الكتاب والمدرسة فخاخ للصغار

أثبتت محاكمات لذئاب تربصوا بطفلات كن في عهدتهم وسلطتهم التربوية والأدبية، لهتك عرضهن، أن "البيدوفيليا"، توجد في مختلف أماكن التنشئة الاجتماعية، داخل الأسرة وفي الشارع والحي، وكذا في مؤسسات التعليم. وعرت وقائع محاكمة المتورطين في مدن مختلفة، عن الوجه الحقيقي لناهشي عرض الصغيرات والصغار، مزيحة عنهم الأقنعة التي حافظوا على الظهور بها في المجتمع. وإن كان حجم المتابعين في هذه القضايا، ضئيلا، إلا أنه دق ناقوس الخطر المحدق بالتلاميذ الصغار، وفرض حذر الأسر، وفتح نقاشا عقلانيا وتربويا حول التربية الجنسية، واللاءات التي ينبغي أن يحرصوا على الإعلان عنها كلما تعرضوا للخطر، وكذا البوح لأرباب أسرهم بكل شيء يهدد عرضهم. ففي طنجة، سقط فقيه، يحمل صفة "موظف ديني"، في شرك العدالة، بعد افتضاح أمره واكتشاف تورطه في هتك عرض صغيرات كن يتابعن دراستهن عنده بكتاب قرآني، واكتملت محاكمته بإدانته جراء أفعاله الشنيعة بالسجن ثلاثين سنة سجنا نافذا، وأدائه تعويضا ماديا لفائدة 4 مطالبين بالحق المدني قدره 60 ألف درهم لكل ضحية، مع تحميله صائر الدعوى العمومية والإجبار في الأدنى. وتفجرت هذه الفضيحة، حين باحت طفلة تبلغ من العمر 12 سنة وتدرس بكتاب قرآني يقع بدوار في جماعة ملوسة بعمالة فحص أنجرة، لإحدى صديقاتها بالقرية، وكشفت لها عن الأفعال الإجرامية التي يقوم بها الفقيه في حق تلميذاته، لتبلغ الأخيرة أمها بالأمر لينتشر الخبر بين سكان القرية كالنار في الهشيم، ما دفع أسر الضحايا إلى التوجه أولا إلى قائد جماعة ملوسة، ثم مندوبية الأوقاف، لإبلاغ المسؤولين بها عن حجم الفضيحة وقوة الصدمة، قبل أن يتقدم أولياء أمورهن بشكاياتهم إلى الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بطنجة، الذي أمر بإيقاف المشتكى به فورا وفتح تحقيق معه حول الشكايات المقدمة ضده. ولم تختلف قضايا "البيدوفيليا" التي شهدتها الكتاتيب القرآنية عن تلك التي افتضحت في مدارس ابتدائية، نظير حالة بتت فيها استئنافية الرشيدية، بإدانة معلم بـ 20 سنة سجنا، بسبب الاعتداء الجنسي على أطفال. وتوبع المتهم بعد الشكايات التي تقدم بها أولياء أمور 12 طفلا، تتهمه بالاعتداء الجنسي على الأطفال، كما قدم البعض منهم شهادات طبية تثبت ذلك الاعتداء ليتم إيقاف المتهم والبحث معه في المنسوب إليه. وأظهرت الأبحاث الأولية أن الأمر يتعلق بأستاذ تعليم ابتدائي، عمل بإحدى الجماعات بالإقليم 10 سنوات، ويبلغ من العمر 40 سنة ليتم إيقافه، ورغم محاولة الإنكار تمت مواجهته بالأدلة. وشهدت مدن أخرى وقائع مماثلة من قبيل الفضيحة، التي اهتزت لها أكادير، بعد تورط أستاذ للتعليم الابتدائي، في هتك عرض 6 من تلميذاته على الأقل. ويبلغ المتهم من العمر 56 سنة، وأثبتت الأبحاث أنه ضالع في سلسلة من التحرشات والاعتداءات الجنسية، التي ذهبت ضحيتها ست من تلميذاته، اللواتي لا يتجاوز عمر أكبرهن 10 سنوات. وزاول المتهم مهنته بمدرسة في حي أمسرنات، وأطاحت به في البداية شكاية من أسرة إحدى ضحاياه، أحيلت على الشرطة الولائية القضائية بمباشرة الأبحاث، فأسفرت عن أن المشتكية ليست الضحية الوحيدة، بل توجد خمس أخريات، ما عجل بإيقاف المتهم ووضعه رهن الحراسة النظرية، قبل متابعته وإدانته. المصطفى صفر

الكتاب والمدرسة فخاخ للصغار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

القاطي و"لوف أوف ماي لايف"

عبد النبي الشراط...أحداث ومسارات

مقالات ذات صلة