة جمهور الفريقين، واتخاذ القرارات المناسبة، مع إمكانية منع الجمهور من التنقل أو إجرائها دونه، بالنسبة إلى المباريات التي تشكل خطرا على النظام العام. وأكدت الدورية على ضرورة فرض رقابة على الجمهور عند مدخل الملاعب الرياضية، ومنع استعمال الشهب الاصطناعية والأدوات والمفرقعات, التي تشكل خطرا على المواطنين. مراقبة "التيفو" من بين الإجراءات المعتمدة من قبل وزارة الداخلية, مع انطلاقة الموسم الرياضي الجاري، منع جمهور أي ناد من رفع «تيفو» يمس بالمؤسسات أو الأشخاص، الشيء الذي يسمح للأجهزة الأمنية بجميع فروعها، سحب أي «تيفو» , يتضمن عبارات مسيئة لأي كان. وقررت وزارة الداخلية فرض الرقابة القبلية على جميع الأنشطة المتعلقة بالجماهير، من أجل تفادي وقوع أحداث شغب، واتخاذ الإجراءات الاستبقاية قبل كل مباراة، لمنع حدوث مشاكل بين الجماهير قبلها وخلالها وبعدها، لضمان مرور المنافسات في جو رياضي. وتهدف وزارة الداخلية من خلال مراقبة أنشطة الأندية، إلى تخليق الممارسة الرياضية، ووضع حد لظاهرة الشغب، التي أزهقت الكثير من الأرواح، وتسببت في خسائر مالية كبيرة بالمنشآت العامة والخاصة، وتطورت إلى حرب عصابات، بين الفصائل المتناحرة. بيع التذاكر من بين الإجراءات المعتمدة مع انطلاق البطولة الوطنية، منع بيع التذاكر بمحيط الملاعب الرياضية، أثناء المباريات، من أجل مواجهة المضاربات، واستغلال المواطنين والمشجعين، إذ من المقرر أن تعمل الأجهزة الأمنية على فرض رقابة صارمة بمحيط الملاعب. وترى الداخلية أن من بين الأسباب، التي تساهم في ظاهرة الشغب، بيع التذاكر في السوق السوداء بمحيط الملاعب، الشيء الذي يتعين اتخاذ إجراءات لمواجهتها، وإلزام الجمهور باقتناء التذاكر من القنوات المصرح بها رسميا. ومن المرجح أن تفرض الداخلية رقابة على مواقع التواصل الاجتماعي، لمحاربة بيع التذاكر في السوق السوداء، سيما أن هناك العديد من السماسرة، الذين ينشرون تذاكر للبيع على حسابهم الافتراضي، وهو ما يتطلب مراقبتها. مشكل الملاعب يدخل عدد من أندية البطولة الوطنية غمار منافسات البطولة الوطنية، دون توفرها على ملاعب بإمكانها احتضان مبارياتها، بالنظر إلى إغلاق بعض الملاعب لإعادة تأهيلها، في أفق ترشح المغرب لاحتضان نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025، وترشحه لاحتضان مونديال 2030, رفقة إسبانيا والبرتغال. ووجد الجيش الملكي نفسه مضطرا لخوض الموسم المقبل، بعيدا عن معقله، وهو الأمر الذي يعانيه سنويا، بسبب الإصلاحات، التي يعرفها مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، في الوقت الذي يتعين عليه المنافسة على الواجهة القارية, بعيدا عن جمهوره، كما أنه مازال يبحث عن ملعب لاستقبال مباراته الأولى في البطولة أمام شباب المحمدية. ويواجه اتحاد طنجة المشكل ذاته، بعد إغلاق الملعب الكبير بالمدينة، إذ عليه أن يتحدى قرار منعه من الانتدابات، إضافة إلى مشكل الملعب، الذي بات يكلفه كثيرا، ويسعى للبحث عن ملعب لاستقبال ضيوفه في منافسات البطولة الوطنية. ومن المقرر أن يعاني قطبا كرة القدم الوطنية بالبيضاء الوداد والرجاء، بسبب قرار إغلاق مركب محمد الخامس، سيما أنه مرشح للعديد من الإصلاحات في المرحلة المقبلة، ومن المنتظر إغلاقه، بعد تسوية بعض المشاكل العالقة، المرتبطة بتفويته إلى شركة «صونارجيس». ويبدو أن المغرب الفاسي وحسنية أكادير سيعانيان بدورهما بسبب إغلاق الملعب، رغم أن الإصلاحات المقررة لم يكشف عنها، غير أنها لن تكون بالحدة، التي تعرفها ملاعب طنجة والرباط والبيضاء، لكن إغلاقها مبرمج ضمن الخطة التي تعتمدها الشركة المذكورة، تحت إشراف السلطات المعنية بالإصلاحات. إنجاز: عيسى الكامحي وصلاح الدين محسن

البطولة… بأي حال تعود؟

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

‭"‬بريكس‭" ‬تنتصر‭ ‬للحل‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬الصحراء

الإفراج‭ ‬عن‭ ‬متهم‭ ‬لعيب‭ ‬في‭ ‬الإحالة

مقالات ذات صلة