المرأة… أولوية في الرؤية الملكية

أكد في خطاب العرش السنة الماضية أن بناء مغرب التقدم والكرامة لن يتم إلا بمشاركة جميع المغاربة رجالا ونساء حظيت قضية المرأة باهتمام ملكي، منذ اعتلائه العرش، تمثل في عدد من المبادرات الكبرى، التي تنتصر لحقوقها، ومنحها المكانة التي تستحقها، في مختلف مجالات الحياة. وشكل خطاب العرش، السنة الماضية، مناسبة جديدة أكد من خلالها جلالته ضرورة الجمع بين روح المبادرة ومقومات الصمود، لتوطيد الاستقرار الاجتماعي، والنهوض بوضعية المرأة والأسرة. وأكد جلالته أن بناء مغرب التقدم والكرامة، لن يتم إلا بمشاركة جميع المغاربة، رجالا ونساء، في عملية التنمية، مشددا على ضرورة المشاركة الكاملة للمرأة المغربية، في كل المجالات. وقال جلالته إنه حرص منذ اعتلائه العرش على النهوض بوضعية المرأة، وفسح آفاق الارتقاء أمامها، وإيلائها المكانة التي تستحقها، مشيرا إلى أن من أهم الإصلاحات التي قام بها، إصدار مدونة الأسرة، واعتماد دستور 2011، الذي يكرس المساواة بين المرأة والرجل، في الحقوق والواجبات، وينص على مبدأ المناصفة، هدفا تسعى الدولة إلى تحقيقه. وأكد الملك أن الأمر لا يتعلق بمنح المرأة امتيازات مجانية، وإنما بإعطائها حقوقها القانونية والشرعية، مضيفا أنه في مغرب اليوم، لا يمكن أن تحرم المرأة من حقوقها، داعيا إلى تفعيل المؤسسات الدستورية المعنية بحقوق الأسرة والمرأة، وتحيين الآليات والتشريعات الوطنية، للنهوض بوضعيتها. وشكلت مدونة الأسرة أحد الأوراش الملكية الكبرى، قفزة إلى الأمام، وأكد جلالته أنها أصبحت غير كافية، لأن التجربة أبانت وجود عدة عوائق تحول دون تحقيق أهدافها، من بينها عدم تطبيقها الصحيح، لأسباب سوسيولوجية متعددة، سيما أن فئة من الموظفين ورجال العدالة، مازالت تعتقد أن المدونة خاصة بالنساء. ويرى جلالته أن مدونة الأسرة، ليست مدونة للرجل، كما أنها ليست خاصة بالمرأة، وإنما هي مدونة للأسرة كلها، مشيرا إلى أنها تقوم على التوازن، لأنها تعطي للمرأة حقوقها، وللرجل حقوقه، وتراعي مصلحة الأطفال، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة التزام الجميع، بالتطبيق الصحيح والكامل لمقتضياتها القانونية. وتوقف الخطاب الملكي عند الاختلالات والسلبيات، التي أبانت عنها التجربة، مؤكدا ضرورة العمل على تجاوزها ومراجعة بعض البنود التي تم الانحراف بها عن أهدافها. وحرص جلالته بصفته أمير المؤمنين، على تأكيد أنه لن يحل ما حرم الله، ولن يحرم ما أحل الله، سيما في المسائل التي تؤطرها نصوص قرآنية قطعية، مؤكدا حرصه أن يتم ذلك، في إطار مقاصد الشريعة الإسلامية، وخصوصيات المجتمع المغربي، مع اعتماد الاعتدال والاجتهاد المنفتح، والتشاور والحوار، وإشراك جميع المؤسسات والفعاليات المعنية. ودعا للمناسبة إلى العمل على تعميم محاكم الأسرة على كل المناطق، وتمكينها من الموارد البشرية المؤهلة، ومن الوسائل المادية، الكفيلة بأداء مهامها على الوجه المطلوب، داعيا الجميع إلى ضرورة الفهم بأن تمكين المرأة من حقوقها، لا يعني أنه سيكون على حساب الرجل، ولا يعني كذلك أنه سيكون على حساب المرأة. برحو بوزياني

المرأة… أولوية في الرؤية الملكية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إستراتيجية وطنية لتدبير أزمة الماء

أمين ..."رجل المفرقعات"

مقالات ذات صلة