ملفات حركها الملك أطاحت بعشرات المسؤولين

مواطنون يتربصون بالملك لإيصال شكاياتهم بعد أن عجزت باقي الجهات عن إنصافهم تدخل الملك مرة أخرى، وأمر بفتح تحقيق في مشروع مدينة "بادس" بالحسيمة، بعد أن توصل بشكايات من مواطنين أكدوا من خلالها تعرضهم للضرر، وعدم إنصافهم من قبل أي جهة أخرى، لينضاف هذا الملف إلى العديد من الملفات التي أمر الملك بالتحقيق فيها، ويطرح معه سؤال لماذا لا تتدخل الجهات المعنية لإنصاف المظلومين؟ وهل من الضروري انتظار تدخل جلالته لإعادة الأمور إلى نصابها؟انطلقنا في هذا الملف من هاذين السؤالين الكبيرين، وحتى تتضح الصورة كان لزاما التذكير ببعض الملفات التي كان التدخل الملكي فيها حاسما، بدءا بملف خيرية عين الشق، الذي تفجر، مع الزيارة الملكية 2 أبريل 2005 لمقر الخيرية، تم خلالها الوقوف على الأوضاع المزرية التي كانت عليها المؤسسة، ليتقرر فتح تحقيق وإحالة 10 متهمين على قاضي التحقيق، ومرورا بملف الحسيمة الأول الذي أطاح بالعشرات من رجال الدرك الملكي والشرطة والجمارك بعد أن اشتكى مواطنون إلى الملك من شططهم وارتشائهم، ثم ملف باب سبتة وطنجة والناظور الذي أطاح بمسؤولين عديدين بالمنطقة الشمالية وانتهاء بملف الحسيمة 2.أصبح الملك هو ملاذ المغاربة الأخير بعد أن تغلق في وجوههم جميع الأبواب، وتحول العديد منهم إلى "مطارد" لجلالته يتعقب خطاه أينما حل وارتحل، متأبطا ملفات يريد تسليمها إلى جلالته، ما جعل العديد منهم يدخل في متاهات الإيقاف والاعتقال بل والإدانة بالحبس، فيما التجأ آخرون إلى خدمات "يوتيوب"، لتوجيه نداءات استغاثة إلى الملك من أجل التدخل لإنصافهم من الظلم الذي لحقهم. الملفات التي حركها الملك عديدة، لكن المثير من خلال قراءة مسار هذه الملفات أن آلة التحقيق فيها تكون بوتيرة أوسع من غيرها، إذ يتجند المحققون للإطاحة بكل من له علاقة من قريب أو بعيد بالملف، بل يجتهدون أحيانا ويطيحون حتى بأبرياء مثلما حدث في العديد من الملفات، بل أغلب الملفات، إذ اعتقل العشرات وبرئ العديد منهم من قبل القضاء، وهو ما يفرض إعادة النظر في طريقة التحقيق، وعدم المبالغة في الاعتقال، حتى لانعالج ظلما بظلم أكبر يزج بأبرياء في السجون. أين باقي أجهزة الدولة التي لها صلاحية الأمر بفتح تحقيق؟ سؤال يفرض نفسه، خصوصا أن المتضررين غالبا ما يلجؤون إلى هذه الجهات (وكيل ملك وكيل عام للملك، وزير العدل، مؤسسة الوسيط) لبسط ملفاتهم أمامها، وهو إشكال يستوجب إيجاد حل له، حتى لا يصبح الملك "مطاردا" من قبل المواطنين الباحثين عن الإنصاف.الصديق بوكزول مواطنون يجازفون بالتربص بالملك لإيصال شكاية لا يريدون أجرا ولا شكورا من الملك على امتيازات أو مأذونيات كما هم العديد من المتربصين بالملك، بل يطاردونه كظله، أينما حل وارتحل، وهم يتأبطون ظرفا كبيرا، يضم أوراقا عديدة، بعضها شكايات، وأخرى وثائق لتأكيد تعرضهم للظلم. منهم من نجح في مسعاه، وإن تعرض للاعتقال والتحقيق، بتهمة التربص بالملك، ومنهم من عدل عن الفكرة، بعد أن عجز عن تجاوز الحراسة المشددة على الموكب الملكي، ومنهم من وضع في الاعتقال الاحتياطي وينتظر محاكمته.تسبب الظلم الذي يعم المتربصين بالملك في إزالة الفوارق الطبقية، قد يكون المتربص ميسور أو فقيرا أو مهاجرا بأوربا، هدفهم الوحيد لقاء الملك وتسليمه شكاياتهم طمعا في إنصافهم. من بين الذين تربصوا بالملك، نجل ضابط في الجيش، قضى عقوبة حبسية مباشرة بعد أحداث انقلاب الصخيرات في يوليوز 1971. كان والده، قبل أن يفارق الحياة، يعيش وضعا اجتماعيا وصحيا صعبا بعد أن طرد من الجيش، رغم أن قدمه لم تطأ قصر الصخيرات، إذ اعتقل مع عسكريين آخرين داخل ثكنة هرمومو (رباط الخير حاليا)، المهم أنه محسوب، في نظر معتقليه، من رجال الكولونيل امحمد اعبابو، لا يهم إن كان شاطره الموقف أم عارضه.