الدكتور المسعودي شدد على ضرورة أخذ احتياطات لتجنب المضاعفات لا يتردد الكثير من الأشخاص، خلال الصيف، في السباحة في مياه باردة، سواء في البحيرات أو منابع الأنهار. في هذا الحوار، يكشف الدكتور بوشعيب المسعودي، اختصاصي في أمراض العظام والمفاصل والروماتيزم، بعض فوائد السباحة في المياه الباردة خلال الصيف. وشدد المسعودي، على ضرورة اتباع بعض الخطوات قبل السباحة فيها، لتجنب المضاعفات التي يمكن أن تترتب عنها. في ما يلي التفاصيل: ما هي منافع السباحة في المياه الباردة؟ تعتبر السباحة في المياه الباردة، من أفضل الممارسات التي ينصح بها، نظرا لفوائدها الكثيرة على الدورة الدموية والجهاز المناعي، وكذلك على الحالة النفسية. ويسمح الماء البارد للأعضاء بالتغذية الجيدة عن طريق تغذية الخلايا وتجفيفها، وبالتالي تحفيز الدورة الدموية. وتساعد البيئة الباردة أيضا على تطوير وزيادة الخلايا الليمفاوية في الجسم، والتي يكون لها تأثير على تقوية الدفاع المناعي. ويتفق الخبراء أيضا على الفوائد النفسية للسباحة في المياه الباردة، إذ أن ذلك يسمح للجسم بإفراز الكثير من الإندورفين أو ما يعرف بهرمون المتعة، والذي يساعد على تقليل الألم أو الالتهابات، ويعد الماء البارد طريقة رائعة لحرق السعرات الحرارية. كيف تساعد السباحة في المياه على حرق السعرات الحرارية؟ يتم تنشيط الدهون البنية أو الأنسجة الدهنية البنية بواسطة الماء البارد للمساعدة على الحفاظ على درجة حرارة الجسم. في الوقت نفسه، تحرق السعرات الحرارية أيضا. وبالإضافة إلى ذلك، يساعد الماء البارد على تهدئة الألم، من خلال تضييق الشرايين، ما يقلل الالتهاب المحتمل ويهدئ التهاب العضلات. ويزيد التعرض المنتظم للماء البارد من مستويات الجلوتاثيون المضادة للأكسدة، ما يساعد على تنظيم عملية مضادات الأكسدة، والأكثر من ذلك، فالسباحة في الماء البارد تزيد الرغبة الجنسية، إذ أثبتت دراسات فوائد الماء البارد، في زيادة إنتاج هرمون التستوستيرون وزيادة الرغبة الجنسية لدى الرجال. هل هناك أضرار؟ رغم أن السباحة في المياه الباردة لها فوائد عديدة، يمكن أن تترتب عنها بعض المشاكل، منها انخفاض درجة حرارة الجسم إلى أقل من 35 درجة، ما يمكن أن يؤدي إلى حدوث ازرقاق في الشفاه والرجفة. وينتج أيضا عن السباحة في المياه الباردة إجهاد القلب، إذ تبدأ الأوعية الدموية الموجودة في القلب ببذل جهد مضاعف. ما هي الاحتياطات الواجب أخذها قبل السباحة في المياه الباردة؟ رغم الفوائد الكثيرة للسباحة في المياه الباردة، من المهم التأكيد أنه في الكثير من الأحيان يمكن أن يكون الماء البارد عدوا قويا للجسم، فحتى إذا كان الجسم قابلا للتكيف بشكل كبير، ويمكنه التأقلم مع المياه الباردة بشكل أسرع، فلا يجب أن يلقي الإنسان بجسده في المياه الباردة دون تفكير. ومن المهم، لتجنب المضاعفات التي يمكن أن تترتب عن هذه الممارسة، البدء بالسباحة في الماء البارد تدريجيا، لتجنب أي مخاطر. وكيف تمكن الوقاية من تأثيراتها الصحية؟ من المهم السباحة في بادئ الأمر، في مياه معتدلة، سواء في البحر أو البحيرة أو أي سطح مائي آخر، في نهاية الصيف. ثم مواصلة عادات السباحة في الخريف، ثم في الشتاء، حتى يعتاد الجسم تدريجيا على انخفاض درجة الحرارة. وينصح بغمر الجسم في الماء تدريجيا، مع الحرص على تبليل الرقبة في اتجاه التيار، ثم تنفس ببطء حتى يعتاد الجسم على البرد تدريجيا. أجرت الحوار: إيمان رضيف في سطور < من مواليد خريبكة < عضو الجمعية المغربية والفرنسية لأمراض الروماتيزم < عضو المجلس الإداري للجمعية الفرنسية لأمراض الروماتيزم <عضو ومؤسس للعديد من الجمعيات المدنية < مهتم بالتصوير الفوتوغرافي وبالفيلم السينمائي خاصة الوثائقي < له مجموعة من المؤلفات منها "شذرات من حياتي»