الطريق إلى "العين الزرقاء" عبارة عن منعرجات تحفها الأشجار والنباتات الجبلية من كل جانب، ما يضفي على المكان رونقا يزيد من بهجة العين قبل الوصول إلى المنتجع أو "المسبح الرباني" الذي نحتته وصممته الطبيعة قبل أن تتدخل أيدي الآدميين لتزيد بعض الإضافات التي جعلت الوصول إلى هذا المنتجع ميسرا، بتشييد بعض الأدرج الإسمنتية، التي خففت من وطأة بعض المنحدرات والمرتفعات المحيطة بـ "العين الزرقاء». يحكي بعض رواد هذا المنتجع أن "العين الزرقاء" اشتهرت قبل سنوات، باعتبارها منتزها طبيعيا يلجأ إليه سكان تطوان والضواحي، من أجل قضاء أوقات من الاستجمام، سواء في فصل الربيع عندما تتزين المنطقة بخضرة تكسو المرتفعات والروابي، أو حين يزدهر الغطاء النباتي عندما يكون الموسم ممطرا، وفي الصيف ونظرا لذوبان ثلوج القمم تنفجر العيون بماء رقراق يغذي البركة المائية الطبيعية ويرفع من منسوب المياه فيها، فتتحول إلى مسبح يقصده كل باحث عن انتعاشة تقيه حر الصيف. تقع "العين الزرقاء" في منطقة طبيعية جذابة بين المرتفعات القريبة من تطوان، التي لا تبعد عنها إلا بحوالي 8 كيلومترات. تنزل المياه المترقرقة من العين عبر شلال يصب في بركتين تحولتا إلى مسبح طبيعي، يعرف كل موسم صيف إقبالا كبيرا من سكان تطوان والضواحي أو من غيرها من المدن، ذلك أن الكثير من الشباب والأطفال من عشاق الغطس يتبارون في تحقيق ارتماءات من الصخور العالية المحيطة بالبركة، من أجل تسجيل أحسن عملية غطس. وأفاد بعض زوار العين الزرقاء "الصباح" أن "الوصول إليها ميسر عبر سيارات الأجرة من الصنف الأول، التي تنطلق من محطة الطاكسيات القريبة من (باب العقلة) أو عبر حافلة يوجد خط انطلاقتها قرب بناية مركز تطوان للفن الحديث». ونتيجة لارتفاع الإقبال عليها من قبل بعض المصطافين من عشاق الجبل، فإن بعض المستثمرين عملوا على فتح بعض المطاعم والمقاهي بالقرب من هذا المنتجع الطبيعي، من أجل توفير المتطلبات الضرورية من مأكل ومشرب. كما أن بعض أصحاب الدور السكنية ذات البناء التقليدي صاروا يخصصونها للكراء الموسمي، من أجل المساهمة في استقطاب الراغبين في الاصطياف بهذه المنطقة الجبلية والرفع من حركة الرواج التجاري، والسعي إلى جعل منتجع "العين الزرقاء" منطقة سياحية، خاصة خلال موسمي الصيف والربيع. يوسف الجوهري (تطوان)