الوضع الاجتماعي للأسرة، دفع ابنه الشاب، إلى التفكير في طريقة إيصال صوت والده إلى القصر، عسى أن يحظى برعاية مولوية، تعيد له الاعتبار في ما تبقى من العمر. كالمتلهفين، والطامعين في الحصول على "كريمة"، كان الابن يطارد الملك في كل الأحياء البيضاوية، كان يتربص به قرب القصر الملكي وبكورنيش عين الذئاب. لم ييأس من محاولاته العديدة، والتي أثارت انتباه المكلفين بحراسة الملك.في يوم ما، تتبع خطوات الملك، فتفاجأ بأشخاص بزي مدني يوقفونه. أدرك أنه وقع في يد الشرطة. خضع لتحقيق مطول، اعترف فيه أن نواياه لا تتجاوز عرض شكاية والده على الملك للنظر في وضعه الاجتماعي المتردي، وأنه يريد أن يثبت لجلالته براءة والده من محاولة الانقلاب قبل أن يغادر الحياة.تلقى المحققون الشكاية بعد أن تأكدوا من صحة أقواله، ليفرجوا عنه، مقدمين له وعدا بإيصالها إلى الملك. على خطى نجل الضابط، وجد مهاجر مغربي بهولندا نفسه يتربص بالملك بالبيضاء، بدل أن يستمتع بعطلته السنوية بالمغرب، بعد أن تعرض للنصب والاحتيال من قبل شريط له في فندق شهير بمدينة بالشمال.قصة هذا المهاجر، تبدأ عندما نقل مبالغ مالية مهمة من هولندا إلى البيضاء، من أجل استثمارها في مشروع تجاري، إلا أن أيادي "النصب" أغوته ونجحت في إقناعه بمشاركتها في مشروع تجاري وهو تسيير فندق بشمال المغرب.ابتلع الضحية الطعم، خصوصا بعد أن عرض عليه شريكه الجديد قيمة الأرباح التي سيجنونها في هذا المشروع، وعلى الفور سلمه قسما مهما من أمواله تتجاوز 200 مليون، وبعد مدة سلمه مبلغا آخر بحجة إنجاز إصلاحات بالفندق، قبل أن يطالبه بمبلغ يزيد عن الأول بهدف ترميم بعض مرافق الفندق قبل فتحه في وجه العموم، إلا أن المهاجر سيكتشف أن شريكه استولى على الفندق ونجح في وضع اسمه كمالك وحيد له.استنجد المهاجر بالشرطة والقضاء، دون جدوى، إذ عاش تماطلا وتأخيرات للنظر في ملفه، ليقتنع أن الحل إيصال شكايته بنفسه إلى الملك.علم أن الملك بالبيضاء، فتوجه نحو القصر الملكي، وظل يراقب عن بعد عسى أن يصادف خروج جلالته. فعلا تحققت مناه، فلحقه إلى منطقة أخرى، وكلما حاول الاقتراب من الملك، يشعر باستحالة الخطوة بحكم الحراسة الأمنية المشددة. وتفاديا لأي اعتقال أو "تسخسيخ" من قبل الشرطة، اهتدى أن يرسل شكواه إلى الديوان الملكي ويغادر المغرب إلى حين النظر فيها.الحالة الثالثة تتعلق بحميد نعناع، والشهير باقتحامه قنصلية الجزائر بالبيضاء سنة 2013، وإنزاله العلم الجزائري. قصته تختلف عن باقي الحالات المذكورة، فهو من ذوي السوابق في التربص بالملك، طمعا في "كريمة" أو هبة ملكية أخرى، لكن عندما تربص به من أجل إبلاغه شكواه، اعتقل ووضع رعن الاعتقال الاحتياطي بسجن عكاشة.بعد اقتحامه الشهير للسفارة الجزائرية، سيعيش نعناع وضعا اجتماعيا مزريا، بدأ باعتقاله على خلفية الواقعة ومحاكمته قبل أن يفرج عنه، لتأتي المشاكل تباعا، بداية بطرده من العمل، فأصبح يعيش وضعا اجتماعيا صعبا، ثم برفع زوجته دعوى طلاق الشقاق في مواجهته، إضافة إلى مضايقات الشرطة له. قرر الاستنجاد بالملك، ووضع خطة لاعتراض سبيل موكبه، إلا أن الجرة لم تسلم هذه المرة، رغم أنها تختلف عن سابقاتها، ليعتقل من قبل الأمن ويحال على سجن عكاشة في إطار الاعتقال الاحتياطي في انتظار محاكمته.مصطفى لطفي طلبات استنجاد بالملك عبر "يوتيوب" اختار مجموعة من المواطنين المغاربة، وأحيانا بعض الأجانب توجيه نداءاتهم إلى جلالة الملك محمد السادس، عبر استخدام مجموعة من الوسائل التكنولوجية الحديثة، بعدما تعذر عليهم إيجاد حلول لمشاكلهم بالطرق الإدارية المعتادة، إذ اعتمد عدد منهم على الأنترنت لإيصال رسائلهم، سيما عبر موقع «يوتيوب» الذي نشر في السنوات الأخيرة مجموعة من مقاطع الفيديو الموجهة إلى جلالته تتضمن استنكارات المواطنين من بعض الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.