قال إنه اكتشف صدفة معطيات مغلوطة من "كاب1" عن أحد رفاق بنبركة كيف رتبتك هروبك من تندوف؟ الأقدار الإلهية كانت إلى جانبي، لأنني سلكت طريقا إلى الزاك، لم يتمكن الدرك الجزائري من ملاحقتي. هل كان الدليمي على علم بهذه الأحداث؟الدليمي كانت لديه معطيات أن الجيش الجزائري أمسك بي في تندوف.من أين وصلته تلك الأخبار؟ كان بعض الصحراويين من طانطان في موسم تندوف، واستفسرهم الجيش الجزائري عني، وعند عودتهم في تلك الليلة إلى طانطان أخبروا العامل صالح زمراك آنذاك أنهم ألقوا علي القبض، وقام بدوره بإخبار الدليمي، وبالتالي لم يكن يتوفر على أي معلومات أخرى. ألم تتصل به عند وصولك إلى الزاك؟ اضطررت للمبيت بالزاك إلى صباح يوم الغد، وبعد قدوم الجنرال ميمون اتصل هو بالدليمي، وأذكر جيدا أنه ناداه باسمه السري "ديلتا ليما"، وكان معروفا لدى جميع رفاقه بهذا الاسم، لأن المخابرات الجزائرية كانت تلتقط أمواج الرسائل التي يبعثها الجيش الملكي في ما بينه. ماذا حدث بعد ذلك؟ كما قلت أرسل هليكوبتر أقلتني إلى أكادير وأعطيته آلة التصوير وتقريرا عن التدريبات التي يخوضوها بعض الصحراويين وأطفالهم بالمخيمات، والجنرال القادم من الهند الصينية الذي يقوم بتدريبهم. ما هي المهام الأخرى التي تكلفت بها بطلب من الدليمي؟ أذكر أنه كلفني سنة 1973 بمهمة إلى لاس بالماس ونواذيبو لجمع معطيات حول التحركات التي كان يقوم بها بعض الصحراويين والجزائريين والليبيين لتأسيس بوليساريو. كيف وصلتكم المعلومات عن تأسيس الجبهة؟ وصلتنا عن طريق بعض أعيان المناطق الصحراوية الذين كانوا يشتغلون في التجارة، ويحملونها من لاس بالماس إلى المغرب، إذ سبق أن قلت لك إنني كنت على علاقة جيدة بمعظمهم، وكانت تربطني علاقات مهنية وصداقة بينهم، فأخبرونا بوجود تحركات لبعض الصحراويين وأنهم يستعدون لشيء ضد المغرب. من هم هؤلاء الأشخاص؟ أذكر منهم الإخوان إرماتوس وعلي بوعيدة ومحمد باعزات، كلهم كانوا يخبروننا بكل صغيرة وكبيرة تحدث في لاس بالماس والجنوب المغربي ضد مصلحة المغرب، سيما أنه في تلك الفترة كان المرتزقة يقومون بضربات عسكرية بين الفينة والأخرى لإرباك السلطات المغربية. هل كانت رحلتك إلى نواذيبو ولاس بالماس بدورها محفوفة بالمخاطر؟ ليس إلى درجة كبيرة، ولكن ذهبت إلى هناك والتقيت بجميع الأعيان الذين ذكرتهم، من أجل إعداد تقرير للديلمي.ما هي الأشياء التي تضمنها التقرير؟ تضمن أسماء الصحراويين الذين كانوا يتحركون لتأسيس بوليساريو والأعمال التي قاموا بها والتي يعتزمون القيام بها والاجتماعات التي يعقدونها والمشرفون على ذلك. ماذا تضمن أيضا؟تضمن واقعة تتعلق بأحد رفاق المهدي بنبركة. من هو وماذا كان يفعل هناك؟ الأمر يتعلق بولد بارو الذي كان من رفاق المهدي بنبركة ويتحدر من مدينة آزرو، وكان هاربا إلى ليبيا، وكان الدليمي يعتقد أنه سافر إلى ألمانيا، بعد أن وصلته تقارير من بعض المخبرين بـ"كاب 1" أنه غادر ليبيا بعد أن هربته السلطات الليبية إلى ألمانيا.وكان يشتغل في صيد السمك، وكانت حالته مزرية، والتقيت به صدفة، بعد أن تجاذبنا أطراف الحديث، وأخبرني أن "ضسارة" هي التي أوصلته إلى هذه الحال، فطلبت منه أن يعود إلى المغرب.ولما سمع الديلمي الخبر ظن في البداية أني أتحدث عن شخص آخر، ولم يصدقني إلى أن أعطيته أوصافه، وكان لديه جرح غائر في وجهه، وتأكد من صحة روايتي بعد أن قدم لي صورة له. كيف كنت تتصل بعائلتك أثناء وجودك في طانطان؟ قبل أن أخبرك عن اتصالي بعائلتي في طانطان، أريد أن أقول لك إن زوجتي كانت موظفة بالأمن الوطني منذ سنة 1960، وكنت طلبت من الدليمي أن يساعدني في دخولها إلى الجزائر حين كنت ألعب في سيدي بلعباس، فقام باستخراج جواز سفر لها يتضمن معلومات أنها دون مهنة، من أجل تجنب مساءلتها من طرف السلطات الجزائرية حول طبيعة عملها. لكن عندما كنت في طانطان اضطررت إلى تغيير جواز سفرها، وكانت تزورني بشكل طبيعي وعاد. أجري الحوار: صلاح الدين محسن