المضاربة تلهب تعريفة النقل البحري نحو إسبانيا

ساهمت المضاربة في الأسعار بين وكالات الأسفار وشركات النقل البحري الإسبانية، التي تسيطر حاليا على الخط البحري الرابط بين ميناءي طنجة المتوسط والجزيرة الخضراء، في ارتفاع تعريفة النقل البحري بين الضفتين بشكل غير مسبوق، إذ رفعت الشركات الأسعار بزائد 50 في المائة في المتوسط مع نهاية الأسبوع الماضي، ذلك أن سعر تذكرة الذهاب بالنسبة إلى أربعة مسافرين بالغين وسيارة خفيفة في الخط المذكور، قفز إلى 3 آلاف و220 عند شركة "إف إر إس"، فيما يظل السعر قابلا للارتفاع إلى 5 آلاف و600 درهم بالنسبة إلى تذكرة الذهاب والإياب عند الشركة نفسها.وفي الخطين البحريين، الرابطين بين ميناءي طنجة وطريفة، وميناءي طنجة المتوسط والجزيرة الخضراء، استغلت الشركات الاسبانية تطور حجم تدفق المهاجرين المغاربة في طريق العودة إلى ديار المهجر من أجل رفع أسعارهم، باستثناء شركة "أنتر شيبينغ" للنقل البحري، التي دخلت سوق النقل بين الضفتين منذ سنتين فقط، إذ عرضت أسعارا أقل بناقص 300 درهم بالنسبة إلى تذكرة ذهاب لفائدة أربعة أشخاص وسيارة، مقارنة مع منافسيها الإسبان.وأمام الارتفاع القياسي لتكلفة النقل البحري بين الضفتين، التي تتعزز بتكاليف النقل البري بين الدار البيضاء وطنجة، لجأت مجموعة من الأسر المغربية المهاجرة بالخارج إلى مدينة سبتة المحتلة، التي تعرض أسعارا أقل بكثير من تلك المعروضة في ميناء طنجة، إذ يبلغ سعر تذكرة الذهاب والإياب إلى ميناء الجزيرة الخضراء 3 آلاف و900 درهم، بالنسبة إلى أربعة أشخاص بالغين وسيارة سياحية، فيما يصل سعر تذكرة الذهاب فقط إلى ألفين و400 درهم، إلا أن هذا الخيار تشوبه مجموعة من السلبيات، تجعل المسافرين مضطرين إلى المرور عبر فترتي انتظار، في باب سبتة المحتلة والميناء، قبل صعود السفينة.إلى ذلك، عبر عبد الهادي. ك، مهاجر مغربي بفرنسا، في اتصال هاتفي مع "الصباح"، عن غضبه من ارتفاع سعر تذكرة العبور في مينائي طنجة المدينة وطنجة المتوسط، مقارنة مع التعريفات الموجودة في سبتة المحتلة، داعيا إلى ضرورة تدخل السلطات المغربية للتحقيق في هذه المضاربات حول أسعار تذاكر النقل، ذلك أن الأسر، حسب وصفه، أصبحت "تعاني" الأمرين من أجل قضاء عطلة قصيرة في المغرب، خصوصا مع تراجع قدراتها المالية، بسبب الأزمة الاقتصادية في أوربا وندرة فرص الشغل.وفي سياق متصل، تنشط شركتان فقط، خاضعتان للقانون المغربي، في الخط البحري الرابط بين الجزيرة الخضراء وميناء طنجة المتوسط، مقابل ثلاث أو أربع شركات إسبانية، علما أن هذا الخط البحري كان يشغل سبع شركات وطنية خلال السنة الماضية، شركتان منها تنشطان في نقل المسافرين، بينما تعمل الشركات الخمس الأخرى في أنشطة الشحن، بما مجموعه 14 باخرة، الأمر الذي يؤكد تراجعا كبيرا لنشاط الفاعلين المغاربة في هذا الخط البحري، بسبب الأزمة الاقتصادية والمنافسة وارتفاع كلفة الفيول والتأمين البحري.وتفاقمت الوضعية الحالية للنقل البحري للمسافرين بين الضفتين، من خلال نتائج طلب العروض الثاني الذي أطلقته وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك، يهم استغلال 11 خطا بحريا يربط الموانئ المغربية بنظيرتها الأوربية، لتعويض الفراغ الذي خلفه تراجع شركة «كوماريت فيري»، إذ عبر خمسة فاعلين فقط عن اهتمامهم بطلب العروض المذكور، قبل أن تختار لجنة وزارية ثلاثة فاعلين فقط من أجل استغلال أهم خط بحري، يربط الجزيرة الخضراء بميناء طنجة المتوسط، يتعلق الأمر بشركة «إف إر إس ماروك»، عبر فرعها الجديد، والوافد الجديد على السوق شركة «إنتر شيبينغ»، وكذا شركة «نافلاين» التي يسيطر مستثمرون مغاربة على رأسمالها كاملا.بدر الدين عتيقي

المضاربة تلهب تعريفة النقل البحري نحو إسبانيا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أفيلال: وضعية السدود غير مقلقة

الوجه الخفي للجديدة بعد مهرجان جوهرة ومولاي عبد الله

مقالات ذات صلة