وضع بـ"البرج الكبير" أول منشأة بنيت بالإسمنت المسلح في تاريخ المغرب لتشجيع الإبداع يمكن لعشاق الفوتوغرافيا، الاستمتاع بالصور التي يعرضها المتحف الوطني للفوتوغرافيا بالرباط، والذي افتتحته المؤسسة الوطنية للمتاحف خلال 2020. ويقع المتحف ببرج روتينبورغ، وهو حصن اشتهر باسم "البرج الكبير"، بني نهاية القرن التاسع عشر على الطريق الساحلية للرباط (الكورنيش)، لاستقبال مدفعين من ثلاثين طنا مصدرهما هامبورغ، أرسلهما الألمان هدية إلى المغرب. وتعود تسمية الحصن إلى اسم المهندس الألماني والتر روتيتبوزغ، الذي كان المسؤول عن أشغال البناء التي انطلقت في يونيو 1888 وانتهت بعد اثنتي عشرة سنة. كان الحصن يمثل إبان إنشائه خلال عهد مولاي الحسن الأول، رمزا ديبلوماسيا، وعكس عبر تاريخه الرهانات التاريخية لمرحلة كانت تشهد الصراع المحتدم بين الفرنسيين والألمان على الاستفراد بالمغرب. وغير الفرنسيون اسم الحصن من برج روتينبورغ إلى "برج هيرفي" خلال 1912، علما أنه كان أول منشأة بنيت بالإسمنت المسلح في تاريخ المغرب. وبعد سنوات من النسيان والإهمال، خضع برج روتينبورغ لأشغال ترميم وبناء وتجديد، قبل أن يتم تحويله إلى متحف مكرس للفوتوغرافيا. ويهدف المتحف الوطني للفوتوغرافيا إلى تشجيع الساحة الفنية الفوتوغرافية الشابة، والتعريف بتنوع مقارباتها وغنى أبحاثها الفنية، ودمقرطة ولوجية الفضاءات الفنية والثقافية، خصوصا في الأحياء الشعبية المجاورة. ويرى رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، المهدي قطبي، أن تدشين المعلمة الفنية يندرج في سياق التوجيهات السامية للملك محمد السادس في هذا المجال، سيما دمقرطة الثقافة، مشيرا إلى أن المؤسسة تسعى، من خلال وضع المتحف في هذا الفضاء، أي ببرج روتينبورغ، وبمحاذاة حي شعبي، إلى إيصال رسالة مفادها أن الثقافة يجب أن تكون في متناول كل مغربي. إ.ر