تدريب الصغار… التعايش مع “المال القذر”

مؤطرون بأندية شهيرة يبتزون الآباء للسماح لأبنائهم بلعب كرة القدم لا يقتصر "الفساد" في كرة القدم على تسيير الأندية، أو صفقات انتقال اللاعبين، أو بعض الممارسات المالية المشبوهة، بل امتد إلى الفئات الصغرى، حيث يكتوي اللاعبون الصغار بنيران الرشاوي والابتزاز. وروى أحد الآباء، ل"الصباح"، تفاصيل ابتزازه لتقديم رشاو في فريق بالبيضاء، مقابل السماح لبنه باللعب. وقال بنبرة غاضبة: "لا يتعلق الأمر بفساد عاد، فابني، الذي لم يتجاوز عمره 11 سنة، عانى بدوره بسبب جشع أحد المؤطرين، وإقصائه من اللعب، لأنني رفضت تقديم رشوة عبارة عن مبلغ مالي في كل شهر". وكشف الأب نفسه أن أخطبوط الفساد مستشري في بعض الأندية بالبيضاء، خاصة بالفئات الصغرى، حيث أضحت ممارسة كرة القدم بناد ما، تستدعي تقديم رشاو لبعض المؤطرين، الذين يجدون في تدريب الفئات الصغرى وسيلة لاستنزاف جيوب الآباء، غير عابئين بمعاناة الأطفال، وتطبيعهم مع الفساد المستشري بكرة القدم. ومن جهته، يعترف أحد المؤطرين بوجود رشاو في فئات أغلب الأندية، موضحا أن الفساد مستشر في تدريب الفئات الصغرى، مشيرا إلى محاولات بعضهم الاغتناء باستغلال الأطفال، قبل أن يستدرك قائلا: "الظاهرة وإن عمت بشكل كبير بالأندية، فمازال هناك مؤطرون "ولاد الناس" يرفضون الأمر، ويفضلون المعاناة بسبب ظروف المعيشة، بدل استغلال الأطفال للحصول على المال القذر". ويتحدث أب آخر، عن قصة ابنه الذي انخرط في أحد الأندية بالبيضاء، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى أنه بشهادة جميع أصدقائه يتميز بمهارة كبيرة في اللعب، حتى أن زملاءه يطلقون عليه "مارادونا الصغير". اعتقد الأب أن انخراط فلذة كبده في النادي سيساهم في تطوير مهاراته، وتحقيق حلمه باللعب طويلا، بل إن ما شجعه أكثر إشراف أحد المؤطرين، وهو لاعب سابق، على الفئة العمرية نفسها، ما اعتبره فرصة ذهبية لاكتساب المزيد من المهارات، فاللاعب السابق مشهور، لكن مع مرور الأسابيع، لاحظ أن هناك أمورا تجري لا علاقة لها بالتأطير أو كرة القدم، فابنه بالكاد يلعب خمس دقائق في كل مباراة، وآخرون، أقل منه مهارة، يحتكرون اللعب، بل يخصص لهم المؤطر تداريب خاصة، غير عابئ بنظرات باقي الأطفال، التي لا تستوعب إقصاءهم لأسباب مجهولة. أدرك الأب أن هناك خطبا ما في علاقة المؤطر بابنه، وحين استفسره عن الأمر، رد اللاعب السابق أن ابنه مازال في مرحلة التكوين، ويحتاج إلى وقت للتعلم، حسب قوله، فصدق الأب ذلك، دون أن يفطن أنها دعوة لتقديم رشوة، كما يفعل بعض الآباء، خاصة أن سيرة المؤطر في الابتزاز سارت بذكرها الركبان، وحين رفض الأمر، لاعتقاده أن تربية الابن على الرشوة ورم خطير، تجاهل المدرب ابنه إلى درجة الإقصاء النهائي، ففضل الأب "اعتزال" ابنه اللعب على التعايش مع الفساد. ويؤكد مؤطر آخر أن هناك مدربين شرفاء يرفضون استغلال الأطفال، إلا أن هناك فئة أصبحت ترى في الفئات الصغرى وسيلة للغنى، بدعوى ضعف الراتب الشهري، فالغاية بالنسبة إليهم تبرر الوسيلة. خالد العطاوي

تدريب الصغار… التعايش مع “المال القذر”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خشيع: حالات الفساد فردية

إشادة عالمية باللبؤات

مقالات ذات صلة