وتتصدر هذه «الفيديوهات» الأعمال الأكثر مشاهدة عبر «يوتيوب»، من بينهم ضحايا الوكالة العقارية "الزكاورة" التابعة إلى تراب عمالة عين الشق بالبيضاء، وهو مشروع سكني عبارة عن تجزئات دفعوا مبالغها المالية منذ 36 سنة، وينتظرون استكمال إجراءات التحفيظ العقاري والشروع في أشغال بناء مساكنهم، وأمام تماطل الإجراءات الإدارية، اختار المتضررون تنظيم وقفة أمام مقر العمالة ونشر فيديو موجه إلى جلالة الملك يطلبون منه التدخل لإصدار أوامره إلى مصالح المعنية.وتتوالى الاحتجاجات في عدد من المدن، سيما الصغيرة منها، والتي تتصاعد مع كل زيارة يقوم بها جلالة الملك إلى هذه المناطق، والتي بلغت ذروتها بمحاصرة الموكب الملكي ببني ملال، أثناء زيارته الأخيرة، وهو الفيديو الذي تم نشره عبر "يوتيوب" وحقق نسب مشاهدة عالية، وخلال هذه المحاصرة اختار المواطنون مخاطبة الملك مباشرة، بعدما عجزوا في أكثر من مرة عن إيجاد حلول لمشاكلهم عبر الطرق المعتادة.من جهته وجه مواطن يدعى عبد العزيز، فلاح ببركان، نداء إلى جلالة الملك محمد السادس، يطالبه بإنقاذه من تلاعبات شركة "سوجيطا" الفلاحية، بعدما نفذت كل محاولات إيجاد حلول لقضيته عبر الشركة أو وزارة الفلاحة أو الحكومة.وفي فيديو غريب، اختار المواطن عبد القادر المغراوي، القاطن بدوار أولاد عباس بقيادة سيدي يحيى بالحدود المغربية، الذي اتهم فيه 7 من أبنائه بالاعتداء عليه وسلبه ممتلكاته، في مقدمتها ماشيته ومعدات الفلاحة التي يملكها، كما اتهمهم بالتهريب والتجارة في الممنوعات، وهو الفيديو الذي اختار نشره من خلال جريدة إلكترونية محلية عبر موقع "يوتيوب"، موجها إلى جلالة الملك محمد السادس نداء لإيجاد حل لذلك.واختار "المخزني" السابق عبد الرحمان الناجحي، القاطن بالحي الإداري بكلميم، توجيه ندائه إلى جلالة الملك محمد السادس، بصفته رئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، إثر توجيه التهمة إليه بالمسؤولية عن السجناء الفارين من مركز التهذيب بالمدينة، مؤكدا أن المسؤول عن ذلك كان هو الضابط الذي غاب عن ممارسة مهامه آنذاك، وأشار الناجحي، إلى أنه وجه رسالة إلى قيادة القوات المساعدة ومستشاري جلالة الملك والمجلس الوطني لحقوق الإنسان ومؤسسة الوسيط، مبرزا أيضا أن زوجته تعاني الإعاقة بعد إجراء عمليتين جراحيتين بالمستشفى العسكري.وفي جولة على موقع "يوتيوب"، يتبين أن أهم القضايا التي يرفعها المواطنون إلى الملك عبر "يوتيوب"، تتعلق بالمشاكل العقارية والسكنية، والشطط في السلطة سواء من الرؤساء في العمل إذا تعلق الأمر بالوظائف العمومية، أو شطط رجال السلطة في حق المواطنين، إلى جانب معاناة نزلاء بعض المؤسسات السجنية والاجتماعية، في الوقت الذي ينشر المواطنون، بعض مشاكلهم العائلية التي عجزوا عن إيجاد حلول لها.وانتقلت فكرة الاستنجاد بالملك محمد السادس، إلى عدد من المواطنين الأجانب، سيما المتحدرين من الدول الإفريقية جنوب الصحراء، الذين اختاروا في كل مرة البحث عن إيجاد حلول لمشاكلهم الاجتماعية، كما اختارت الطفلة السورية رشا أيمن كوجان، وهي لأم مغربية وأب سوري، توجيه نداء إلى جلالة الملك، عبر "يوتيوب"، استهلته بـ"بابا محمد السادس"، من أجل الحصول على تأشيرة الدخول إلى التراب الوطني، لتقرر بعد ذلك السلطات المغربية السماح لها بدخول المغرب، وهو قرار اتخذ بشكل استثنائي ولأسباب إنسانية صرف، إثر النداء الذي أطلقته وتناقلته شبكات التواصل الاجتماعي.ياسين الريخ

ملفات حركها الملك أطاحت بعشرات المسؤولين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تعليمات ملكية تحدث زلزالا ثانيا بالحسيمة

الشرطة التركية تواجه المحتجين ضد تنصيب أردوغان

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات